تعد متلازمة القولون العصبي، أحد أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعًا، مشكلة صحية عامة مهمة تسبب عبئًا اجتماعيًا واقتصاديًا خطيرًا في جميع أنحاء العالم. متلازمة القولون العصبي (IBS)، التي تصيب حوالي واحد من كل خمسة أشخاص في العالم، هي مرض وظيفي في الأمعاء يتميز بألم في البطن أو عدم الراحة في غياب مرض كامن وتغيرات في عادات التغوط. وهو أكثر شيوعًا عند النساء بمقدار 2-3 مرات منه عند الرجال. وعلى الرغم من أن المرض معروف منذ فترة طويلة، إلا أن سببه الدقيق غير معروف بشكل كامل. ومع ذلك، فإن وجهة النظر الأكثر قبولا اليوم هي أن العوامل النفسية والنفسية الاجتماعية والبيئية والوراثية تلعب دورا معا. يزداد تكرار هذا المرض، الذي كان يسمى سابقًا القولون التشنجي أو التهاب القولون التشنجي، مع التقدم في السن ويبدأ عادة قبل سن 45 عامًا.
قد تلاحظ شكاوى مختلفة لدى كل مريض. آلام في البطن، ألم في البطن، إمساك، إسهال أو نوبات إمساك-إسهال، التغوط على شكل حبات الزيتون أو فضلات الماعز، التغوط طري، الشعور بالحاجة الملحة للتبرز، انتفاخ البطن، الغازات، الشعور بالامتلاء، القرقرة والتعرج في البطن. البطن، وعدم القدرة على إفراغ الأمعاء بشكل كامل مع التغوط، والمشاعر هي الشكاوى الأكثر شيوعاً. ألم البطن لا يوقظ المرضى من النوم أبدًا. يزداد الألم عادة مع تناول الطعام أو التوتر، لكنه يخف عن طريق إخراج الغازات أو التبرز. يعاني نصف المرضى من التغوط الذي يحتوي على لعاب أو إفرازات لزجة. عند هؤلاء المرضى، لا يوجد دم في البراز، أو فقدان الوزن، أو سوء التغذية، أو الإسهال الذي يوقظهم في الليل. بصرف النظر عن الشكاوى المعوية، حرقة المعدة، الشبع المبكر، الغثيان، القيء، كثرة التبول، الشعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل، الحيض المؤلم، الجماع المؤلم، العجز الجنسي، آلام العضلات المنتشرة، آلام أسفل الظهر، الصداع، الضعف، الأرق وضعف التركيز ويتم رؤيته أيضًا مع القولون العصبي.
لا يمكن إجراء تشخيص القولون العصبي إلا لدى المرضى الذين يستوفون معايير التشخيص من خلال إظهار عدم وجود مرض أساسي آخر. وهذا المرض طويل الأمد ومتكرر ولا يتحول إلى سرطان ولا يسبب الوفاة.
لا يوجد علاج نهائي لمرض القولون العصبي اليوم. 70% من المرضى يعانون من مرض خفيف. في هذه المجموعة من المرضى، نمط الحياة والعادات الغذائية يوصى بتغيير عاداتهم. لا توجد قائمة النظام الغذائي القياسية المستخدمة لكل مريض. يجب على المرضى الذين يعانون من الإمساك تناول الكثير من الماء والأطعمة الليفية. قد يحدث عدم تحمل اللاكتوز (عدم القدرة على هضم منتجات الألبان) ومتلازمة القولون العصبي معًا. وينبغي استخدام الحليب ومنتجات الألبان الخالية من اللاكتوز في هؤلاء المرضى. يجب على المرضى الذين يشكون من كثرة الغازات والقرقرة الابتعاد عن المشروبات الغازية، وعدم الإفراط في تناولها، وعدم تناول الطعام على عجل، والابتعاد عن الأطعمة النشوية والبقوليات والقرنبيط والبروكلي والملفوف. يجب على المرضى الذين يعانون من الإسهال تجنب الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من سكر الفاكهة (الفركتوز)، والمحليات (السوربيتول) والكافيين. لا يوجد علاج دوائي قياسي يكون مفيدًا لكل مريض. يتم ترتيب العلاج الدوائي وفقًا لشكاوى المريض. وبصرف النظر عن الأدوية، قد يحتاج المرضى الذين يقاومون العلاج بشكل خاص إلى استشارة طبيب نفسي أو طبيب نفسي. قد تكون طرق التحكم في التوتر مثل العلاج النفسي الديناميكي والتنويم المغناطيسي والارتجاع البيولوجي واليوغا والريكي فعالة أيضًا لدى بعض المرضى.
قراءة: 0