الشعور بالانتماء في المدرسة

إن الشعور بالانتماء إلى المدرسة هو الشعور الشخصي للطالب الفردي فيما يتعلق بمدى قبوله واحترامه وإدماجه ودعمه من قبل أفراد آخرين في المدرسة. يشير الشعور بالانتماء إلى مستوى اندماج الطلاب (أو تماسكهم) مع أصدقائهم ومعلميهم في المدرسة. تشير الدراسات إلى أن الاستمرارية في الشعور بالانتماء يمكن تحقيقها في بيئة مدرسية محفزة للانسجام الاجتماعي والنفسي والأكاديمي.

ورغم أن الشعور بالانتماء إلى المدرسة مهم لدى جميع الفئات العمرية، إلا أنه مهم بشكل خاص خلال فترة المراهقة له أهمية كبيرة. لأنه، كما يشير هام وفيركلوث، عندما يشعر الأفراد بأنهم ينتمون إلى مجتمع ما، فإنهم يشعرون بأهميتهم ويمكنهم الثقة بأعضاء المجتمع الآخرين. إن هذا الشعور بالثقة، الذي يتغذى على الشعور بالانتماء، له أهمية خاصة في مرحلة المراهقة، سواء في الحياة الاجتماعية اليومية أو في الحياة المدرسية. يمكن أن يكون الشعور بالانتماء عاملاً عازلاً ووقائيًا ضد حدوث عواقب نفسية اجتماعية سلبية مثل الاكتئاب وسلوك الطلاب المحفوف بالمخاطر. على سبيل المثال؛ وقد تبين أن الاكتئاب والرفض الاجتماعي والمشكلات المدرسية تنخفض وترتفع نسبة التفاؤل في المدارس التي يسود فيها الشعور بالانتماء. بالإضافة إلى ذلك، عندما يحظى المراهقون برعاية أشخاص آخرين في مدرستهم ويشعرون بأنهم جزء من المدرسة، فإنهم يكونون أقل عرضة للسلوكيات غير المرغوب فيها مثل تعاطي المخدرات واللجوء إلى العنف. عدم الشعور بالانتماء؛ يمكن أن يؤدي إلى مشاعر العزلة الاجتماعية والعزلة والشعور بالوحدة. ومن ناحية أخرى كشفت العديد من الدراسات أن هناك علاقات إيجابية بين الشعور بالانتماء المدرسي والدافعية والنجاح الأكاديمي والكفاءة الذاتية. في المدرسة، يريد الطلاب أن يكونوا مقبولين ومحبوبين ومحترمين من قبل أقرانهم. الطالب الذي لا يحظى بالحب والقبول من قبل أصدقائه سيشعر بالتعاسة والوحدة. وذكر يافوزر أن رفض الطفل أو السخرية منه من قبل أقرانه يمكن أن يسبب ضربة قوية لاحترام الطفل لذاته وشعوره بالثقة. ووجد باورز في دراسته أن الأطفال الذين يرفضهم أقرانهم يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية، مثل التسرب من المدرسة، وإدمان الكحول، والبطالة الناقصة، والزواج الفاشل. كما تم تحديد أنهم في خطر كبير. وفقًا لليونارد، فإن الطلاب الذين لا يستطيعون تطوير العلاقات مع الأقران يكونون عرضة للتورط في انحراف الأحداث، ويعيشون حياة غير صحية وغير سعيدة في مرحلة البلوغ، ويعانون من مشاكل عاطفية، ويحاولون الانتحار. ومع ذلك، فإن الطلاب الذين يعاملون باحترام من قبل الآخرين يكونون أكثر سعادة في المدرسة، وأكثر رضا عن تجاربهم، ويعملون بجد أكبر لتحقيق أهدافهم.

يعد الشعور بالارتباط والانتماء والقبول أحد الشعور بالارتباط والانتماء والقبول معظم الاحتياجات الأساسية، وخاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة. تساهم التفاعلات الإيجابية بين المعلمين والأقران في تعزيز شعور الطلاب بالانتماء إلى المدرسة. على سبيل المثال؛ في دراستهم، وجد بيردو ومانزيسكي وإيستل أن جودة العلاقات مع الأقران، والدعم الذي يتم تلقيه من الأصدقاء، والسلوك العدواني تجاه الأصدقاء كانت مرتبطة بالالتزام المدرسي. ونتيجة لأبحاثهم، وجد أوزدمير وسيزجين وشيرين وكاريب وإركان (2010) أن شعور الطلاب بالانتماء والارتباط بالمدرسة زاد من ثقتهم في المدرسة والتفاعل الإيجابي مع أقرانهم. الطلاب الذين يقضون جزءًا كبيرًا من وقتهم في المدرسة يطورون شعورًا بالانتماء إلى المدرسة والتزامهم تجاه بعضهم البعض، مما يجعلهم يشعرون بمزيد من السعادة والسلام والأمان في المدرسة. كما أن لهذه المتغيرات دوراً مهماً جداً في التطور الأكاديمي والاجتماعي والنفسي للطلاب.

وبناء على هذه المعلومات يمكن القول أنه يجب اتخاذ إجراءات في المدارس لتحسين شعور الطلاب بالقدرة على التعلم. تابعة للمدرسة. وفي هذا الصدد، يمكن تحسين المدارس من حيث البنية المادية والتجهيزات. بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة عدد ونوعية الفعاليات الاجتماعية والثقافية التي يتم تنظيمها في المدارس يمكن أن تساهم في شعور الطلاب بالانتماء إلى مدارسهم. بالإضافة إلى ذلك، وبالتعاون مع الخدمات الإرشادية في المدارس، يمكن إجراء دراسات للتعرف على الطلاب الذين لديهم مشاكل في التواصل مع معلميهم وأصدقائهم وحل المشكلات. وبالتالي يمكن زيادة ولاء هؤلاء الطلاب لمعلميهم وأصدقائهم.

 

قراءة: 0

yodax