الأسباب التي تبدأ الزواج والأسباب التي تؤدي إلى استمراره تختلف تماما عن بعضها البعض. على الرغم من أن الحب هو بداية الزواج، إلا أن الحب وحده لا يكفي أبدًا لمواصلة هذه المؤسسة. ويبدو أن الشيء نفسه ينطبق على زواج المصلحة. هناك نقطة واحدة مهمة لاستمرار الزواج واستمرار التكامل الأسري في فترة العزلة الاجتماعية التي نعيشها حاليا، وهي المسؤولية.
العيش مع أبوين تحملا مسؤوليات قبل الزواج قد يجعل الشخص لا يدرك المسؤوليات التي يجب أن يتحملها عند الزواج. مسؤوليات كثيرة تنتظر الزوجين بعد الزواج. حتى الزواج، ربما لم يكن للشخص دور كبير في العديد من الأمور مثل صيانة المنزل، والأعمال اليومية، وخطط الاستثمار للمستقبل.
بعد الزواج، يُترك الزوجان بمفردهما مع تحمل كافة المسؤوليات. على سبيل المثال، التسوق المنزلي، الذي كان دائمًا تحت سيطرة الوالدين حتى ذلك الحين، يصبح عبئًا ثقيلًا للغاية بعد الزواج. أو أن الشخص الذي تقع مسئوليته عن تغطية نفقات المنزل الشهرية على عاتق والديه قبل الزواج قد يرى أن ذلك عبئًا ثقيلًا جدًا بعد الزواج. الأطفال الذين ينشأون دون أن يتحملوا المسؤولية قد يواجهون مشاكل عندما يتزوجون، حيث أن إحساسهم بالمسؤولية لا يتشكل أبدًا تقريبًا. يحتاج الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل المسؤولية إلى اللجوء إلى عائلاتهم، ماديًا وروحيًا. لأنهم لا يجرؤون على تكوين أسرة جديدة بمفردهم.
الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل المسؤولية يحتاجون دائمًا إلى موافقة واستشارة شخص ما عند اتخاذ القرارات. بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، قد تكون السنوات الأولى من الزواج بداية الندم. ومن جهة أخرى، خلال هذه الفترة، قد يصبح الإنسان واعياً بذاته؛ إنه منفتح على التغيير ويمكنه اكتساب القدرة على إدارة الموقف.
لكن الحقيقة هي أن الأزواج الذين لا يستطيعون تحمل المسؤولية في الزواج لا يمكنهم إنجاح هذا الزواج. وفي الزواج، يجب على الزوجين أن يحددا أدوارهما ويحددا مسؤولياتهما. ومن أجل الحفاظ على سلامة عائلتنا، خاصة خلال فترة العزلة الاجتماعية التي نعيشها حاليًا، يجب تقاسم المسؤوليات المنزلية، ويجب على أفراد الأسرة القيام بمسؤولياتهم. إن إعطاء أفراد الأسرة المسؤوليات المناسبة لأعمارهم سيكون فرصة عظيمة للتجمع العائلي وقضاء وقت ممتع.
قراءة: 0