الآثار النفسية لكونك أمًا جديدة وما بعد الولادة (اكتئاب ما بعد الولادة)

بعد الولادة، تتوقع الأم الاهتمام والحب والمودة، ولكن بشكل عام يركز الجميع على الطفل وهذا يزعج بشدة المرأة التي أنجبت للتو. الاهتمام بالطفل، وعدم سؤال الأم عن حالها، وعدم مساعدة الأم، والتعليقات المقدمة حول مظهرها تزعج بشدة الأمهات اللاتي أنجبن للتو.

عند الأمهات اللاتي أنجبن للتو، فإن الحالة التي تسمى "كآبة الأمومة"، والتي تستمر خلال الأيام العشرة الأولى بعد ولادة الطفل، هي حالة متوقعة تشعر فيها الأم بالحزن وتبدو حزينة، نتيجة التغير المفاجئ في الهرمونات. عدم القدرة على التعود على الطفل، والأرق، والقلق الشديد، والمزاج المتغير بشكل متكرر يمكن أن يضاف إلى هذه الحالة. في الواقع، يُشار إلى هذه العملية باسم "عملية التكيف"، وتختبرها الأمهات بعمق في الأيام العشرة الأولى أثناء عملية التعود على الطفل وكونها أمًا، وتتضاءل هذه الحالة مع مرور الوقت. لكن إذا لم تقل هذه الحالة بمرور الوقت واستمرت لأشهر، فإنها تعتبر اكتئاب ما بعد الولادة. أثناء عملية تربية الطفل، قد تسبب التغيرات البيولوجية والنفسية الاجتماعية اكتئاب ما بعد الولادة إذا كانت الأم لديها استعداد وراثي.

عندما ننظر إلى أعراض اكتئاب ما بعد الولادة بمزيد من التفصيل، يشعر الشخص باليأس، والذنب، وعدم الكفاءة، والشعور بالبكاء المستمر، وعدم الاهتمام بالطفل، والتردد في القيام بالمهام المتعلقة برعاية الطفل، صعوبات في التركيز والذاكرة، العزلة الاجتماعية، عدم رؤية أحد، ومن الشائع عدم الرغبة في ذلك. اكتئاب ما بعد الولادة شائع جدًا. ويعطى معدل تردد من 10-15%، ولكن هذا المعدل قد يختلف. هناك عوامل خطر تجعله شائعًا جدًا، على سبيل المثال؛ عدم الحصول على دعم زوجها، أو أن تصبح أمًا في سن مبكرة جدًا، أو اكتئاب الأم الحامل، أو قلقها، وما إلى ذلك من قبل. يمكن أخذ عوامل مثل الإصابة بنوع من المرض أو المعاناة منه بعين الاعتبار.

فكيف ينبغي دعم الأم المصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟ في حالة حدوث مثل هذه الحالة، فمن المستحسن أن تتلقى الأم الدعم النفسي أولاً. ومن بين الأشياء التي يمكن القيام بها لاحقًا، يأتي الدعم الزوجي في المقام الأول. الدعم المعنوي الذي يقدمه الزوج يريح الأم ويجعلها تشعر بالتحسن. بالإضافة إلى إعداد وجبات الطعام، ورعاية الطفل، والسماح للأم بقضاء بعض الوقت لنفسها، وتلبية احتياجات المنزل، إن تقديم الدعم الاجتماعي وقول الكلمات اللطيفة والإطراء سيجعل الأمهات يشعرن بالتحسن. تظهر الأبحاث أن النساء اللاتي يتلقين الدعم من أزواجهن وأمهاتهن والدائرة الاجتماعية أقل عرضة للمعاناة من اكتئاب ما بعد الولادة. لذلك، من الجيد للأم أن تحظى بالدعم من دائرتها المقربة، حتى لو حدث مثل هذا الموقف.

قراءة: 0

yodax