يشعر الفرد بعدم القيمة؛ فهو بشكل عام غير راضٍ عن مشاعره وأفكاره وسلوكياته، ومع مرور الوقت تؤدي تجربة هذه العملية السلبية إلى عدم الرضا عن نفسه. في حين أن عدم وجود ما يكفي من الثقة بالنفس واحترام الذات يؤدي إلى الشعور بعدم القيمة، فإن الشعور العميق بعدم القيمة يؤدي إلى فقدان هذين الاثنين قوتهما إلى حد كبير. وتحدث حلقة مفرغة.
فما هو الشعور بعدم القيمة؟ إن الشعور بعدم القيمة هو الطريقة التي ينظر بها الفرد إلى نفسه، بكل صفاته، على أنه أقل قيمة وأقل أهمية من الآخرين، ويفسر نفسه بهذه الطريقة.
ومن المعروف أن الإنسان منذ اللحظة الأولى عند ولادته، يمر بفترات نمو فسيولوجية ونفسية. عندما يبدأ الفرد بالتواصل مع بيئته منذ الفترات الأولى من طفولته، فإن مخططاته لحياته المستقبلية ونفسه ستبدأ بالتشكل تدريجياً. فبينما يخلق الطفل مخططات سلبية حول الصعوبات التي يواجهها ويعتقد أنه غير مؤهل لمواجهتها، فإنه سيخلق مخططات أكثر إيجابية في مواجهة المشكلات التي يعتقد أنه قادر على حلها، مما يدعم ثقته بنفسه واحترامه لذاته. p>
بعد الارتباط الصحي مع الأم، سيخلق الطفل مخططات أكثر إيجابية في البيئة الخارجية، وبالطبع فإن شكل التواصل الذي ينشئه مع الأشياء الأخرى في العالم سيكون له جوانب سلبية بالإضافة إلى جوانب إيجابية. إذا لم يتمكن الطفل من تفعيل مهاراته في حل المشكلات عند مواجهة مثل هذه المواقف السلبية، فإن ذلك سيجعله يعتقد أنه وحيد، عاجز، وغير مؤهل في مواجهة المشكلات، هنا سيتم زرع أول بذور الشعور بعدم القيمة.
وفي مثل هذه الحالات سيعتقد الوالدان أو الأشخاص الآخرون المحيطون به أنه وحيد وعاجز وغير كاف في مواجهة المشاكل، فيحاول حل المشكلة نيابة عن الطفل (المعلم-الأخ-الأخت- البالغين الآخرين) سيجعل الوضع أكثر تعقيدًا بعض الشيء. لأن الطفل نفسه؛ سيبدأ في إدراك نفسه كفرد يعتمد على الخارج ويحتاج إلى المساعدة في مواجهة الصعوبات التي يواجهها، ولا يستطيع أن يفعل أي شيء بمفرده، وهذا سيثير لديه مشاعر النقص.
على العكس من ذلك، الكلمات التحفيزية التي لا تترجم إلى سلوك للأطفال لا تساعد من تلقاء نفسها، يمكننا أن نقول. الآباء وغيرهم من الأشخاص المهمين في البيئة الخطر المحتمل من عبارات الأرقام مثل "يمكنك أن تفعل ذلك، يمكنك التغلب على هذه المشكلة" الموجهة للطفل هو أن الأطفال سيشعرون بالنقص وعدم القيمة تجاه أي مشكلة لا يمكنهم التغلب عليها. وبحسب ما قاله والداي، فأنا أستطيع أن أفعل هذا، لكنني لم أستطع، لذلك قد تنشأ فكرة أنني غير كفؤ.
ولأجل أخذ الاحتياطات اللازمة عند التعبير عن أفكارنا لأطفالنا أنهم يستطيعون افعل شيئًا ما، من خلال كونك نموذجًا يحتذى به لهم، من خلال تعليمهم طرق التعامل مع المشكلة، يمكننا المساعدة بدعم صغير. كن مطمئنًا، نتيجة لهذه الأساليب، سيبدأ الأطفال في التغلب على العديد من المشكلات المتعلقة بالخبرات التي تراكمت لديهم، حتى لو لم نكن معهم دائمًا، وبالتالي ستتعزز ثقتهم بأنفسهم واحترامهم لذاتهم. سيساعد ذلك على تعميق إحساسهم بقيمة الذات.
قراءة: 0