قصة القلق

"استيقظت سوزان وزوجها مبكرًا اليوم، مثل كل يوم عمل.

وبمجرد أن استيقظت سوزان، ذهبت إلى ابنتها البالغة من العمر 16 شهرًا. وفحص ما إذا كانت ابنته تتنفس. واصلت سوزان هذه السيطرة من وقت لآخر ليلاً. ثم غطى ابنته بإحكام أكثر وذهب مع زوجته إلى المطبخ.

بينما كانت سوزان وزوجها يعدان الإفطار، نظرت سوزان إلى زوجها وتساءلت: "هل سيحدث لها أي شيء عندما تغادر المطبخ؟" المنزل اليوم؟" كان يعاني من القلق. كانت هذه الأسئلة تدور في ذهنه باستمرار، وبينما كان يفكر فيها، امتلأت عيناه بالدموع وأحس بألم في صدره.

وبعد أن ذهبت زوجته إلى العمل، جلس أمام التلفزيون ليتحدث. مشاهدة برامجه المفضلة، وبعد مشاهدة التلفاز لفترة من الوقت، بادر إلى القيام بالأعمال المنزلية.

وبينما كان يؤدي عمله في المطبخ، رن الهاتف وفجأة بدأ قلبه ينبض بسرعة. عندما رفع الهاتف، رأى أن والده كان يتصل. الشيء الوحيد الذي تبادر إلى ذهنه في تلك اللحظة هو أن شيئًا سيئًا قد حدث لوالدته. هذا الفكر جعله يشعر بالسوء الشديد. أجاب على الهاتف في خوف. سأل على الفور عن والدته. وفي هذه الأثناء، كان قلبه ينبض بسرعة مرة أخرى وكان أنفاسه قصيرًا. واستمر ذلك حتى تحدث مع والدته وسمع أن صوتها بخير.

وعلى الرغم من أنه كان على يقين من أن والدته بخير بعد المكالمة الهاتفية، إلا أنه ظن أنه في يوم من الأيام سيحدث لها وهي. سيترك حياته واستمر في عبور عقله. بدأ يفكر في أحبائه وأقاربه الآخرين، تمامًا مثل والدته. وكان من الممكن أن تترك زوجته أو ابنه أو إخوته حياته بنفس الطريقة.

ولهذا السبب لم يستطع السيطرة على دموعه ولم يتمكن من مواصلة عمله بكفاءة. وكانت نوبات البكاء المتكررة تؤثر سلبًا على نوعية حياته.

وفي المساء، عندما عادت زوجته إلى المنزل، تناولا العشاء معًا وبدأا يشاهدان التلفاز في غرفة المعيشة.

وعندما يتعلق الأمر بالقنوات التي تحتوي على أخبار، كان يتنقل سريعًا بين هذه القنوات لأنه كان يعلم أنه منزعج من محتوى الأخبار. وكانت تواجه صعوبة في النوم ليلاً بسبب الخوف من أن الأحداث السلبية في الأخبار قد تحدث لها أو لأحد أفراد أسرتها.

كانت سوزان تحاول التعايش مع هذه المشكلة طوال الشهر الماضي. .."

 

>قد تبدو القصة القصيرة أعلاه مألوفة لدى البعض منكم.

في البداية تجدر الإشارة إلى أن أحد الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا في بلادنا وحول العالم هو اضطراب القلق، وهذه المشكلة أكثر شيوعًا عند النساء منها عند الرجال.

فما هو بالضبط هل هذا اضطراب القلق؟ ما هي الأعراض لديه؟ الآن دعونا نتحدث عنه بإيجاز...

القلق؛ هي حالة الحذر تجاه موقف/حدث محتمل في حياة الأفراد.

حالة الحذر هذه هي رد فعل الفرد لاحتمال مواجهة موقف خطير ضد نفسه أو بيئته.

يُنظر إلى الموقف أو الحدث على أنه تهديد للإدراك لدى الفرد؛ وتلاحظ حالة من الإثارة السلوكية والمعرفية والجسدية. ينشأ لدى الفرد الذي تم تحذيره خوف وقلق بشأن الموقف الذي يُنظر إليه على أنه تهديد.

غالبًا ما يصاحب الخوف والقلق بعض الأعراض الجسدية. تعتبر ضربات القلب السريعة والشعور بالألم في أي مكان في الجسم والشعور بعدم القدرة على التنفس من الأعراض النموذجية لهذا الاضطراب.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الإدراك المعرفي للتهديد يخلق شعورًا قويًا بالقلق مع الأسوأ السيناريو المحتمل.

تؤثر هذه الأفكار القلقة مع الانشغال العقلي سلباً على وظائف الفرد ومزاجه في حياته اليومية.

وفي مثل هؤلاء الأفراد؛ إن التردد، وقلة الاستمتاع، وتجنب الأماكن المزدحمة، والضعف، ومشاكل النوم، وفقدان/زيادة الوزن، كلها عوامل تؤدي إلى انخفاض نوعية الحياة.

كما رأينا في القصة أعلاه؛ عند الأفراد الذين يعانون من مثل هذه المشكلات، تطارد أذهانهم الأفكار بأنهم أو الأشخاص من حولهم قد يمرضون، أو يصابون، أو يتعرضون لحادث، أو أن أسوأ الأشياء قد تحدث لهم، ويشعر الفرد دائمًا بالقلق والخوف بسبب ما يحدث لهم. وجود هذه الأفكار.

سيطر على قلقك، فأخذه تحت أنفاسك سيساعدك أنت ومن حولك على التنفس بشكل أسهل. سيجعل ذلك الوقت الذي تقضيه معهم أكثر جودة.

أتمنى لكم جميعًا حياة صحية وسعيدة.

قراءة: 0

yodax