من وقت لآخر قد نخلط بين مفهومي القلق والخوف في حياتنا اليومية. في حين أن هذين المفهومين لهما تعريفات مختلفة تماما، فإن لهما أيضا جوانب مشتركة. كلا الشعورين عبارة عن ردود أفعال عاطفية تطورت ضد خطر وشيك، ولكلا الشعورين بعض الأعراض الجسدية المصاحبة (على سبيل المثال؛ توتر العضلات في منطقة الرقبة والكتف، واضطرابات النوم، وكثرة التبول، والتعرق، وبرودة اليدين ورطبهما باستمرار، وزيادة معدل النبض، خفقان القلب، الخ). عندما ننظر إلى الفرق بين هذين الشعورين، نختبر الخوف تجاه موقف يعتبره الجميع خطيرًا؛ القلق هو عاطفة ينتجها الشخص نفسه. يجد معظم الأشخاص القلقين بشكل عام أن قلقهم سخيف ولا معنى له، لكنهم لا يستطيعون منع أنفسهم من القلق. على سبيل المثال؛ قد لا يتذكر الأشخاص ما إذا كانوا قد أغلقوا التلفزيون بعد مغادرة المنزل وقد يرغبون في العودة إلى المنزل والتحقق منه، وهو رد فعل طبيعي للعودة والتحقق منه، ولكن إذا كانوا لا يزالون يشعرون بالقلق بشأن هذا الوضع أثناء وجودهم بعد العودة والتحقق، يصبح الوضع مختلفا. يفكر الأشخاص القلقون بشكل عام بشكل سلبي بشأن الأحداث وسيناريوهات الكوارث التي تحتل مكانًا كبيرًا في أذهانهم.
ترتبط حالات القلق هذه لدى الأشخاص في الغالب بتجارب طفولتهم. إذا نشأ الطفل وفي محيط من الوالدين أو الأقارب قلقين وقلقين وقلقين، فإن هذه الحالة يستمر تأثيرها في مرحلة البلوغ.
وليس من الممكن إنهاء القلق أو تقليله إلى الصفر. لأن القلق هو، بطريقة ما، العاطفة التي تبقينا على قيد الحياة. إنها عاطفة تساعدنا في مواجهة بعض المخاطر، ولكن عندما لا نستطيع السيطرة على القلق، فهي أيضًا عاطفة تحد من حياتنا. يطور بعض الأشخاص سلوكيات تجنب مختلفة من أجل التخلص من قلقهم أو تقليله. يتجنب أحياناً الدخول إلى البيئات التي قد يتعرض فيها للقلق أو ينظم حياته وفقاً لمواقف القلق التي يمر بها. في بعض الأحيان يحاول إبعاد القلق عن ذهنه. على سبيل المثال؛ وعندما يواجه موقفاً سلبياً، قد يتصرف وكأن شيئاً لم يحدث. ويحاول أن يقنع نفسه بهذا الوضع. يحاول قمع قلقه من خلال تجنب مواجهة الحقائق. شخص ما في مرحلة الطفولة، يتعاطون الكحول أو المخدرات لتجنب الشعور بالقلق.
مهما كانت الطريقة التي يتم بها الشعور بالقلق، يصبح من الصعب تحمل القلق والعواطف المصاحبة له عندما يقترن بالقلق الموجود منذ الطفولة. الشيء المهم هو أن تكون قادرًا على مواجهة مخاوفك. إن الهروب من قلقك أو الانخراط في سلوكيات مختلفة لن تجلب لك أي فائدة ولكنها قد تسبب ضررًا في الواقع لن ينقذك من الوضع المضطرب الذي أنت فيه. يجب أن تمنح نفسك فرصة لمواجهة القلق والسيطرة عليه، ففي اللحظة التي تشعر فيها بالإحباط أو الاستسلام، قد تبدأ في تجربة نفس العمليات المزعجة مرة أخرى.
قراءة: 0