ما هو العلاج النفسي وما هو ليس كذلك؟

هناك مفهوم خاطئ لدى العديد من العملاء الذين يتقدمون للعلاج النفسي؛ خطأ السيطرة على كل شيء... إلا أن هناك أشياء في الحياة لا نستطيع السيطرة عليها. الموت والأمراض خارجة عن إرادتنا. لا يمكن للإنسان أن يرتب منزله إلا بالطريقة التي يريدها ويتحكم في داخل منزله. وهكذا يقع في وهم أنه يستطيع السيطرة على العالم كله. هناك أيضًا الجانب العاطفي للأشياء، حيث تنتقل العواطف من جيل إلى جيل سواء وراثيًا أو من خلال المراقبة والتقليد من آبائنا. تنتقل كل من المشاعر الجيدة والسيئة من الأم أو مقدم الرعاية إلى الطفل. إذا كانت الأم شخصًا قلقًا جدًا، فقد يشعر هذا الطفل أيضًا بالقلق عندما يصبح بالغًا.

ما هو صحي هو أن يكون الشخص قادرًا على تجربة جميع المشاعر عند الضرورة. إذا أعطى الشخص انطباعًا مريحًا للغاية وخاليًا من الهموم لمن حوله، فهذا يعني أنه ربما يقمع قلقه. على سبيل المثال، إذا كان العميل يتحدث كثيرًا في العلاج، فهذا يعني أن القدرة على التزام الصمت والصمت لم يتم تطويرها. يمكن للمعالج أن يجعل العميل يدرك ذلك في الجلسات ويحسن قدرته على التزام الصمت. وفي الواقع فإن الأمر الأكثر صحة هو أن يتحدث الإنسان أحياناً كثيراً، وأحياناً بمستوى معتدل، وأحياناً لا يتحدث على الإطلاق، فإذا بقي العميل عند قطب واحد من هذا، أي أنه يتحدث كثيراً في معظم الأوقات. قد يتعرض لصدمات سلبية تتعلق بطفولته. وعندما يبقى العميل الذي يتحدث كثيرا صامتا في الجلسات، فإن هذه الذكريات تأتي إلى وعيه من اللاوعي، وعندما يحتك الشخص بالقطب الآخر، تأتي ذكريات وصور عن الماضي إلى دماغه.

في العلاجات، لا تظهر الصدمات السلبية فورًا في الجلسات الأولى. عندما يختبر العميل أشياء جديدة في العلاج، يتم تشكيل نقاط الاشتباك العصبي الجديدة وتوليف البروتين في دماغه. يشعر العميل بالتحسن في الجلسات الثلاث أو الأربع الأولى لأنه ينشئ علاقة آمنة مع المعالج. في جلسات العلاج التالية، تظهر تجارب الطفولة السلبية والألم. الناس غالبا ما يسببون الألم يتجنب الحديث عن القضايا المنزلية والشعور بالحزن أو القلق. في العلاجات، من المهم أن يختبر العميل المشاعر السيئة (الألم، الحزن، الخوف، الغضب...) وأن يظل في تلك المشاعر.

بالنسبة للعلاج، يجب على الشخص تحديد المشكلة في نفسه ويأتي للحصول على المساعدة بهذه الطريقة. حسنًا؛ أشياء مثل "أريد تحسين علاقاتي مع الناس" أو "أريد أن يعاملني شريكي بشكل أفضل" ليست موضوعًا للعلاج. يجب أن يكون الإنسان قادراً على تحمل مسؤولية نفسه؛ مثل "لا أستطيع التحكم في غضبي في علاقاتي مع الناس"، "أجد صعوبة في التعبير عن نفسي"...

 

قراءة: 0