يمكن للأطفال التعبير عن عالمهم الداخلي بالصور. يمكنهم التعبير عن مشاعرهم، وجدول أعمالهم الحالي، والمواقف التي تشغل عقولهم، ورغباتهم وأحلامهم. تُستخدم أيضًا اختبارات الصور وتقنيات التقييم المستخدمة في علم النفس مع طرق أخرى؛ ويتم استخدامها معًا، مثل المقابلة العائلية ومراقبة اللعبة والتقييم المدرسي. ومن الضروري أيضًا معرفة البيئة الاجتماعية والثقافية التي يعيش فيها الطفل. إن الدراسة التي يتم إجراؤها بهذه الطريقة تجعل التقييم أكثر دقة ممكنًا.
يوضح دافيدو 1: "بغض النظر عن مدى جودة مفرداتهم، يواجه الأطفال صعوبة أكبر في التعبير عما يفكرون فيه مقارنة بالبالغين لأن مفرداتهم لم يتم تطويرها بشكل كافٍ بعد. وفي هذا السياق يعتبر الرسم وسيلة تعبير مميزة للطفل لأنه لا يتطلب أي مهارة سوى القدرة على إمساك قلم الرصاص، فالرسم يسمح للطفل بالتعبير عن نفسه دون كلمات. وفي الكتاب الشهير عبر الأمير الصغير عن خياله في الثعبان الثور الذي ابتلع فيلاً. في الواقع، منذ سن مبكرة جدًا، تضعف قدرة الأطفال على الرسم بحرية، ويتم حشر الأطفال في عالم الرسم حيث تكون حريتهم مقيدة وتتكرر بعض الأشكال بسبب الخوف من الواقع.
مهارات الرسم كغيرها من المهارات تتطور خطوة بخطوة وتختلف مع التقدم في السن، وتنضج عبر مراحل. هذه المراحل عالمية. وهي مرحلة التلطيخ والخربشة والخدش والشرغوف والواقع الفكري والواقع البصري والتصوير في الفضاء.
تتكون الصورة الإنسانية الأولى التي يرسمها الطفل عادة من رأس مستدير كبير وخطين يخرجان من الرأس. ومع تقدم الطفل في السن، يبدأ في رسم الشكل البشري بمزيد من التفصيل. أظهرت الدراسات أن الأطفال يصورون أنفسهم في الصور التي يرسمونها للأشخاص. عندما نتفحص رسومات الأطفال من مختلف أنحاء العالم، نرى أن الأطفال من نفس الفئة العمرية يقومون برسومات متشابهة جدًا. يستطيع الطفل الذي يبلغ من العمر خمس أو ست سنوات أن يرسم ببساطة الأشخاص والمنازل والأشجار والزهور والشمس والسحب والطيور.
في دراسات الرسم مع الأطفال يقوم الأخصائي النفسي بملاحظة الطفل دون التدخل قدر الإمكان، حيث يرسم على الصفحة الصورة، وبأي ترتيب يرسم الأشكال، سواء كان يخربش أم لا، أين يستخدم الممحاة، ميزات الرسم - القمع، التلاشي � ينتبه إلى العديد من النقاط مثل الرسم والعبور والألوان التي يستخدمها. وفي الوقت نفسه يستطيع الطفل سرد القصص أو التحدث عن الأحداث اليومية أثناء الرسم. كما تتم مراقبة رد فعل الطفل تجاه الأشكال التي ليست كما يريد. هل يحاول الرسم مرارًا وتكرارًا، أو خدشها، أو تحويلها إلى شيء آخر، أم أنه يطلب قطعة جديدة من الورق ويرمي الورقة السابقة على الفور؟
الآن دعونا نلقي نظرة على ما تقوله الصور؛
-
الخطوط الباهتة وكثرة استخدام الممحاة وعدم القدرة على إنهاء الصورة تشير إلى أنه طفل غير آمن وخجول ومنطوي. إن محاولة رسم كل شيء بخطوط مستقيمة ونسب تعيد إلى الأذهان منظورًا واقعيًا. يستخدم الأطفال الحساسون خطوطًا منحنية أكثر.
