كما هي أفكارك، كذلك هي حياتك

إن ما يجعل البشر فريدين هو قدرتهم على الإدراك والتفسير والتفكير والشعور. وهذه الخصائص التي تعطى للإنسان فقط، لا تتوفر في أي كائن حي آخر. حسنًا، هل تعلم أن ما بين 60.000 إلى 90.000 فكرة تمر عبر عقولنا يوميًا؟ كم منهم يمكن أن نلاحظ؟ نحن في كثير من الأحيان لا نلاحظ أفكارنا لأن عواطفنا تعترض طريق أفكارنا. العقل البشري يعمل وفق تسلسل؛ فهو يدرك أولاً الموقف الذي يواجهه، ثم يفسره ويفهمه، ثم يشعر بالعاطفة. إلا أن المجتمع التركي يلاحظ أولاً عواطفهم ومن ثم أفكارهم.

وتنقسم أفكارنا إلى قسمين: إيجابية وسلبية. أفكارنا السلبية مثل "أمي لا تفهمني"، "لا أحد يحبني"، "سوف أفشل في هذا الامتحان". أفكارنا الإيجابية هي"أنا شخص سعيد"، "الحياة جميلة"، "أنا مهم". في أيامنا هذه هناك مقولة تتردد على ألسنة الجميع وهي "فكر بإيجابية وأخرج الأفكار السلبية من عقلك." ولكن لا أحد يخبرك كيف تحول السلبيات إلى إيجابيات، ربما ستغير عصا سحرية منها.

أساس الاضطرابات النفسية هناك أفكار سلبية وغير واقعية ومختلة. كل اضطراب نفسي له خصائص معرفية مختلفة. لذلك، قد يعتقد الشخص المصاب بالاكتئاب: "أنا شخص لا قيمة له". قد يفكر الشخص المصاب بالقلق: "عندما يرن الهاتف، سأتلقى بالتأكيد أخبارًا سيئة". في اضطرابات القلق، تحدث إدراكنا عندما ندرك احتمالات منخفضة للغاية كما لو كانت 100 بالمائة. يتمتع الأشخاص الذين يعانون من القلق بخصائص معرفية أساسية.

السمات المعرفية الأساسية الشائعة التي تظهر في اضطرابات القلق:

1) في اضطراب القلق، يُنظر إلى بعض المحفزات على أنها أكثر خطورة مما هي عليه بالفعل (في اضطراب الهلع، يمكن رؤية خفقان القلب البريء في القلب).

2) يدرك مرضى القلق احتمالية العواقب السلبية التي يخشونها بشكل مبالغ فيه أكثر مما هي عليه في الواقع (مثل الفرد المصاب بالرهاب الاجتماعي بشكل حازم معتقدين أن أيديهم سوف ترتعش وأن وجوههم ستتحول إلى اللون الأحمر في البيئة الاجتماعية).

3) في اضطراب القلق، يُنظر إلى حدوث النتيجة المخيفة على أنها كارثة. (عندما يصاب الشخص بنوبة ذعر، فإنه يصاب بالجنون).

4) ينخرط مرضى القلق في سلسلة من عمليات التجنب المعرفية والسلوكية لتجنب النتيجة التي يخشونها (تشتت الانتباه، محاولة عدم التفكير، حمل الدواء معهم، عدم الذهاب إلى الأماكن المزدحمة التي لا يمكنهم الخروج منها بسهولة). الخروج، أو الجلوس بالقرب من المخرج)..

5) في اضطراب القلق تزيد الأعراض الجسدية الحكم على أن الشيء المخيف حقيقي، أي أنه كلما زاد القلق زادت الأعراض الجسدية وكلما زادت الأعراض الجسدية فيزداد القلق ويتحول إلى حلقة مفرغة.

6) يزداد الخطر لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات القلق، فهم ينظرون إلى الوضع على أنه أكبر من أن يحتملوه، ويرون أن مهاراتهم في التأقلم هي منخفضة جدًا أو معدومة. على سبيل المثال، الطالب الذي يسخر منه صديقه في الفصل يرى وضعه ككارثة ويرى نفسه أضعف من أن يتحمله.

إن إدراك نظام تفكيرك يساعدك على معرفة الأفكار التي تؤثر سلبًا أنت وتمرضك.

قراءة: 0

yodax