المخطط: يولد الأشخاص بمخططات بسيطة جدًا. ونتيجة لتجاربهم، يقومون بتحسين مخططاتهم وإنشاء مخططات جديدة. ردود الفعل، التي تشكل أساس السلوك، تعمل بفضل المحفزات في بيئتهم. تستقر هذه التجارب الانعكاسية في عقل الطفل على شكل مخططات، وبالمعنى الأوسع فإن المخططات هي هياكل عقلية يستخدمها الناس للتكيف عقليًا مع البيئة. من منظور آخر، المخططات هي أفعال جسدية (النظر، الإمساك) أو عقلية (المقارنة، التصنيف) يقوم بها الطفل للتعرف على العالم. يحاول الطفل حديث الولادة مص كل ما يقترب من فمه. ولكن بعد فترة قصيرة جداً تبدأ مخططاته في التشكل ويميز ثدي أمه بإصبعه ويتفاعل وفقاً لذلك، فالطفل الذي يبلغ من العمر بضعة أشهر يضع كل ما يلتقطه في فمه. ومع ذلك، يمكن للطفل الذي يبلغ من العمر 2-3 سنوات أن يهز الشيء الذي يحمله، ويديره، ويخلق أشكالًا جنبًا إلى جنب أو فوق بعضها البعض. لأن مخططاتهم قد تغيرت وتطورت نتيجة النضج والتجارب، فبينما يطلق بعض المؤلفين بشكل عام على الطرق المحددة لكل شخص لمعرفة البنية المعرفية، فإنهم يطلقون أيضًا على طرق محددة للمعرفة وهياكل خاصة بمخطط الطفل. تتغير الهياكل وتعاد تنظيمها باستمرار نتيجة لتفاعل النضج والخبرة. تختلف مخططات طفل يبلغ من العمر سنة واحدة عن مخططات طفل يبلغ من العمر أربع سنوات. ومن الممكن ملاحظة هذا الاختلاف في سلوكهم. أفضل طريقة لفهم المخطط بشكل ملموس هي تقديم حافز للطفل ومعرفة كيف يتصرف تجاهه. إذا كانت المعلومات الواردة من الخارج لا تتعارض مع المعلومات التي تعلمها الفرد سابقا وتم وضعها في مخطط معين في العقل، يتم تسجيل المعلومات في الذاكرة. إذا كانت المعلومات الواردة من الخارج لا تتناسب مع الهياكل الموجودة في العقل ولا تتناسب مع مخطط معين، فإن الفرد يقوم ببعض الترتيبات الجديدة في ذهنه. مثال يجسد مفهوم المخطط: أثناء رحلة إلى القرية، يقول الطفل الذي يرى الخراف منتشرة في الحقل لأول مرة: "بابا، انظر إلى الكلاب". من الواضح أن الأغنام تناسب معايير الكلاب التي يعرفها الطفل. ص>
قراءة: 0