يعاني بعض الأشخاص من حالة قلق دائمة عندما يكونون بالقرب من أشخاص آخرين. وبمرور الوقت، يصبح هذا الشعور جزءًا منهم. وعلى الرغم من أن الإعجابات أو الكلمات الإيجابية الموجهة إليهم في المجتمع توفر لهم الراحة في وقت قصير، إلا أن قلقهم يستمر على المدى الطويل. تجارب الطفولة التي يمر بها الناس فعالة للغاية في تكوين هذه المشاعر. ومن الجدير بالملاحظة وجود مواقف أبوية مقيدة ومفرطة في الحماية ورفضية وغير متسقة وعقابية في طفولة الأفراد. عندما لا يحظى الطفل بالاحترام والحب من والديه، يبدأ الطفل مع مرور الوقت في الشعور بالوحدة، وقد يؤدي ذلك إلى خوفه من الناس أو أن يصبح بعيدًا تمامًا عن الناس في مراحل لاحقة. وحتى لو حصل على الحب الذي لم يستطع أن يتلقاه في طفولته من الأشخاص المحيطين به في المستقبل، فقد يعتقد أنه لا يستحق ذلك. وعندما يبدأ الناس بملاحظة هذه المواقف في أنفسهم، فإنهم يسعون للتخلص من مشاعر الخوف والذنب هذه. يشعرون أن عليهم أن يحبوا من حولهم. السبب وراء شعورهم بهذه الطريقة هو أنه على الرغم من أنهم لم يتلقوا الحب من والديهم عندما كانوا أطفالا، إلا أن فكرة "يجب أن أحبهم" لا تزال تؤثر. حتى عندما يحاول أن يحب أحداً من حوله، قد يخاف منهم، لكنه يحاول إخفاء هذا الموقف عنه من خلال تطوير نوع من آلية الدفاع عن نفسه لأنه يعتقد أنه سيتضرر. في الحياة، قد يخاف الإنسان من شخص ما، لكن النقطة هنا هي أنه يشعر بنفس المشاعر تجاه أشخاص لا يعرفهم.
يمر الجميع بفترات مضطربة وإشكالية في طفولتهم. يعاني الأطفال من مشاعر سلبية وكذلك مشاعر إيجابية. المهم هو قبول وجود هذه المشاعر السلبية وعدم التستر عليها أو التظاهر بأنها لم تحدث أبدًا. نحن بحاجة إلى تطوير قدرتنا على حب الناس والتعامل مع مشاكلنا. إن قبول عدم حدوث أشياء سلبية في حياتنا أو التصرف كما لو كنا سعداء دائمًا وليس لدينا أي مخاوف أو قلق في الحياة لا يجعلنا ما نحن عليه.
قراءة: 0