في مقالتنا الأسبوع الماضي، بدأنا في التعرف على مفاهيم TA عن كثب. تحدثنا عن ماهية رسائل الاتصال وأنواعها وطرق الحصول على رسائل اتصال إيجابية. هذا الأسبوع، أود أن أشرح لكم حالة الأنا الأبوية، التي ذكرناها سابقًا بإيجاز، أكثر قليلًا. أتمنى لك قراءة ممتعة..
وفقًا لإريك بيرن، مبتكر مفهوم TA، هناك ثلاث ذوات أدنى في كل شخص دون استثناء. ويمكن تعريف هذه الذات الدنيا، التي تسمى حالات الأنا، بأنها مظهر من مظاهر سلسلة من العواطف والأفكار وأنماط السلوك في شخصية الفرد نتيجة لأحداث معينة. بمعنى آخر، يمكننا القول أن هناك ثلاثة أجزاء منفصلة في شخصيتنا لها مشاعر وأفكار وسلوكيات مختلفة. يتيح لنا فهم هذه المفاهيم اكتساب نظرة ثاقبة على بنية الفكر والعاطفة الكامنة وراء سلوكنا وسلوك الآخرين. نحن نفكر ونتصرف وفقًا لهذه الهياكل الذاتية الثلاثة؛ ولذلك فإننا نلتقي بالمعاملات التي نقوم بها خلال اليوم من ذواتنا الثلاث السفلية إلى تلك اللحظة ومع حالة الأنا التي نعتقد أنها الأكثر ملاءمة للتواصل. ولهذا السبب على وجه التحديد، تعد حالات الأنا واحدة من المفاهيم الأساسية في المساعدة الفنية. لقد قام إيريك بيرن بتسمية هذه الجوانب الثلاثة فينا: الوالد، والبالغ، والطفل. تختلف أنماط تكوين وسلوك كل منها عن بعضها البعض.
إن حالة الأنا الأم هي نتيجة لآبائنا أو شخصيات آباء الرعاية في حياتنا المبكرة (تقريبًا السنوات الخمس الأولى) وتتكون من أنماط من العاطفة والفكر والسلوك الذي نلاحظه ونسجله في أذهاننا. نحن نسمي هذه الأنماط السجلات الأبوية. يتم أخذ سجلات الوالدين واستيعابها دون تحريرها أو استجوابها من قبل الفرد. وذلك لأننا نعتقد أن هذه السجلات تأتي من مصدر موثوق بدلاً من الحكم عليها بأنها جيدة أو سيئة. وفي الوقت نفسه، نظرًا لأنها السجلات الأولى في حياتنا، فإننا نقوم بنسخها وتقليدها لا إراديًا. مع مرور الوقت، نتبنى هذه الأنماط السلوكية وندرك أننا نتفاعل مع أحداث ومواقف معينة مثل آبائنا، أو أننا نتعامل أحيانًا مع الآخرين بالطريقة التي يعاملنا بها آباؤنا. بمعنى آخر، كيف نتحدث مع والدينا، نضحك، نغضب، كيف نتفاعل مع المواقف في السنوات الأولى من حياتنا. نتعلم أن نمضي قدمًا، وأن نكون طيبين، وهادئين، وذوي دم بارد، ونشيطين أو يائسين، وأن نكون زوجة، وأبوين. باختصار، نحن نتعلم كيف نعيش ونصبح أفرادًا من خلال استيعاب مشاعر آبائنا وأفكارهم وسلوكياتهم. من خلال التعرف على الوالدين في أنفسنا، يمكننا العثور على أسباب ردود أفعالنا التلقائية وسلوكياتنا الداخلية تجاه أحداث معينة، ومن خلال زيادة سيطرتنا على سلوكياتنا، يمكننا الدخول في تواصل أكثر صحة مع أنفسنا وبيئتنا. أتمنى لك أياماً صحية وسعيدة.
قراءة: 0