يُنظر إلى الوالدين على أنهما أهم قدوة أثناء مرحلة الطفولة. المراهقة هي الفترة التي نبدأ فيها في رؤية آبائنا ليس كأبطال منقذين، ولكن كأشخاص عاديين لديهم أخطاء وحدود. وربما تكون رؤية والدينا بهذه الطريقة بمثابة باب لنا للانفصال عنهم والانفتاح على العالم الخارجي. يقول مارك توين مستلهمًا كتابًا قرأته: «عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، كان والدي شخصًا جاهلًا لدرجة أنني لم أستطع تحمل وجوده. ولكن عندما بلغت الحادية والعشرين من عمري، اندهشت من مقدار ما تعلمه رجلنا العجوز في سبع سنوات. دائمًا ما يكون شكل الابتعاد عن الوضع الحالي هو الطريقة الرئيسية لخلق تجربة ذاتية جديدة. البحث عن الجديد هو جزء من الابتعاد. إنها حالة طبيعية. وبما أن مرحلة المراهقة مليئة بالعديد من الأفكار الجديدة، فإن البحث عن الابتكار، واكتساب الخبرة بروح المغامرة مفيد لأنه يخلق سلوكيات وتصورات وأفكاراً ونوايا ومعتقدات. يجب أن أشير إلى أنه سيكون من المفيد لنا أن نبدأ في رؤية المراهقة كجزء مهم من حياتنا الشخصية، بدلاً من التفكير فيها كعملية نضج بسيطة من حيث نمو الدماغ، مثل التخلي عن الأفكار غير المجدية والانتقال إلى الحياة. نضج الكبار. المراهقة ليست مجرد عملية تحتاج إلى الخبرة، ولكنها أيضًا فترة يجب تقييم الحياة فيها بشكل جيد.
وفقًا للعديد من الآراء العلمية التي تتطور يومًا بعد يوم، فإن التغيير الذي يحدث في دماغ المراهق لا ينبغي أن يُعرف فقط باسم "الانتقال من مرحلة ما قبل النضج إلى مرحلة النضج"، بل أيضًا باسم التغيرات النمائية التي تحدث هي التأثير الحيوي الذي يتيح ظهور قدرات ومكاسب معينة جديدة (Sıegel.,J.2019).
أهم شيء في هذه الفترة هو التواصل الصحي. القاعدة النهائية هي تعزيز ودعم كل سلوك إيجابي، وعدم الإسهاب في السلوكيات السلبية، فوضع حدود واضحة يكون بمثابة جسر في تقوية العلاقة بين الوالدين والطفل، فمثلاً بدلاً من العودة إلى المنزل في وقت متأخر من المساء، اجلس في المنزل 6 مساءا. وهو تعبير أوضح. لماذا حصلت على درجات منخفضة؟ ما هو الموضوع الذي تحدىك في دورة "بدلا من..."؟ إنه نهج أكثر تفهمًا وغير اتهامي تجاه أطفالنا. هذه المواقف مهمة لأطفالنا. ماذا نعلمهم؟ إذا فعلنا ذلك، فسوف يختبرون انعكاس ما نقدمه لهم. إنها نوع من وظيفة المرآة. إذا لم تعجبنا الصورة التي تظهر في هذه المرآة، فيجب علينا أن نغير أنفسنا أولاً. الطفل الذي يأتي من المدرسة ويحكي لوالديه بالتفصيل ما حدث خلال النهار وكيف مر خلال اليوم قد يحبس نفسه بعد فترة في غرفته ليعزل نفسه. قد يرغب في البقاء في غرفته لساعات. قد تكون العائلات قلقة بشأن هذه المشكلة. ومع ذلك، قد تكون هذه بداية اتخاذ خطوة نحو التغيير. يمكنك البدء بمواكبة التغيير. وكما ذكرت من قبل، فإن هذا التغيير هو عملية تجلى ليس فقط جسديا وعاطفيا وسلوكيا، ولكن أيضا أكاديميا واجتماعيا. ويبدأ الفرد الآن بترك مرحلة الطفولة والبحث عن هوية جديدة.
إن الاتصالات التي تتم خلال هذه الفترة مهمة جداً، فإذا انتقدنا بشكل مستمر، وكرهنا أي شيء يفعله، وإذا لم نثق به، فإننا في مواجهة طفل يتمرد ويعارضنا باستمرار، يمكننا البقاء. إذا كانت هذه المواقف موجودة فمن المفيد أن ننتبه إلى ما نقوله لأنفسنا أولاً. إذا تعلمنا أن نكون آباء متسقين، فسيبدأ طفلنا في التصرف بشكل صحيح تجاهنا. أفضل طريقة للتواصل بشكل صحي هي استخدام لغة "أنا". لغتي هي دائما أكثر أهمية من لغتك. وسوف يساعدنا على التعبير عن المشاعر. تذكر ذلك؛ القلق معدي. يجب على الآباء أن يكونوا بناءين من أجل السيطرة على قلقهم. الاستماع إلى توقعات الأطفال حول الأهداف المستقبلية، فالاستماع إلى أفكار الفرد ومساعدتهم على تحديد مشاعرهم، بدلاً من فرض الأفكار التي يعتقد أنها صحيحة عليهم، يقوي التواصل المتبادل. يعد احترام المساحة الخاصة للفرد من النقاط المهمة من حيث النمو العاطفي الصحي والانفصال الصحي. من المهم للتواصل العاطفي قضاء الوقت في غرفة الفرد بدلاً من غرفة الوالدين، والنوم في سريره الخاص، وطلب الإذن حتى عند دخول الغرفة الخاصة به، وطلب آراء الفرد في القضايا التي تهم الفرد. وستكون هذه السلوكيات فعالة في زيادة ثقة الفرد بنفسه وحدود التعلم وترسيخ التواصل العاطفي.
يعد القبول غير المشروط والتواصل الإيجابي من أهم اللبنات الأساسية للعلاقة بين ولي الأمر والفرد. معك في كل الظروف ليس من الأفضل دائمًا أن تجعله يشعر وكأنك هناك، ولكن أن تجعله يشعر أن لديك ثقة فيما يمكنه فعله وإظهار أنك إلى جانبه سوف يرشدك أيضًا. يبدأ كل شيء باكتشاف طفلك والتعرف عليه. إن الفرد الذي يرى أنه محبوب ليس فقط عندما ينجح، ولكن أيضًا عندما يفشل أو لا تسير الأمور على ما يرام، سيزداد ثقته بنفسه وإيمانه بمسؤولياته. سيكون الفرد الذي يرى ذلك في طريقه ليصبح فردًا سعيدًا ومحبًا لذاته ولن يواجه مشاكل في إنشاء روابط عاطفية صحية في حياته البالغة. يجب علينا أن نتذكر أن التحدي الذي يواجهنا هو أن ننظر إلى إمكانات الطاقة التي يتمتع بها الدماغ الشاب وعقل المراهق النامي كأحد الأصول، وليس كعبء. إذا كان هناك وضع يحتاج إلى التغيير، فإن التغيير يجب أن يبدأ أولاً من الوالدين. يختبر أطفالك العمليات الطبيعية لنموهم. لا يوجد شيء أفضل من أن نبدأ بأنفسنا. وأود أن أختتم كلامي بمقولة جميلة من المهاتما غاندي: "يجب أن نكون التغيير الذي نريد رؤيته في العالم". إن تخصيص وقت داخلي لأنفسنا يمكن أن يكون وسيلة لنا للقيام بذلك. إن القدرة على عيش اللحظة سترشدنا إلى الاسترخاء وتقوية عقولنا.
قراءة: 0