وعي

يشكل الوعي قلب نظرية وممارسة علاج الجشطالت (Sills, Fish & Lapworth, 1995, p. 22). الوعي عند بيرلز هو قدرة الفرد على التواصل مع بيئته الإدراكية بأكملها. الفرد على تواصل مع وجوده؛ ملاحظة ما يحدث بداخله ومن حوله؛ إقامة روابط مع الذات ومع الآخرين والبيئة؛ معرفة ما يفكر فيه أو يستشعره أو يشعر به؛ إنها القدرة على معرفة كيفية استجابة المرء لكل لحظة (كلاركسون وماكين، 1993، ص 44).

الوعي ليس مجرد عملية معرفية؛ ويشمل جميع الخبرات سواء المعرفية أو الحسية أو العاطفية أو الجسدية. إنها عملية شاملة تشمل الكائن الحي بأكمله (كلاركسون وماكين، 1993، ص 44). لأن الوعي؛ هو ملاحظة وفهم والتواصل، ويتضمن التجارب الحياتية للأبعاد الروحية والعاطفية والمعرفية والجسدية لوجودنا. لذلك، الوعي الحقيقي؛ وهي تختلف عن العمليات المعرفية مثل التفكير والوزن والتأمل، والتي لا تؤثر بشكل مباشر على نمو الشخص. يرتكز الوعي الشامل على تجارب جسدية وعاطفية غنية ويتضمن الحدس والأحاسيس الجسدية (Mackewn, 2004, p. 113).

الوعي; إنها طريقة لفهم أنفسنا واحتياجاتنا، وتنظيم بيئتنا، وفهم تجاربنا (Mackewn, 2004, p. 113). إن الأشياء التي ندركها في حياتنا اليومية قليلة جدًا، وزيادة الوعي يمكن أن تكون غنية جدًا. تصبح التجارب والتصورات أكثر سخونة وقوة. التفاعلات التي أصبحت شبه طقسية بسبب العادة تكتسب نضارة وجدة. نحن نتواصل مع أنفسنا وواقع العالم من حولنا (Sills, Fish &  Lapworth, 1995, p. 22). ومن هذا المنظور، يعد الوعي نعمة لأنه يسمح لنا بإدراك وفهم ما يحدث حولنا وداخلنا، وبالتالي يسمح لنا بالتحقيق في ما يمكننا القيام به لجعل أنفسنا وبيئتنا والآخرين أفضل (ماكيون، 2004، ص 113). وبعبارة أخرى، الوعي الصحي ليس أن يكون المرء واعيًا بذاته، بل أن يكون واعيًا بذاته وبالآخر (يونتيف، 1993، ص 429). مختلفة تماما عن أنفسنا أن نكون حاضرين يعني أن نعرف أنفسنا وأن نعيش حياتنا بطريقة أكثر ثراءً (Sills, Fish & Lapworth, 1995, p. 22).

إن الغرض الرئيسي من علاج الجشطالت ليس تغيير السلوك، بل خلق الوعي (Breshgold, 1989, p. 9؛ مستشهد به في Cole, 1994). وأكد بيرلز أن الهدف من العلاج هو زيادة الوعي والتواصل والتكامل، لأن ذلك يؤدي حتماً إلى التطور والتغيير. وبالمثل، قال يونتف (1993) إن الغرض الكامل من الجشطالت هو تطوير الوعي، لأن الناس لا يستطيعون التغيير من خلال الرغبة في التغيير، يمكنهم التغيير من خلال إدراكهم الكامل لمن وما هم (مستشهد به في ماكين، 2004، ص 114). ). ويصف بيسر (1970، الصفحات 77 – 80) ذلك بأنه "لا يحدث التغيير من خلال محاولة أن يكون المرء شيئًا ليس كذلك؛ بل من خلال محاولة أن يكون شخصًا مختلفًا". "هذا ممكن فقط إذا أدرك المرء ما هو عليه حقًا." وأوضح بقوله (المرجع: سكاريا، 2003). يمكن أن يحدث النمو الحقيقي عندما يكون لدى المرء وعي واعي بكيفية تأثره وكيفية تأثيره على الآخرين (كورسيني وويدينغ، 2007، ص 329).

 

قراءة: 0

yodax