كما نعلم، تختلف أمهات الطيران عن الأمهات اللاتي يعملن بالمعايير العادية لأسباب عديدة، مثل العمل ليلا ونهارا دون أي مفهوم للوقت وعدم الاتصال بالأرض خلال فترة طيرانهن. لأنهم لا يعملون وفق جدول زمني محدد، ففي بعض الأحيان يضطرون للذهاب في رحلة جوية عندما يعود أطفالهم إلى المنزل من المدرسة، وفي بعض الأحيان يضطرون للذهاب في رحلات ليلية دون نوم لرعاية أطفالهم، وفي بعض الأحيان يضطرون إلى إنفاق مبالغ خاصة على بعد أيام منهم على الجانب الآخر من العالم.
للأسباب التي ذكرناها، يعد قلق الانفصال أكثر صعوبة بالنسبة للأمهات المتقلبات مقارنة بالأمهات اللاتي يعملن بمعايير عادية.
فما هو قلق الانفصال؟
عندما يتعلق الأمر بالانفصال عن الشخص الذي يرتبط به الأطفال، فإنه يكون عند مستوى غير طبيعي من الناحية التنموية، حيث يشعرون بالخوف والقلق الشديدين. من المهم جداً أن يبقى الطفل مع الشخص الذي يرتبط به حتى يبلغ عامين، ويحدث خوف الطفل من فقدان الأم بشكل طبيعي خلال هذه السنوات. ورغم أنه من الطبيعي أن يتفاعل الطفل الصغير بقلق الانفصال عن الشخص الذي يرتبط به عاطفياً، إلا أنه قد يكون بمستوى مزعج من حيث العنف والاستمرارية واختلال انسجام الطفل مع البيئة.
لا يريد الأطفال الانفصال عن أمهاتهم، فقد يشعرون بالقلق الشديد والقلق عندما ينفصلون عن أمهاتهم، وقد لا يرغبون فجأة في الذهاب إلى المدرسة، ولا يريدون مغادرة المنزل وأحبائهم، قد يرغبون في التواصل بشكل متكرر، قد يستيقظون في الصباح مع العديد من الأعراض مثل الغثيان أو آلام البطن، وقد تحدث اضطرابات في أنماط نومهم، وقد لا يأكلون أو يبكون، وقد لا يرغبون في ذلك بعد انفصالهم عن والديهم، قد لا يرغبون في البقاء بمفردهم أو النوم، وتزداد مشاكلهم وشكاواهم في المدرسة أو في البيئات الاجتماعية، وقد لا يرغبون في الوفاء بمسؤولياتهم مثل الواجبات المنزلية. بالإضافة إلى ذلك، قد يتحدث البعض عن خوف لا يمكن تحديده وقد يؤثر على حياة الطفل بأكملها.
الشكوى الرئيسية التي أسمعها من أمهات الطيران طوال تجربة الطيران هي ردود أفعال الأطفال الذين يحاولون القيام بذلك. الشعور بعدم انتظام أنماط عمل أمهاتهم، خاصة عندما ترتدي أمهاتهم الزي الرسمي ويبدأن في الاستعداد. مع هذا الأمهات، اللاتي يكون عملهن معًا متعبًا من الناحية الفسيولوجية والنفسية، يصبحن أكثر إرهاقًا. ومن الأهمية بمكان أن تدرك الأمهات هذا الوضع مسبقًا وأن تتخذ الاحتياطات اللازمة، سواء من أجل عملية نمو الطفل أو من أجل أن تكون الأمهات العاملات في السماء أقوى في مواجهة هذه العملية النفسية.
< / ع>
قراءة: 0