الزهايمر هو مرض عصبي وهو نوع من الخرف. حتى الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل صحية يعانون من فقدان خلايا الدماغ مع تقدمهم في السن. في الأفراد المصابين بمرض الزهايمر، يكون فقدان خلايا الدماغ أكبر وتدريجيًا، ويكون الفقد سريعًا جدًا. يتطور مرض الزهايمر بسبب تراكم بروتين بيتا أميلويد غير الطبيعي في الخلايا العصبية في الدماغ ويصبح غير قابل للإزالة من أنسجة المخ. يمنع هذا البروتين، الذي يتراكم في الدماغ، خلايا الدماغ من الاتصال ببعضها البعض. ونتيجة لذلك، ينقطع الاتصال بين خلايا الدماغ، ونتيجة لذلك، تبدأ الخلايا العصبية في الدماغ بالموت. يؤدي الموت السريع لخلايا الدماغ إلى انكماش الدماغ وبالتالي انخفاض حجمه. ويؤدي المرض، الذي يؤثر على وعي الشخص مع مرور الوقت، إلى نسيان خفيف في البداية. ثم تزداد درجة النسيان تدريجيًا.
مع زيادة متوسط عمر السكان، تشير التقديرات إلى أن عدد الأفراد المصابين بمرض الزهايمر والعبء الاجتماعي والاقتصادي المرتبط به سيزداد. بينما تلعب الشيخوخة والاستعداد الوراثي الطبيعي دوراً مهماً في ظهور مرض الزهايمر؛ وينتج عن عوامل مثل نمط الحياة واللياقة البدنية والحالة الطبية والبيئة الاجتماعية. يمكن لعوامل الخطر البيئية هذه أن تلعب دورًا مهمًا في تسريع أو إبطاء ظهور المرض وتطوره.
يرتبط مرض الزهايمر أيضًا بالمواد الكيميائية السامة ذات الأصل الصناعي. يمكن أن تسبب العمليات الصناعية تلوث الهواء مثل الغبار الناعم وتلوث المياه والتربة. تعد المعادن الثقيلة الموجودة في العمليات أحد الملوثات البيئية الرئيسية. المعادن الثقيلة، على وجه الخصوص، شديدة السمية على الجهاز العصبي. في عدد قليل من الدراسات؛ وقد سلط الباحثون الضوء على سمية المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم كسبب للتشابك الليفي العصبي، وتجمع ببتيدات أميلويد بيتا، فضلا عن فقدان الخلايا العصبية.
أجريت دراسة الحالات والشواهد على 170 مريضًا بالزهايمر و264 مريضًا من قسم السيطرة من قسم الأمراض العصبية وطب الأسرة بمستشفى جامعة الصين الطبية في تايوان. وكان الهدف هو مقارنة معدلات المعادن الثقيلة الموجودة في اختبارات الدم والبول الكاملة لدى الأفراد المصابين بمرض الزهايمر مقارنة بالأفراد الأصحاء. (تم اختبار الكادميوم والرصاص والزئبق والسيلينيوم والزرنيخ في البول). وجد أن الكادميوم والرصاص والزئبق أعلى في دم الأفراد المصابين مقارنة بالمجموعة الضابطة، كما وجد أن السيلينيوم أقل بكثير من المطلوب. ولم يكن هناك فرق كبير بين الأفراد المصابين بمرض الزهايمر والمجموعة الضابطة في كمية الزرنيخ الموجودة في البول.
وفي دراسة أجريت على الفئران عام 2018؛ تم إعطاء الفئران خليطًا من الألومنيوم والكادميوم والفلورايد عن طريق الفم بانتظام، وتم إعطاء خليط المعادن الثقيلة هذا لمدة 3 أشهر، ثم تم إعطاء البربارين لمدة شهر واحد. وقد تبين أن الإفراط في تناول المعادن الثقيلة يزيد من تراكم بروتين بيتا أميلويد وبروتينات تاو المفرطة الفسفرة، مما يخلق خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وقد تسبب هذا في مرض عصبي يشبه مرض الزهايمر لدى الفئران. وقد وجد أن البربارين له تأثير وقائي ضد ضعف الذاكرة الناجم عن المعادن الثقيلة. تدعم البيانات المتاحة التأثير المفيد للبربرين كطريقة علاجية لمرض الزهايمر من خلال آليته المضادة للأكسدة.
قراءة: 0