الغيرة هي عدم القدرة على تحمل مشاركة شخص عزيز أو شيء محبوب مع شخص آخر. من الطبيعي أن تشعر بالغيرة أينما وجد الحب. وعندما يتحول شعور الغيرة هذا إلى شغف قارس أي حسد فإن الحب يختفي. نرى العديد من الأزواج يؤذون بعضهم البعض من حولنا أو على صفحات الصحف. والزوج الذي لا يخرج زوجته من البيت أصبح أسيراً لشعور الغيرة هذا. ولتفسير سبب كون الشخص البالغ أسيراً لهذه العاطفة (الغيرة المرضية)، لا بد من النظر إلى الشعور بعدم الأمان في مرحلة الطفولة.
إذا نظرنا إلى غيرة الأخوة، فإنها ستكون غير طبيعية بالنسبة للطفل. ألا يغار من أمه، أغلى ما لديه، من شخص غريب. الأم تحمل طفلاً آخر بين ذراعيها. مع ولادة شقيق، يبدأ الطفل في تجربة قلق الانفصال عن الأم. إن الشعور الذي يشعر به طفلك عندما يرى أخيه وأمه معًا لا يختلف عن الشعور الذي تشعر به عندما ترى شخصًا آخر بجوار زوجك.
ماذا يشعر الطفل في عالمه الداخلي عندما يكون يعلم أنه سيكون لديه أخ جديد؟
عدم حمل الأم لطفلها بين ذراعيها بسبب حملها. عدم وجود اتصال ملموس والقلق يمكن أن يجعل الطفل يشعر بأنه غير محبوب. كما أن محاولات الأم لاختبار حدودها تؤدي إلى "أتساءل عما إذا كانوا لم يعودوا يحبونني؟" وهذا يعني أنها بدأت كمحاولة للعثور على إجابة للسؤال. يبدأ الطفل بالتجول حول الأم وطرح المزيد من الأسئلة عليها. لحظة رؤية أخيه بين حضن أمه وما يسمعه عند قدوم الزوار إلى المنزل يكشف قسوة الكبار وعن ذلك الطفل الشرير الأخرق. هذا الشيء الصغير الذي نجح في جذب كل الاهتمام دون القيام بأي شيء أدى إلى دفعه إلى الخلفية. قد يصبح الطفل الذي يشعر بهذه الطريقة سريع الانفعال، سريع الانفعال، ويعاني من نوبات بكاء. وقد يلاحظ سلوكيات رجعية مثل استخدام زجاجة الطفل وتبول السرير.
قد يظهر بعض الأطفال اهتماماً زائداً بإخوتهم. الوالد: "لقد اعتاد ابني/أختي على أخيه بسرعة." يمكن القول. وعندما نلاحظ ذلك بعناية، يمكننا أن نرى أن حب الطفل والإفراط فيه أبعد ما يكون عن الصدق. فبينما يداعب الطفل خد أخيه، فإنه قد يحاول في الواقع إيذائه. الطفل يغار من أخيه الأم التي تعلم أن الغيرة الأخوية أمر طبيعي جداً، تستقبل الرسالة التي يرسلها لها الطفل بشكل صحيح، وتظهر للطفل أنها لم تفقد حبها، وتساعد الطفل على الهدوء مع مرور الوقت واكتساب القدرة على التعامل مع هذا الشعور. خلال هذه العملية، سوف تتقلب المشاعر تجاه الأخ. فبينما قد يحبه أحياناً، فإنه قد يكرهه أحياناً أخرى.
لا ينبغي أن يشعر الطفل بأنه يجب أن يحب أخيه، ولا ينبغي لومه عندما يعبر عن مشاعره السلبية تجاه أخيه. أخ أو أخت. عبارات مثل "أخيك عار، ألا يمكن أن يكون محبوبا، يا أخي، حذائك على السطح الآن" تعزز غضب الطفل تجاه أخيه. بدلًا من ذلك، "أنت على حق في أن تغضب منه، وأحيانًا أغضب أيضًا". مثل هذه التعبيرات سوف تفاجئه وتريحه. ويعني أن الأم تفهمه.
عبارات مثل "لا تلمس أخاك ستؤذيه" تزيد من حدة غضبه تجاه أخيه. وبالطبع لن نسمح له بضرب شقيقه، ولكن يجب أن نفعل ذلك من خلال اتخاذ موقف مختصر وواضح ودقيق، وليس في شكل حماية الأخ بشكل مستمر والتدخل في نفسه أو رفض الطفل.
ومن وقت لآخر، يكون للوالد أيضًا نصيب في هذه الغيرة بين الإخوة. . على سبيل المثال، الأم التي تتعاطف أكثر مع طفل يشبهها جسديًا أو مزاجيًا قد تنخرط في سلوكيات تسلط الضوء على الأخ الذي تتعاطف معه، حتى لو لم يكن لفظيًا، على المستوى السلوكي.
في بعض الأحيان، قد لا يتمكن شقيقان من مشاركة لعبة ويتجادلان. يمكن للوالدين البدء في فحص من هو على حق ومن هو على خطأ. ومع ذلك، لا يتم منح الأطفال الفرصة لحل مشاكلهم فيما بينهم واكتساب مهارات حل المشكلات. إن الموقف المحايد سيقلل من ردود أفعال الأشقاء تجاه بعضهم البعض من خلال حرمانهم من اللعبة التي لا يمكن تقاسمها من كلا الأخوين.
سيحدث المولود الجديد تغييراً في حياة جميع أفراد الأسرة، ولكن يجب علينا اجعل الأخت / الأخ الأكبر يختبر هذا التغيير على أدنى مستوى. لا ينبغي أن تكون ولادة الأخ هي الوقت المناسب للفصل بين سريري الأم والطفل، اللذين ينامان معًا حتى يصبحا أشقاء.
ربما كان الطفل يريد أن يكون له أخ كثيرًا، لكنه يعتقد ذلك وقد يندم بعد الولادة، فيقول "لقد فعلناها من أجلك". بمعنى آخر، لا ينبغي أن نسمح للطفل بتحميل نفسه مسؤولية هذا الوضع الذي لا يسعد به.
ولا ننسى أنه من الطبيعي أن يشعر طفلك بالغيرة تجاه أخيه حديث الولادة، ولكن ويجب أن تمنع مواقفنا هذه الغيرة من التحول إلى عاطفة.
قراءة: 0