أصبح فيروس كورونا، وهو مشكلة عالمية، جزءًا من حياتنا في الأسابيع القليلة الماضية. وفجأة، تغير روتيننا اليومي ووجدنا أنفسنا نحاول التغلب على القلق والقلق. هل أغسل يدي بما فيه الكفاية؟ هل ألمس وجهي؟ هل سأصاب بالعدوى وأنقل الفيروس إلى شخص آخر؟ ماذا لو فقدت أحبائي بسبب الفيروس؟ بدأت الأفكار التي تعبر عن القلق تشغل أذهاننا. القلق هو عاطفة ضرورية تتضمن الخوف وتسمح لنا بالبقاء على قيد الحياة في مواجهة المخاطر في حياتنا الطبيعية. "الهروب أو القتال" ينشط نظام الإنذار في دماغنا. ومع ذلك، عندما تزداد عملية القلق التي نتعرض لها، قد يصل مستوى القلق لدينا إلى مستويات أعلى من المعتاد وقد يظل دماغنا في حالة تأهب بسبب الوجود المستمر للخطر. عادة، عندما نسيطر على الوضع، يقل قلقنا ونشعر بالأمان. يعد عدم اليقين حالة مثيرة للقلق بالنسبة للأفراد من جميع الأعمار. نظرًا لأننا نمر بعملية لا يمكننا السيطرة عليها مع فيروس كورونا، فقد يستمر قلقنا في الزيادة. لذلك، من الطبيعي جدًا أن نشعر بالقلق أثناء هذه العملية. إذا كان القلق يجعل من الصعب مواصلة حياتك، فقد يكون اضطراب القلق احتمالًا محتملاً. يمكن القول أن اضطراب الوسواس القهري (OCD)، بما في ذلك العديد من اضطرابات القلق، هو من بين المشاكل النفسية التي قد نواجهها في هذه الفترة عندما نواجه القلق على المستوى الكلي.
الجانب الأكثر تحديًا في عملية كورونا هي العزلة الاجتماعية. على الرغم من أن الحجر الصحي والعزل من أقدم وسائل الحماية من الأمراض المعدية، إلا أنه يمكن أن يسبب مشاكل نفسية وعاطفية واقتصادية لدى بعض الأفراد. التواصل الاجتماعي هو حاجة إنسانية أساسية. لدينا ميل طبيعي للتعامل مع الآخرين، خاصة عندما نكون قلقين. عندما لا يتم تلبية احتياجات علاقتنا، فإننا نواجه صعوبات روحية وجسدية. على الرغم من أن العزلة هي النهج الصحيح لمواجهة جائحة فيروس كورونا، إلا أنها تظهر كعامل يزيد من الشعور بالوحدة.
مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الوضع الناجم عن فيروس كورونا، قد يشعر الناس بقلق متزايد بشأن المستقبل مع العزلة. بينما يواصل الأفراد حياتهم الطبيعية، فإنهم يغيرون روتينهم اليومي وحياتهم الخاصة. مهاراتهم في التخطيط والتحكم تسمح لهم بالشعور بالأمان. إن عدم القدرة على تجربة الشعور بالثقة، وهو أحد احتياجاتنا الأساسية لليوم والمستقبل، مع فيروس كورونا، يمكن أن يشكل تحديًا نفسيًا كبيرًا.
في الوقت الحالي، كل واحد منا هو عامل خطر لبعضهم البعض. لذلك، بعد فيروس كورونا، سوف يستغرق الأمر بعض الوقت حتى نعود إلى روتيننا الطبيعي بسبب مخاوف المرض. يمكننا أن نتوقع أنه قد تكون هناك تغييرات كبيرة في حياتنا، اجتماعيًا وفرديًا، بسبب العزلة الاجتماعية والقلق. بينما نتوقع تغييرات إيجابية في أنظمة القيم والمواقف والسلوكيات ووجهات النظر حول الحياة لدى الأشخاص الذين يتمكنون من التعامل مع هذا الوضع، فإن الأشخاص الذين لا يستطيعون التعامل مع الأمراض القائمة على القلق مثل الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري (OCD) والوساوس المرضية (الوسواس) ونوبات الهلع واضطرابات القلق الأخرى. ص>
قراءة: 0