الأحداث المفاجئة والصادمة تؤثر على الأطفال كما تؤثر على البالغين. في حين أن البالغين يمكنهم التعبير شفهيًا عما مروا به، فإن الأطفال يفكرون أكثر في سلوكهم. ويمكن ملاحظة حالات مثل النشاط الزائد، والتشبث بالوالدين، ومخاوف الليل، والقلق، والانطواء.
في مثل هذه الحالات يتساءل الوالدان: "كيف يمكنني مساعدة طفلي؟"
عندما يحدث شيء غير متوقع وصادم؛ أولاً، من المهم أن تكون على دراية بمشاعرك الخاصة بالخوف والضعف. والخطوة التالية هي التواصل مع جسمك. كيف يتفاعل جسمك، هل هناك مكان تشعر فيه بعدم الراحة، ما هو تنفسك، مسح جسمك من الرأس إلى أخمص القدمين والضغط بقوة على الأرض سيوفر وعيًا لجسمك. ستسمح لك هاتان الخطوتان بالشعور بالقوة والحضور الكامل لطفلك.
تؤدي المشاعر الشديدة التي تمر بها بعد الأحداث المؤلمة إلى توقف الوظائف المعرفية. ولهذا السبب فإن قول "لا تخف، اهدأ، لقد انتهى الأمر" لطفل خائف لن يجدي نفعاً. لذلك، أولا وقبل كل شيء، ينبغي اتخاذ نهج لتحقيق الاستقرار في الحالة العاطفية للطفل. يمكننا القيام بذلك من خلال العناق الأكثر راحة للأطفال الصغار (إذا كان طفلاً حاسة اللمس). ويمكن القيام بتمارين التنفس للأطفال الأكبر سناً بقليل.
بعد تثبيت مشاعره، استمعي إلى مخاوف طفلك وأظهري أنك تفهمينه وتأخذينه على محمل الجد. عند الحديث عن الخوف، من المهم تطبيع الخوف. ولهذا فإن إخبار الطفل أنك كنت تخاف في السابق من الأشياء التي يخاف منها الآن سيجعل الطفل يشعر أن شعوره طبيعي. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإشارة إلى أن "المخاوف" تخشى التحدث عنها، فاللعب والضحك على أنفسهم يساعد الطفل على تجسيد خوفه وتطبيعه.
يشعر الأطفال أنهم فقدوا إحساسهم بالسيطرة، خاصة في حالات الأزمات. وهذا يسبب لهم الخوف والقلق. ويستعيدون إحساسهم المفقود بالسيطرة عندما يتم إعطاؤهم معلومات واضحة وموجزة وبسيطة حول الموضوع. بالإضافة إلى جعل الطفل يرسم صورة لخوفه ويجعله يتحدث مع خوفه (بخلق حوار – يقوم بدور البديل عن الطفل فيستبدل الطفل خوفه ويستاء من خوفه). من خلال طرح أسئلة مثل <الخوف، لماذا أنت معي، ماذا تريد أن تذهب مني، ما الذي تخاف منه> فهو يتيح للطفل أن يشعر بالسيطرة على خوفه. كما أن جعل الصورة المرسومة مضحكة سيكون فعالاً لأنه إذا كان الطفل يضحك يكون قد بدأ بالتخلص من تأثير الخوف.
ويمكن ممارسة الألعاب التي تمكن الطفل من استخدام جسده. (الالتقاط، الارتفاع عن الأرض، تقليد بعضنا البعض، وما إلى ذلك). يتم تفريغ المشاعر الشديدة المحاصرة في الجسم بالحركة ويسترخي الجسم. لزيادة السرعة وخفة الحركة، يجب إشراك الجسم وتشجيعه بقول "برافو، أنت قوي جدًا، هيا أسرع الآن".
من المهم أيضًا أن يستخدم الطفل الشيء الذي يخافه في ألعابه. لأن الطفل ينعش نفسه من خلال هذا الشيء ويحكي مخاوفه. "ماذا لو بقيت تحت المبنى أيضًا؟" يعكس خوفه في اللعبة. وعندما ينقذها، فهو في الواقع ينقذ نفسه. وهذا يسمح للطفل بالتعافي واكتساب الشجاعة في اللعبة. لذلك يجب على الطفل ملاحظة الألعاب وإدراجه فيها بموافقته وتشجيعه على استخدام كائن الخوف في اللعبة.
الروتين أيضًا مهم جدًا ليشعر الطفل بالأمان. يمكن أيضًا أن تتعطل الإجراءات الروتينية بعد الأحداث والأزمات المؤلمة. على سبيل المثال، بعد الزلزال، قد يرغب الطفل في النوم مع والديه. قد يكون هذا مسموحًا به لفترة من الوقت، لكن من المهم العودة إلى الإجراءات الروتينية القديمة خطوة بخطوة.
كل هذه التفاعلات (الخوف، القلق، عدم القدرة على الانفصال عن الوالدين، الصمت أو فرط النشاط، إلخ) في الفترة الحادة هي ردود أفعال طبيعية. ومع ذلك، في حين أنه من المتوقع أن تنخفض ردود الفعل هذه وتختفي، فمن المهم الحصول على دعم الخبراء إذا استمرت في التأثير سلبًا على حياة الطفل اليومية.
قراءة: 0