الخوف هو رد فعل يحدث في مواجهة الخطر وهو أمر حيوي يهدف إلى حماية الكائنات الحية. وبما أنه جزء من التطور الطبيعي، فهو يساعد الشخص على تجنب المخاطر. بالإضافة إلى ذلك، فهي حالة شائعة من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة. تظهر الأبحاث أن الأطفال يخافون من أي شيء في مرحلة ما من نموهم، بدرجات وكثافة ومدد متفاوتة. ومع استمرار نمو الطفل تختلف المواقف والأشياء التي يخاف منها حسب عمره. والنقطة المهمة هي مدة هذا الخوف وهل هو مناسب للفترة العمرية.
ما الذي يخافه الأطفال؟
سنوات الطفولة هي السنوات التي يتم فيها تأسيس أسس جسدية وعقلية يتم وضع التنمية الاجتماعية والعاطفية في حياة الإنسان. يحاول الطفل التعرف على بيئته، وفهم العلاقات من حوله بطريقته الخاصة، واكتساب نظرة ثاقبة للأحداث، وتفسير الأحداث. خلال عملية النمو هذه، تبدأ مشاعر الخوف والقلق في التشكل اعتمادًا على الظروف البيئية التي يعيشها الطفل.
الخوف والقلق من المشاعر التي نمر بها جميعًا في أوقات معينة من حياتنا. يمكن أن يشعر الأطفال بهذه المشاعر من وقت لآخر، مثلنا تمامًا نحن البالغين.
في السنة الأولى بعد الولادة، يكون الأطفال حساسين للأصوات العالية والمفاجئة. الانفصال عن الوالدين والغرباء والبيئات الجديدة هي مصادر الخوف.
في سن 2-4 سنوات، يكون الأطفال حساسين جدًا للانفصال والخسارة. تظهر المخاوف من الوحدة والظلام والحيوانات مثل الثعابين والكلاب عند الأطفال في هذا العمر.
كما يخاف الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة من الظلام والمخلوقات الخيالية واللصوص والأشخاص الذين سيختطفونهم.
6 بعد سن السن تظهر مخاوف أكثر واقعية مثل مخاوف المدرسة ومخاوف الأداء. قد تستمر المخاوف بشأن المدرسة في المستقبل. تظهر المخاوف الاجتماعية والمخاوف بشأن الإضرار بالجسم في المقدمة. وفي الوقت نفسه، تتضاءل المخاوف من المخلوقات الخيالية تدريجياً.
الخوف هو آلية حماية وجزء طبيعي من التطور. وبفضل هذا الشعور، يتعلم الأطفال التكيف مع بيئتهم والابتعاد عن المواقف الخطرة. على الرغم من أن الخوف يؤثر في بعض الأحيان على تدفق حياتنا بشكل إيجابي، إلا أن تجربة هذا الشعور بشكل مكثف ومتكرر يمكن أن يصبح تحديًا ومؤلماً للشخص. قيثارة. ومن المهم أن تتمكن الأسرة من التمييز متى يكون هذا الوضع ضمن الحدود المقبولة ومتى يكون موقفًا يحتاج إلى التأكيد.
يحدث القلق عندما لا نستطيع التنبؤ بنتيجة حدث ما أو عندما لا نكون متأكدين أن النتيجة ستكون كما نريد، والحالة العاطفية هي التي تسبب التوتر. يحمل الأطفال بعض القلق حتى في أفضل الظروف. عندما يبدأ الطفل في المبالغة في تقدير المخاطر والتقليل من قدرته على التعامل مع مواقف معينة، يصبح مستوى القلق لديه مزعجًا له ولمن حوله. يمكن أن يؤدي القلق أحيانًا إلى بعض الشكاوى الجسدية لدى الأطفال. في بعض الأحيان يقلل من النجاح الأكاديمي والالتحاق بالمدارس، وفي بعض الأحيان يمكن أن يضعف العلاقات العائلية والأصدقاء.
للخوف والقلق وجوه عديدة. يبدو بعض الأطفال متوترين بشكل واضح، والبعض الآخر يخفون قلقهم تحت بطانية ويشعرون بالقلق بصمت. يعبر بعض الأشخاص عن هذا القلق خارجيًا على شكل غضب.
من الصعب تشخيص الأطفال القلقين إذا لم يسببوا الفوضى أو الانزعاج في الفصل الدراسي والبيئات العائلية بسبب أعراض القلق لديهم. غالبًا ما يُعتقد أن الأطفال القلقين يحتاجون إلى بعض الراحة ويتم تجاهل حالتهم.
