الغيرة هي شعور عالمي يمكن رؤيته في كل فترة من فترات الحياة ويمكن أن يشعر به كل شخص من وقت لآخر. الغيرة التي تحدث في مرحلة الطفولة قد يكون لها أسباب مختلفة، وقد يتفاعل كل طفل بشكل مختلف بسبب هذه العاطفة. عندما يتعلق الأمر بمولود جديد؛ قد يشعر طفلك، الذي كان قرة عين عائلته حتى تلك اللحظة والذي اعتاد أن يحظى بكل الاهتمام بنفسه، بأنه مهجور ومهجور وانعدام الأمان والغيرة. عبارات الوالدين مثل "كن هادئًا، سوف توقظ الطفل"، "لا يمكننا الذهاب إلى الحديقة، لأن الطفل نائم"، "لا أستطيع الاعتناء بك الآن، لأنني" "تغيير حفاضة أخيك"، والذي يستخدم الأخ الأكبر كذريعة لكل عقبة، يمكن أن يلعب أيضًا دورًا في تعزيز الغيرة. قد يشعر الأطفال الصغار أيضًا بالغيرة من كبارهم لأنهم يرون أن إخوتهم الأكبر سنًا يمكنهم بسهولة فعل ما لا يستطيعون فعله، بينما لا يستطيعون الوقوف أو المشي. وهذا الوضع قد يسبب مشاعر الغيرة لدى الطفل. يعد الطلاق والزواج مرة أخرى أيضًا من المواقف التي يمكن أن تزيد من الغيرة.
يمكن رؤية العديد من الأعراض المختلفة لدى الأطفال الذين يشعرون بالغيرة:
- التراجع في السلوكيات مثل كلام الطفل، مص الإبهام، التبول اللاإرادي،
- اضطراب في أنماط النوم، الرغبة في النوم مع الوالدين،
- زيادة المخاوف،
- عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة حتى لا مغادرة المنزل عند الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة،
- شكاوى جسدية مثل آلام البطن والصداع،
- الغضب الشديد، وصعوبة التهدئة، وضرب البيئة، والأهل، والأشقاء أو الأشياء،
- الصمت أو الانطواء، وهذه هي الأعراض التي يمكن ملاحظتها عند الأطفال الذين يشعرون بالغيرة.
للتعامل مع غيرة الأشقاء؛ من المهم إعداد الطفل بشكل مناسب لوصول الأخ وإظهار السلوك المناسب أثناء العملية. ولهذا الغرض، قم بإبلاغ طفلك بقدوم أخيه بما يتناسب مع عمره ومستوى نموه، ويمكنك اختيار هدية ميلاد للمولود الجديد معًا والتأكد من أن الطفل يأتي مع هدية لأخيه. مع قدوم المولود الجديد، لا تقومي بأية تغييرات في حياة طفلك قدر الإمكان. مثلاً إدخال الأخ إلى المدرسة بعد ولادته مباشرة، وفصل غرفته، ونحو ذلك. يمكن أن تؤدي المواقف إلى تفاقم غيرة الأخوة. إذا وصل طفلك إذا كانت هناك تغييرات مطلقة تحتاجين إلى إجرائها مع طفلك، فأكملي هذه التغييرات قبل 4-5 أشهر من الولادة. إن وجود مساعدة مع الأم أثناء الولادة سيمنع طفلك من عدم المبالاة عندما تعتني الأم بالطفل. عندما ينام الطفل، تقضي الأم وقتًا مع الأخ الأكبر، وتحتضنه بين ذراعيها، وتعبر له عن مدى حبها له لفظيًا وسلوكيًا، مما سيساعد طفلك على التغلب على شعور الغيرة. من المهم جدًا عدم إلقاء نكات تثير الغيرة وإتاحة الفرصة لطفلك لمساعدة أخيه.
من المهم مقابلة شعور الطفل بالغيرة بالتعاطف، فأنت بحاجة إلى إظهار التفهم من خلال تضع نفسك في حذائه. لا ينبغي معاقبة الأطفال بسبب شعورهم بالغيرة. يمكن التخطيط لأحداث زمنية خاصة لتزويد طفلك بفرصة التعبير عن مشاعره. لا ينبغي للمرء أن يدين سلوك الغيرة أو يخجل منه. لا ينبغي إجراء مقارنات بين الأطفال. ومن المناسب أن لا يتدخل كبار الأسرة في الخلافات بين الأشقاء إلا إذا كانت شديدة، وأن يمنحوا الأشقاء الفرصة لحل مشاكلهم بأنفسهم. إذا كان من الضروري التدخل في خلافات الأشقاء، فمن المهم التركيز على إيجاد حل معًا، وليس على من هو على حق.
تذكر أن الغيرة أمر طبيعي، والمهم هو شدتها. إذا كنت تعتقد أنك اتخذت الاحتياطات الكافية ودعمت طفلك، لكن مشاكلك مستمرة أو لاحظت أعراض الغيرة المذكورة أعلاه بشدة، فمن المناسب طلب الدعم من طبيب نفسي للأطفال.
قراءة: 0