السمة الأبرز لحبسة فيرنيكه هي أن قدرة المريض على الفهم تكون ضعيفة للغاية. عندما تكون هناك آفة في منطقة فيرنيكه، فإن الصور والكلمات القادمة إلى القشرة البصرية والسمعية والحسية الجسدية لا يمكنها تحفيز هذه المنطقة، وبالتالي لا يمكنها تنشيط نظام اللغة؛ لا يستطيع المريض معالجة هذه المعلومات في سياق اللغة، لذلك لا يستطيع فهم الكلام الذي يسمعه، أو لا يستطيع قراءة النص الذي يراه، أو لا يستطيع أن يقول اسم الشيء الذي يلمسه. في الأفراد الذين يعانون من حبسة فيرنيكه، تكون القراءة ضعيفة بشكل أكثر خطورة من الكتابة لدى المريض.
تعاني مهارات التسمية والتكرار لدى المريض من ضعف. لا يستطيع المريض العثور على الاسم الصحيح للشيء الذي يراه ويواجه صعوبة في العثور على الكلمات. ومن المعروف أن سبب اضطراب التكرار هو صعوبة فهم المريض، وأن المريض لا يستطيع فهم معنى الكلمة التي سمعها، وأنه لا يستطيع تكرارها لأنه لا يستطيع تحليلها من حيث الصوت. تظهر المعلومات التي حصلنا عليها من الدراسات التي أجريت مع مرضى PPA أن منطقة فيرنيكه هي منطقة حرجة لوظيفة "التكرار"، وأن التكرار يكون ضعيفًا في حالة تلف هذا الجزء من القشرة.
منطقة فيرنيكه هي نقطة الوصل حيث تمر جميع الارتباطات ذات المعنى التي سيتم تحويلها إلى أنماط صوتية. ولهذا السبب، عندما تتضرر هذه المنطقة، يضعف أداء المريض بناءً على الفهم السمعي الماضي والحاضر. ولذلك لا يستطيع المريض معالجة كلامه بشكل صحيح، وبالتالي يخرج كلامه بطريقة سخيفة وغير منطقية. كلام المريض "طلاقة"؛ عدد الكلمات التي يقولها في الدقيقة طبيعي أو حتى أعلى من الطبيعي، كما أن نطقه ونطق المقاطع يتقنه. يستخدم كلمات أكثر من المعتاد في الجملة. في بعض الأحيان يكون من الصعب إسكات المريض، فهو يتحدث دون توقف. تبدو هذه المحادثة وكأنها محادثة عادية عند الاستماع إليها من مسافة بعيدة. ولكن عندما يتم الاقتراب من المريض، يصبح من الواضح أن هذا الحديث لا معنى له.
قراءة: 0