إذا نظرنا إلى أسباب الخوف والقلق، فسنرى أن القلق، مثل جميع حالات الأطفال، ينشأ من مزيج من عوامل كثيرة. بالإضافة إلى الخصائص المتأصلة في الطفل مثل البنية الجينية والمزاج، يمكن أيضًا اعتبار المواقف البيئية مثل تعامل الوالدين والأحداث المؤلمة من بين العوامل التي تسبب القلق.
على الرغم من أننا كآباء نحتاج إلى للسيطرة على أشياء كثيرة تخص طفلنا، وفي الواقع فإن العوامل التي تتطور في مجرى الحياة خارجة عن إرادتنا تؤثر أيضًا على طفلنا. مثل البنية الجينية، والمزاج، والأحداث الجيدة والسيئة التي يمرون بها…
تأثير مواقف الوالدين على مخاوف الأطفال وقلقهم:
تظهر الأبحاث أن أسر الأطفال القلقين كثيراً ما تقول؛ الأسر القسرية، وتحد من الاستقلالية والحرية في المحادثات، وتظهر سلوكًا حذرًا أو وقائيًا بشكل مفرط دون أي سبب، وتشجع سلوك التجنب لدى الطفل بشكل أكبر، وتتسامح مع مثل هذا السلوك. يظهر أنه كذلك. بالإضافة إلى أنها تدعم استقلالية الطفل وثقته بنفسه؛ يولي أهمية ليس فقط للنتائج، بل أيضًا لجهود الطفل ونجاحاته الجزئية؛ ويلاحظ أن مستوى القلق لدى الأطفال يكون أقل في الأسر التي يمكنها التحكم في مخاوفهم.
قد يتسبب الأهل، بقصد أو بغير علم، في إكساب الأطفال بعض المخاوف. ويطلبون منهم ألا يركضوا إلى الشارع، أو يربطوا مسمارًا في مأخذ كهربائي، أو يخرجوا أثناء دوي الرعد. وفي حين أن مثل هذه التحذيرات تمكن الطفل من حماية نفسه، فإنها تساعد أيضًا الوالدين، الذين يشعرون براحة أكبر، على ترك أطفالهم أكثر حرية. هذه السلوكيات المتوقعة بشكل طبيعي من كل والد، عندما تقترن بمزاج الطفل أو الأحداث المؤلمة التي مر بها، يمكن أن تؤدي إلى إصابة الطفل بمستوى عالٍ من القلق.
يمكننا أن نجعل هذا الوضع أكثر واقعية مع مثال. لنتخيل أمًا تأخذ طفلها إلى طبيب الأسنان. أمام أعيننا، منذ لحظة جلوس الطفل على المقعد، نلتف حول الطفل للتأكد من أنه بخير، ونسأله باستمرار "هل يؤلمك الآن؟ هل أنت بخير؟ هل أنت لست خائفا؟ انظر، أنا هنا..."، والتي يعرفها بعض الخبراء باسم "عائلة طائرات الهليكوبتر". دعونا نتصور المثال. عندما يتم اتباع مثل هذا النهج مع الطفل، قد يكون لديه تصور "أعتقد أن هناك شيئًا يجب أن أقلق بشأنه الآن" في موقف لا يخاف فيه في ظل الظروف العادية، وقد يبدأ في إظهار القلق الحقيقي ردود الفعل.
لا يمكن أن تكون أسئلة الوالدين وموقفهم هو السبب الوحيد لمستوى القلق لدى الطفل، وعلى الرغم من أننا لا نعرف ذلك، إلا أن الدراسات تشير إلى أن التفاعل الأسري يمكن أن يزيد من تصورات الطفل القلق تجاه موقف ما. بينما يحاول الأهل حماية أطفالهم من الأخطار المحتملة، إلا أنهم قد يلفتون انتباه الطفل إلى تلك الأخطار دون قصد. وبعد فترة، يبدأ الطفل الذي يستوعب هذا المنظور بشكل عام في إدراك الأحداث التي من شأنها أن تهدد سلامته ويوجه انتباهه أكثر في هذا الاتجاه.
عندما يشعر طفلك بالقلق بشأن موضوع ما أو يمر بحدث يجلب معه القلق المخاوف الموجودة على السطح، يبدأ هو/هي في الشعور بأنه قد يطرح عليك العديد من الأسئلة لطمأنتك؛ ولكن ما تواجهه عادة هو ما كلما أجبت أكثر، أصبح من الصعب إرضائه. ستصبح الأسئلة أكثر تفصيلاً بشكل متزايد.