-
من الممكن أيضًا تقييم ورق الرسم حسب الوقت. يشير منتصف الصفحة إلى الحاضر، واليسار يشير إلى الماضي، واليمين يشير إلى المستقبل. إن توسيط الصورة في الصفحة يدل على أن الطفل يتمتع بعالم داخلي متوازن.
-
العلاقة بين الألوان والعواطف معروفة منذ زمن طويل. الغضب الأحمر / العدوان / الاندفاع، الأزرق الهدوء / ضبط النفس / الانسجام، الأمل الأخضر / الارتباط، العدالة البيضاء، الكرم الأصفر، التبعية، الحزن الأسود / الحداد / الخجل. يتم فحص ما إذا كان الطفل يستخدم الألوان عند تقييم الصورة، وإذا كان الأمر كذلك، ما هي الألوان المهيمنة. للتأكيد، في التقييم، يتم اعتبار جميع التفاصيل جزءًا من الكل، ولا يتم تفسير الخطوط والأشكال فقط ولا الألوان فقط.
-
أحد الرسومات الأكثر شيوعًا التي نواجهها في رسومات الأطفال هو المنزل. يمثل المنزل رمزيًا مواقف مثل الشعور بالأمان والمأوى والبيئة الأسرية والعلاقة مع العالم الخارجي. يتضمن رسم المنزل العديد من التفاصيل، مثل الأبواب، النوافذ، السقف، المدخنة، السلالم، الأسوار، حديقة المنزل.
المنزل في رسومات الأطفال
باب المنزل يوضح كيفية تأسيسه العلاقة مع العالم الخارجي. عدم خدش الباب يشير إلى أنك منغلق على إقامة علاقات مع أشخاص آخرين. إن فتح الباب يشير إلى الحاجة القوية للتقارب. يُظهر Windows بالمثل العلاقة. تظهر الستائر أن إمكانية الوصول منخفضة والنافذة الفشل في القيام بذلك قد يشير إلى العداء.
تمثل الشرفة الأرضية الموجودة أمام المنزل الحاجة إلى الحماية من التهديدات البيئية. قد يكون الطريق المسدود إلى المنزل مؤشراً على القلق والعدوان. قد يكون غياب الباب أو الطريق مرتبطًا أيضًا بتصور الفشل.
سقف المنزل يدل على الحالة النفسية. تمثل المنازل التي يخرج منها الدخان من مداخنها القرب في العلاقات الوثيقة. المدخنة هي أيضًا رمز للنضج الجنسي والتوازن.
''المنزل ذو النوافذ المفتوحة والعديد من الأبواب، والمتمركز بشكل جيد على الورقة، يدل على أن الطفل يتمتع بشخصية ناعمة، ومنفتح ومشارك. المناطق المحيطة بالمنزل متناغمة ومقاسة بشكل عام. ومن ناحية أخرى، إذا كان المنزل صغيرا، إذا لم يستخدم الطفل كل الورق، إذا كانت النوافذ صغيرة أو بدون نوافذ، إذا كان المنزل محاطا بعناصر معزولة أو أشجار ضخمة، فهذه الصورة توضح مشاكل الطفل العاطفية.
من الطبيعي من الناحية التنموية أن يقوم الأطفال قبل سن السادسة برسم نوافذ متصلة بجدران المنزل. والسبب في ذلك هو أن الأطفال لا يفهمون مفهوم الفضاء بشكل كامل حتى هذا العمر. لهذا السبب يحاولون ملء ورقة الرسم بأكملها.
الصور، التي تعد جزءًا مهمًا من دراسات العلاج النفسي التي يتم إجراؤها مع الأطفال، هي جزء من الدعم النفسي بجوانبها العلاجية بالإضافة إلى استخدامها للتقييم. وهي طريقة شائعة الاستخدام، خاصة عند العمل مع الأطفال الهادئين والخجولين والانطوائيين الذين يجدون صعوبة في التواصل اللفظي.
قراءة: 0