هل العلاج مخصص فقط للأشخاص الذين يعانون من الصدمة أو القلق أو الاكتئاب؟ وبحسب الدراسات فإن 20% من الناس يعتقدون أن لديهم مشكلة نفسية. وماذا عن الـ 80 بالمئة المتبقية؟ هل هم حقا بحاجة إلى أي دعم؟
ماذا عن أولئك الذين يبحثون عن معنى الحياة، أولئك الذين يريدون إيجاد طريقة لتحقيق أنفسهم، أولئك الذين يريدون استخدام إمكاناتهم الكاملة، أولئك الذين يقولون ماذا أريد في هذه الحياة، ماذا أفعل؟ أريد أن أفعل، ماذا أريد أن أكون، ما هو هدفي؟ ألا يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى آلية دعم أيضًا؟
على حد علم معظمنا فإن علم النفس يركز على الاضطرابات النفسية والأمراض وما ينقص الإنسان ويعمل على تصحيحها. ومع ذلك، ليس هذا هو الغرض الوحيد لعلم النفس. بالإضافة إلى تصحيح ما ينقص البشر، فإنه يهدف أيضًا إلى الكشف عن نقاط القوة الموجودة، واكتشاف إمكاناتهم الشخصية وتحقيق حياة أقوى وأكثر سعادة وإشباعًا من خلال تطويرها.
كثير من الأشخاص اليوم الذين لا يعانون فعليًا من أي اضطراب عقلي كبير تراودهم هذه الأفكار من وقت لآخر؛ من أنا، ما هو هدفي في الحياة، ماذا أحب، ماذا أحب أن أفعل، كيف يمكنني العثور على معنى الحياة، كيف يمكنني الحصول على المزيد من الرضا من الحياة؟ ربما تكون هذه الأسئلة مألوفة لديك، ربما تطرحها على نفسك من وقت لآخر، ولكن بعد ذلك في مجرى الحياة اليومية تمر بها وتغوص في عملك أو تقول: "لكن هل سأكتشف معنى الحياة"؟ وتمريرها. عند النقطة التي لا يمكنك فيها تجاوز هذه الأفكار، تبدأ في التفكير أنك لا تعيش الحياة التي تريدها، وتبدأ في عدم الاستمتاع بالحياة.
فلماذا يبدأ الناس بالتفكير في هذه الأمور في مرحلة ما؟
وفقًا لهرم ماسلو للاحتياجات؛ بالنسبة للأشخاص الذين يتم تلبية احتياجاتهم الأساسية، تبدأ قضايا أخرى في الظهور في الحياة. على سبيل المثال، الرغبة في اكتشاف إمكانات الفرد واستخدامها إلى الحد الأقصى للقيام بشيء ذي معنى في الحياة. هناك الكثير من الناس الذين يشعرون بهذه الحاجة بل ويشعرون بها كأزمة وجودية. وأغلبهم لم يكن لديهم أي صدمات ملموسة أو اضطرابات نفسية. يجدون صعوبة في فهم الحالة العقلية التي يعيشونها، ولكن في الوقت نفسه، يجدون الحياة بلا معنى، ولا يستمتعون بالأنشطة التي يقومون بها، وقد يعانون من ذلك مثل الاكتئاب. إذن، ما الذي يحتاجه هؤلاء الأشخاص؟
إنهم بحاجة إلى دليل ليطرحوا على أنفسهم الأسئلة الصحيحة في رحلتهم لاكتشاف الذات. "ماذا أريد أن أفعل في الحياة؟ ماذا أفعل لأكون سعيدًا وأستمتع حقًا بالحياة؟ إنهم يبحثون عن إجابة لسؤالهم.
إذا كنت تمر بموقف تتزايد فيه تساؤلاتك عن الحياة، فإن الأشياء التي كنت تستمتع بها لم تعد ترضيك، فأنت تبحث عن المزيد ولكنك لا تعرف ما هو الأمر، ربما تحتاج إلى دليل للاستكشاف من خلال طرح الأسئلة الصحيحة معًا.
قراءة: 0