نعتقد أن الاقتراحات التي نقدمها أدناه ستساعدك في هذه المواقف.
- عندما يبدأ الآباء في رؤية أن المخاوف "ليست خطأ أحد"، لا يشعر الأطفال أن مشاعرهم موضع شك أو حكم عليها، بل يشعرون بالقبول. إن فهم قلق طفلك يعني قبوله كما هو. إن قبول طفلك ليس هو المفتاح لإغلاق باب التغيير، بل هو في الواقع مفتاح لفتحه على مصراعيه.
- قدم إجابات محددة على الأسئلة قدر الإمكان. الشيء المهم ليس أن تكون الإجابات كاملة ومفصلة بما يكفي لإعطائها لشخص بالغ، ولكن أن تكون واضحة وبسيطة بما يكفي لكي يفهمها طفلك. قول الحقيقه؛ ولكن إلى حد ما... خذي بعين الاعتبار مستوى عمره واحتياجاته العاطفية عند إخباره بذلك.
- ابدأي دائمًا بأسئلة طفلك. اسأله عما يعرفه أو ما يفكر فيه أو ما سمعه عن الموقف. وهذا يسمح لك بإضافة ما هو ضروري إلى ما يعرفه الطفل.
- المعلومات التي تبدو مبتذلة جدًا بالنسبة لنا يمكن أن تكون مريحة جدًا للطفل، حتى لو تم إخبارها عدة مرات من قبل. "جدتك مريضة قليلاً، لكن الأطباء يعتنون بها جيداً." "أنت في أمان، سأحميك دائمًا."
- احترم الخوف الذي يشعر به طفلك مهما كان عمره. فالصراخ أو الاستهزاء أو تجاهل مخاوفه سيؤدي إلى إطالة عملية الخوف.
- يمكنك أن تتعلمي تقنيات الاسترخاء، وتجعليه يطبقها، ومن ثم تساعديه على تقليل التوتر عن طريق فعل الشيء نفسه.
- فهم المصدر الرئيسي لخوفه من العمل. وعندما يهدأ بعد مرور لحظات البكاء أو الأزمة، تحدثي معه عن هذا الموضوع أو اطلبي منه رسم صورة تعبر عن مشاعره.
- إذا كان لديه مخاوف يمكنك تجربتها معًا، ادعميه من خلال الوقوف بجانبه ومساعدته في اجتياز هذه العملية. على سبيل المثال، إذا كان يخاف من الظلام، يمكنك الإمساك بأيديه والوقوف معًا في الظلام والتأكيد له أنه لن يحدث شيء.
يستطيع الطفل فهم مخاوف والديه بسهولة. ولهذا السبب، استمعي له بهدوء عندما يتحدث عن الحدث أو الأشياء التي يخاف منها، وتجنبي ردود الفعل المفرطة التي تثير خوفه. تجنبي ذلك.
- يمكنك مساعدته في العثور على الجوانب الفكاهية للأشياء التي يخاف منها والسخرية منها. فمثلاً يمكنك رسم صورة للوحش الذي يخاف منه وجعلها مضحكة من خلال تزيينها.
- يمكنك السماح للطفل بالدخول إلى بيئات مختلفة والتواجد مع الناس والتعرف على البيئة. ، ومساعدة الطفل على أن يصبح فردًا دون الإفراط في الحماية أثناء خوضه هذه التجارب الجديدة.
- رواية القصص الخيالية المخيفة للأطفال، مما يسمح لهم بمشاهدة أفلام الرعب وممارسة ألعاب الكمبيوتر مع الكثير من العنف. كما يمكن أن تزيد العناصر من مخاوفهم.
ونتيجة لذلك، فإن الطريقة التي ينظر بها الأطفال إلى المخاوف تختلف باختلاف العمر والجنس. ومع ذلك، ليس كل خوف قد يكون "مشكلة" وسيتضاءل مع مرور الوقت. عندما يدرك الوالدان مخاوف الطفل الشديدة وقلقه الذي يحد من عفويته العاطفية، فيمكنهما اتخاذ خطوات للحد منها. إذا لاحظت قلقًا ومخاوفًا شديدة من شأنها أن تعطل نوعية حياة الطفل، فمن المفيد استشارة أحد المتخصصين.
قراءة: 0