قد تتكرر أمراضنا الماضية وقد نواجه نفس المرض مرة أخرى. حتى أخف الأمراض مثل نزلات البرد وهربس الشفاه يمكن أن تتكرر في الفترات التي تنخفض فيها مقاومة الجسم ويضعف جهاز المناعة لدينا.
إذا لم نتمكن من حماية أنفسنا ومنع الظروف اللازمة من إذا حدث ذلك، فمن المحتم أن يطرق المرض بابنا. لا مفر من أن يعاني مريض ضغط الدم الذي يستهلك الملح من نوبة ارتفاع ضغط الدم، ومريض السكري الذي لا يستطيع الابتعاد عن صينية البقلاوة سيقع في غيبوبة سكر، ومريض الجيوب الأنفية الذي يتجول بشعر مبلل سيعاني من الالتهاب مرة أخرى. يجب على الإنسان أن يعرف نفسه ومرضه، وألا يمهد الطريق أمام المرض.
العوامل الأربعة الأساسية التي تسبب تكرار المرض عند وجودها مجتمعة هي: العوامل الوراثية، العوامل البيئية ، العوامل البيولوجية، الخصائص الشخصية (بنية الشخصية).، العادات الخ.). لا يمكن تغيير العوامل الوراثية في عصرنا هذا (وهذا القول قد يتغير مع التقدم الطبي في علم الوراثة)، ومن الصعب جداً تغيير العوامل البيئية (أي من سلبيات العالم الخارجي يمكن أن يغيرها الإنسان؟ لا يكفي ). لقد تطورت بروتوكولات العلاج الدوائي المحددة للعوامل البيولوجية بشكل كبير في عصرنا. لا يوجد دواء يمكنه تغيير السمات الشخصية، يجب على الإنسان أن يقوم بالترتيبات في حياته وأسلوبه وعاداته. فإذا بقي كما كان قبل مرضه وقال "لن أتغير، سأعيش كما كنت في الماضي"، فهو يدعو إلى انتكاسة المرض. يجب على الشخص الذي يصاب بأزمة قلبية أن يقلع عن التدخين، فهو صديق السوء لمدة 30 عاما، وإذا استمر في التدخين، فإنه يجب أن يتعرض لخطر الإصابة بنوبة قلبية ثانية. الشخص الذي يعتقد أنه "يجب أن أتمكن من رفع الأثقال مرة أخرى" ويتصرف دون حماية نفسه، لا ينبغي أن يتفاجأ إذا تكرر الانزلاق الغضروفي لديه.
الأمراض النفسية لا تختلف عن غيرها اضطرابات. على سبيل المثال، قد يصاب المريض الذي تغلب على فترة من الاكتئاب بالمرض مرة أخرى إذا احتفظ بحالة ما قبل المرض ولم يتمكن من إجراء التغييرات اللازمة في نفسه (تتم معالجة هذه المشكلات في عمليات العلاج النفسي). "ماذا لو مرضت مرة أخرى!" بدلًا من العيش مع القلق، نستغل المرض كفرصة لمواجهة السلبيات الموجودة في أنفسنا (أخطاء المواقف، والسمات الشخصية الجامدة، ومخططات التفكير السلبية، وما إلى ذلك) وإحداث تغيير. وسيكون اتباع نهج أكثر صحة.
قراءة: 0