بعض الأشخاص الذين يذهبون إلى طبيب نفسي يقولون "لا يوجد سبب محدد"، والبعض الآخر يتمسك بالأسباب القوية. مهما كان السبب، فإن المحور الرئيسي للعلاج ليس تغيير الظروف الخارجية. وما يمكن فعله بشأن الظروف وتنظيم البيئة ومهارات حل المشكلات هو بالطبع ضمن هذا المجال، لكن التغيير الحقيقي والتطوير لا يتحقق من خلال هيكلة البيئة والموارد المؤلمة، بل من خلال هيكلة الموارد الداخلية للشخص. مناهج مثل "لقد دُفنت تحت الأنقاض أثناء الزلزال، ماذا يمكن أن يفعل المعالج حيال ذلك؟"، "لقد فقدت والدتي، ما الذي سيتغير بالحديث؟"، "زوجتي خانت، لا يستطيع الطبيب النفسي سوى الاستماع، هو "لا يمكننا معرفة ذلك دون تجربتها" يأتي من عدم قدرتنا على تحديد ماهية المشكلة بالضبط وعدم معرفة العلاج الذي سيخدمه.
بالطبع، في معظم الأوقات قد يكون لدينا أسباب قوية من شأنها أن تؤثر على حياتنا. علم النفس. لا يستطيع الطبيب النفسي إعادة والدتك ولا إعادتك إلى ما قبل الزلزال. ومع ذلك، يمكن أن يتدخل عند النقطة التي يتحول فيها الألم إلى انزعاج نفسي. الألم لا = اضطراب نفسي. إذا طالت مدة حزنك المبرر والمناسب، وزادت جرعته، وعطلت وظيفتك، وانتشر تأثيره إلى مجالات أخرى مثل تقدير الذات، فهذا يعني أن شيئًا يمتد إلى ما هو أبعد من ألم الأم. لقد تم تفعيل الخسارة أو الزلزال وهذا يتعلق بالعلاج. يهدف العلاج إلى تنحية الألم المناسب للحالة جانبًا والتخلص من الفائض والتصالح مع الباقي وتحويله إلى تطور. إن معاناتنا لها تأثير ذو شقين. إن الطريقة التي ندرك بها الألم ونتعامل معه تحدد ما إذا كنا في النهاية التقدمية أو التراجعية له. كل تجربة، بما في ذلك المرض، هي مادة حياتية، وعندما نعرف كيفية استخدامها، يمكن بناء مباني جميلة.
ونتيجة لذلك، فإن عالم النفس هو المنقذ الذي يحل المشكلات عن طريق الاستماع أو التحدث؛ المرض، وهو حالة مرادفة للمعاناة؛ المريض هو شخص ليس له تأثير أو مشاركة في عملية العلاج؛ ضمانة الرفاهية والتحرر من كل الأحزان والتحرر من القلق؛ السعادة ليست شعورًا يمكن تقديمه لنا على طبق من فضة ويجب أن يكون نشيطًا طوال الوقت. ولعل كل هذه المعتقدات لها جذر مشترك مع تلك التي تسبب مرضنا. ربما يكون "منقذ أو عدو الآخرين"، "منقذ الآخرين"، "الشخص السعيد" هو الذي يسبب لنا المتاعب في حياتنا اليومية. إنه مخفي في معتقداتنا أن السعادة شيء يقدم لنا من الخارج وأن الألم غير مقبول.
قراءة: 0