لقد أوضحنا في مقالنا السابق أهمية الكولسترول في صحة الإنسان وذكرنا أن خفض نسبة الكولسترول في الدم لا يقلل دائما من خطر الإصابة بأمراض القلب.
في هذا المقال ، سنركز على تأثيرات نظامنا الغذائي على مستويات الكوليسترول في الدم بمزيد من التفصيل.
أول شيء يجب التركيز عليه هو كمية الكوليسترول التي نحصل عليها من الطعام. إن تقليل نسبة الكولسترول التي نستهلكها يمكن أن يخفض مستوى الكولسترول في الدم، حتى ولو بشكل طفيف. وبالتوازي مع ذلك، فإن زيادة استهلاك الكولسترول قد يؤدي إلى زيادة مستويات الكولسترول في الدم. ومع ذلك، فإن هذه الحالات لا تحدث دائما في كل شخص. بالإضافة إلى ذلك، إذا انخفضت كمية الكوليسترول التي نحصل عليها من نظامنا الغذائي، يقوم الكبد بتصنيع المزيد من الكوليسترول وإفرازه في الدم للتعويض. ولذلك، فإن النتيجة الصافية لتقليل أو زيادة استهلاك الكولسترول تختلف بشكل كبير من شخص لآخر. ونتيجة لذلك، فإن تحديد كمية الكوليسترول المأخوذة من الطعام ليس هو الخيار الصحيح لكل فرد أو مريض.
يتواجد الكوليسترول الذي نحصل عليه من الطعام بشكل بارز في البيض ومنتجات اللحوم. يختلف تأثير البيض ومنتجات اللحوم على نسبة الكوليسترول في الدم بشكل كبير من فرد لآخر. على سبيل المثال، قد يؤدي تناول بيضة واحدة يوميًا إلى رفع مستويات الكوليسترول لدى شخص واحد، في حين أن تناول أربع بيضات يوميًا قد لا يؤثر على مستويات الكوليسترول لدى شخص آخر على الإطلاق. الأمر نفسه ينطبق على منتجات اللحوم المختلفة. ولذلك، فإن تقليل استهلاك البيض واللحوم أو التخلص منه تمامًا قد لا يكون الخطوة الصحيحة للعديد من الأفراد الذين يرغبون في خفض نسبة الكوليسترول في الدم.
يضر الكوليسترول المؤكسد بصحة القلب والأوعية الدموية أكثر من كمية الكوليسترول التي نستهلكها. أثناء تجهيز الأطعمة وإعدادها وطهيها، يمكن أن يتأكسد جزيء الكوليسترول، ويمكن أن يؤدي استهلاكه إلى تلف جدران الأوعية الدموية وبدء عملية تصلب الشرايين. لذلك يجب مراعاة كمية الكولسترول التي تحتوي عليها، وكيفية معالجتها، وكيفية طهيها، قبل تناول الأطعمة، ويمكنك العثور على معلومات أكثر تفصيلاً حول هذا الموضوع في مقالتي عن طهي الأطعمة.
هناك أمر آخر مهم وهو ما نحصل عليه من الأطعمة وهو الزيوت. إن تقليل استهلاك الدهون المشبعة (مثل الزبدة) يمكن أن يقلل بشكل طفيف من مستوى الكوليسترول المنتشر في الدم. ومع ذلك، هذا كل فرد لا يعطي نتائج نهائية. هناك دراسات تظهر أن تقليل استهلاك الدهون المشبعة بشكل كبير يقلل بشكل طفيف من مستويات LDLالكوليسترول (الكوليسترول "الضار"). يمكن تجربة تقييد الدهون المشبعة لفترة من الوقت لدى الأشخاص المناسبين لخفض مستويات الكوليسترول، وفي نهاية هذه الفترة يمكن تكرار اختبارات الدم وتقييم النتائج. إذا كان التغير في مستوى الكوليسترول أقل بكثير من التقييد في استهلاك الدهون المشبعة، فقد نستنتج أنه لا توجد فائدة كبيرة في تقييد استهلاك الدهون المشبعة لدى ذلك الفرد.
على الرغم من استهلاك الدهون المتحولة تزيد الدهون من نسبة الكولسترول في الدم، وبصرف النظر عن ذلك، فهي تزيد أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنها تزيد من خطر الإصابة بالأمراض.
استهلاك الدهون غير المشبعة (مثل زيت الزيتون) يخفض بشكل عام مستويات الكوليسترول. هناك نوعان رئيسيان من الدهون غير المشبعة. الدهون الأحادية غير المشبعة (مثل زيت الزيتون)، والدهون المتعددة غير المشبعة (مثل زيت الذرة وزيت عباد الشمس). يمكن أن تتأكسد الدهون المتعددة غير المشبعة، مثل الكوليسترول الموجود في الأطعمة، أثناء المعالجة والطهي ويمكن أن يكون لها آثار سلبية على صحة القلب والأوعية الدموية. تعتبر الدهون الأحادية غير المشبعة، مثل زيت الزيتون، أكثر استقرارًا وأصعب في الأكسدة. ولذلك يعتبر زيت الزيتون أكثر فائدة من حيث نسبة الكولسترول في الدم.
وعلى الرغم من أن السكريات التي نحصل عليها من الأطعمة، وخاصة الفركتوز (سكر الفاكهة) والسكروز، إلا أنها تزيد من مستوى الكولسترول في الدم في بعض الدراسات، ولم يؤثروا عليه في دراسات أخرى. إلا أن تناول الكثير من الفركتوز والسكروز يزيد من مقاومة الأنسولين ويزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، بغض النظر عن تأثيره على نسبة الكوليسترول في الدم.
كما أن زيادة استهلاك الألياف تقلل من مستوى الكوليسترول في الدم. الاستهلاك المنتظم للألياف مثل الشعير ونخالة الشوفان والبكتين الموجودة في لب التفاح والحمضيات يقلل من مستوى الكوليسترول في الدم.
قراءة: 0