عن الإكتئاب...

وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة، فإن ما يقرب من 9 ملايين شخص سنويًا يستشيرون الطبيب بسبب الأمراض النفسية والعصبية. كل من هذه التطبيقات واستخدام مضادات الاكتئاب تتزايد كل عام. زاد استخدام مضادات الاكتئاب بنسبة 27% خلال السنوات الخمس الماضية. بعض الزيادة في استخدام مضادات الاكتئاب قد يكون بسبب استخدام الأدوية عن طريق الإشاعات، وهو ما يمكن تسميته بالعلاج الذاتي، وبعضها قد يكون مرتبطًا بزيادة الوعي والتطبيقات حول الأمراض النفسية.

الاكتئاب لا يزال هو الأكثر شيوعاً، حيث يصل معدل حدوثه إلى 10% بين عامة السكان. ويبلغ خطر الإصابة بالمرض مدى الحياة 10% للرجال (واحد من كل 10 رجال)، و20-25% للنساء (واحدة من كل 4-5 نساء). في جميع المجتمعات، ينتشر الاكتئاب بين الرجال بمعدل الضعف. وهو أكثر شيوعا عند النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 18-44 عاما، وخاصة بعد سن 25 عاما. وتتضاءل الفجوة بين الجنسين تدريجياً بين سن 45 و65 عاماً. وبعد سن 65 عاما، تزداد الاحتمالات مرة أخرى ضد النساء. نسبة انتشار الاكتئاب عند الأطفال هي 3-5%. تتراوح نسبة حدوثه لدى المراهقين بين 15-20%. تؤدي إساءة معاملة الأطفال إلى الاكتئاب.

وتعد الوفيات الناجمة عن الانتحار السبب الثالث الأكثر شيوعًا للوفاة بين الفئة العمرية 15-35 عامًا. نحن نعلم أن الوفيات الناجمة عن الانتحار زادت بنسبة 60 بالمائة في العالم خلال السنوات الخمس والأربعين الماضية. يموت أكثر من مليون شخص بسبب الانتحار كل عام، ومن المعروف أن 70% ممن يموتون بسبب الانتحار يعانون من الاكتئاب. 15% من المصابين بالاكتئاب يموتون بالانتحار. وهذه الأرقام هي أهم دليل على أن الاكتئاب مشكلة صحية خطيرة تحتاج إلى علاج.

 

يؤدي الاكتئاب الشديد إلى تدهور الصحة العامة للشخص ويقلل من نوعية الحياة. بالإضافة إلى أنه يؤثر سلباً على سير واستجابة علاج أي أمراض مزمنة أخرى مصاحبة (مثل أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، السكري، الأمراض العصبية). يسبب الاكتئاب عواقب مالية وخيمة، مثل فقدان القوى العاملة والإنتاجية، وزيادة نفقات الرعاية الصحية. يعد تدهور التواصل الأسري وتدهور النجاح الأكاديمي من المشاكل الاجتماعية التي تتكرر في حالات الاكتئاب.

يؤثر الاكتئاب على المجالات العاطفية والمعرفية (الفكرية) والسلوكية والجسدية للشخص. كما أنه يؤثر على عائلة المريض وحياته الاجتماعية الأخرى. مهارات اجتماعية قيمهم تتناقص. تتعطل العلاقات الشخصية. وفي المجال النفسي، ينخفض ​​أيضًا الرضا الشخصي، والقدرة على الأداء بثقة بالنفس، والشعور بالكفاءة الذاتية، والمبادرة والاستقلالية. في مجال السلوك، تتم إضافة البطء والانطواء والركود، وأحيانا أزمات القلق والأرق غير الضرورية. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر الاكتئاب على الأنشطة العقلية للشخص، مما يؤثر على انتباهه وذاكرته وقدراته على التعلم. وبالتالي، فإن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل عقلية لا يمكن أن يكونوا ناجحين في حياتهم المهنية وقد يتعرضون لفقدان الأداء.

 

عوامل خطر الاكتئاب: فقدان الوالدين المبكر، تعاطي المخدرات والكحول، اضطرابات القلق، كونك امرأة، انخفاض المستوى الاجتماعي والاقتصادي، العيش منفصلاً، الطلاق، البطالة، الاكتئاب السابق. أحداث الحياة الهامة، عوامل التوتر، بنية الشخصية، الاعتداء الجنسي أو الجسدي أثناء الطفولة، بعض الأدوية، الأمراض الطبية، التغيرات الهرمونية هي العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.

استخدام مضادات الاكتئاب:

في مجتمعنا، هناك معتقدات مفادها أن مضادات الاكتئاب تسبب الإدمان أو التخدير، وتنتشر معلومات خاطئة على الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي. ونلاحظ أن المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الشديد، والذين يتأثرون بهذه التفسيرات التي ليس لها أي أساس علمي، والذين يحتاجون بالفعل إلى استخدام مضادات الاكتئاب، يترددون أحيانًا، ويتجنبون استشارة الطبيب النفسي، ويلجأون إلى أساليب مثل استخدام الكحول والمواد لتخفيف الاكتئاب. يعد دخول المستشفى أكثر شيوعًا بين سن 40 و 60 عامًا. جزء كبير من مرضى الاكتئاب لا يذهبون للعلاج. وحتى في أكثر البلدان تقدمًا، فإن معدل الاكتئاب الذي يطلب المساعدة الطبية لا يصل إلى 100 بالمائة. وتشير التقديرات إلى أن هذا المعدل يبلغ حوالي 20-30 بالمائة في بلادنا.

 

يمكن أن يتكرر الاكتئاب المعالج. خصوصاً؛

وجود أعراض متبقية عند علاج الاكتئاب، إصابة الشخص سابقًا بالاكتئاب، والاكتئاب المزمن، وتاريخ عائلي من اضطرابات المزاج، وتزامن حدوث حالات مثل القلق وتعاطي المخدرات مع الاكتئاب، والإصابة بالاكتئاب. بداية الاكتئاب فوق سن الستين تعتبر من حالات الاكتئاب المتكررة، وهو يحمل خطورة أكبر.

 

بمناسبة 10 أكتوبر، اليوم العالمي للصحة النفسية، مجتمع سليم وسليم أود أن أشير إلى أن جيلًا متكاملًا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال معالجة الصحة العقلية والجسدية بشكل كلي ومعا. موضوع اليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام، والذي يتم الاحتفال به منذ عام 1992 من أجل التأكيد على أهمية الصحة النفسية ورفع الوعي الاجتماعي حول هذه القضية، هو "الشباب وحماية الصحة النفسية في عالم متغير".

قراءة: 0

yodax