تعاني واحدة من كل 150 امرأة حامل من مشاكل حصوات الكلى. على الرغم من عدم وجود زيادة في تواتر الحصوات المكتشفة لدى النساء الحوامل، إلا أن الحصوات الموجودة تسقط في القناة البولية بشكل متكرر أكثر بسبب ارتخاء القنوات البولية، مما يسبب صورًا مؤلمة.
كيف تتشكل حصوات الكلى أثناء الحمل ?
حتى لو لم تكن هناك حصوات في وقت الحمل، فمن الطبيعي أن تواجهي قدرًا معينًا من التورم في الكلى. والسبب في ذلك هو أن القنوات التي تنقل البول من الكلى إلى المثانة تنضغط بسبب تضخم الرحم أثناء الحمل، وكذلك التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل، مما يؤدي إلى ارتخاء القنوات البولية ويساهم في تورمها نسبياً.
يبدأ هذا التورم في الكلى، والذي يعتبر طبيعيًا، بين الأسبوع السادس والعاشر من الحمل وقد يستمر حتى الأسبوع السادس بعد الولادة. وفي حين أن مثل هذه التورمات لا تسبب الألم، فإن تورمات الكلى التي تسبب الألم في جانب واحد يجب أن تثير الشك بوجود حصوات، ومن المهم عدم تفويت التشخيص.
لماذا يصعب تشخيص حصوات الكلى أثناء الحمل؟
إن تشخيص الحصوات أثناء الحمل ليس سهلاً كما هو الحال عند المرضى غير الحوامل. في حين أن الأعراض الكلاسيكية لحصوات الكلى، مثل ألم الخاصرة والغثيان والقيء والتبول المتكرر، تظهر عند النساء الحوامل اللاتي لا يعانين من مرض الحصوات، إلا أنه يمكن الشعور بألم الحصوات في أماكن مختلفة مثل الخصر والفخذ، اعتمادًا على حجم الرحم المتنامي. النساء الحوامل، مما يصعب على الطبيب تفسير الألم.
هل يمكن اكتشاف حصوات الكلى أثناء الحمل بالطرق؟
بالإضافة إلى صعوبة الفحص السريري، فإن طرق التصوير التي كما يمكن استخدامها أثناء تشخيص الحصوات أثناء الحمل بشكل محدود. على وجه الخصوص، فإن استخدام طرق التصوير المحتوية على الإشعاع مثل التصوير المقطعي (CT)، وتصوير الحويضة الوريدية (IVP)، والتنظير الفلوري فوق جرعة معينة لا يؤثر سلبًا على النمو الجسدي والعقلي للطفل في الرحم فحسب، بل يسبب أيضًا زيادة في خطر الإصابة بالسرطان.
تعد هذه الأساليب المحتوية على الإشعاع معقدة للغاية بحيث لا يمكن تشخيص النساء الحوامل باستخدام طرق أخرى فقط ويكون من المناسب استخدامه في الحالات الخفيفة التي تهدد حياة الأم أو الجنين.
إلا أن الموجات فوق الصوتية التي لا تحتوي على إشعاع آمنة على الجنين في رحم الأم، ولذلك فهي يمكن استخدامه بسهولة كأول طريقة تصوير مفضلة لدى النساء الحوامل المصابات بحصوات مشتبه بها. تنخفض القدرة التشخيصية للموجات فوق الصوتية بشكل كبير في حالة تورم الكلى الذي تطور بشكل طبيعي أثناء الحمل أو في الحصوات التي تسببت في انسداد جديد لا يمكن أن يسبب التورم بعد.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MR) هو طريقة تصوير يمكن استخدامها بأمان عند النساء الحوامل. . باستخدام هذه الطريقة، يمكن رؤية التغيرات في الكلى والقنوات البولية بوضوح. المشكلة في التصوير بالرنين المغناطيسي هي أن الحجر نفسه لا يعطي صورة واضحة على التصوير بالرنين المغناطيسي. ولذلك فرغم أن التصوير بالرنين المغناطيسي يمكن أن يظهر بوضوح وجود انسداد في القناة البولية، إلا أنه لا يمكن أن يعطي معلومات واضحة عن سبب التضيق.
كيفية علاج حصوات الكلى في الحمل؟
ينبغي التخطيط لعلاج شخصي لكل مريض. في تشخيص الحصوات، تحدد الحالة العامة للمريضة ومدة الحمل وحجم الحصوة وموقعها الخطوط العامة للعلاج. لهذا السبب، يتم متابعة جميع النساء الحوامل اللاتي يمكن السيطرة على آلامهن وغثيانهن عن طريق الأدوية عن طريق الفم، ولا يتطور تورم الكلى لديهن إلى مستوى حرج.
في المرضى الذين تتدهور حالتهم العامة والذين لا يمكن السيطرة على آلامهم وغثيانهم بالأدوية عن طريق الفم، يجب البحث عن طرق علاج إضافية. الغرض الرئيسي من العلاج هو استعادة تدفق البول دون الإضرار بالأم الحامل وجنينها في رحمها، وللسيطرة على الألم والغثيان. في هذا الإجراء، يتم إدخال قسطرة وأنبوب مطاطي في القناة المسدودة بالحصوات الواقعة بين الكلية والمثانة البولية، مروراً بالحصوة. ويبقى هذا الأنبوب المطاطي داخل المريضة أثناء الحمل والعديد ويضمن تأجيل المشاكل التي تعاني منها النساء الحوامل حتى العلاج النهائي بعد الحمل.
عند بعض النساء الحوامل، لا يكون هذا الأنبوب كافيًا لتخفيف آلام الحصوات، ويسبب حساسية وألمًا في المثانة البولية، ويقلل بشكل كبير من نوعية حياة المرأة الحامل مع الحاجة للذهاب إلى المرحاض بشكل متكرر. ESWL، وهي طريقة لتفتيت الحصوات بالموجات الصوتية الخارجية، غير ملائمة للاستخدام عند النساء الحوامل. بأجهزة خاصة تسمى منظار الحالب، وهو مزود بضوء وكاميرا في طرفه، يتم إدخاله من خلال فتحة البول ويمر عبر القناة البولية تحت رؤية مباشرة، وعند ملامسة الحصوة يتم تفتيتها بالليزر. الأجهزة المستخدمة بشكل عام لهذه الأجهزة، والتي تسمى مناظير الحالب، هي نماذج معدنية صلبة تسمح بالانحناء بمقدار 5-7 درجات فقط.
ومع ذلك، عندما يكون الرحم أكبر من حجم معين، خاصة في الأسابيع المتقدمة من الحمل، يصبح العلاج بهذه النماذج غير المنحنية صعبًا. لقد برزت في المقدمة لتقديم العلاج باستخدام مناظير الحالب القابلة للانحناء من الجيل التالي والتي تسمى المرنة أثناء الحمل. وبهذه الأجهزة التي تتحرك بسهولة في القناة البولية تحت ضغط رحم الأم مع قابليتها للثني، يتحرر المريض من الحصوات بنسبة نجاح تتراوح بين 70 إلى 100%. ومن المتوقع أن تكون هذه الطريقة، التي توفر راحة عالية للمرضى، هي المعيار الذهبي في علاج الحصوات لدى النساء الحوامل.
قراءة: 3