طفلي يكذب علي

من أهم المشاكل التي تقلق الوالدين وتطلب المساعدة هي؛ عادة الكذب. هذا في الواقع نوع من العلامات على أن شيئًا ما ليس على ما يرام في المنزل. في بعض الأحيان يكون السبب هو مقدمو الرعاية الأساسيون الذين يقضي الطفل معهم الوقت، بينما في بعض الأحيان قد يكون سببًا نفسيًا.

عادة الكذب شائعة لدى الأطفال الذين يعانون من الإهمال العاطفي. يحتاج كل طفل إلى أن يتم تقديره ورعايته وفهم مشاعره واكتساب المهارات اللازمة للتعلم والالتزام بالقواعد والتنشئة الاجتماعية. إذا تم تجاهل هذه الأمور باستمرار، فيمكننا أن نتحدث عن الإهمال العاطفي. ومن نماذج الإهمال أن يتعرض الطفل للإساءة لأنه ارتكب خطأ ما. 'أنا لا أحبك بعد الآن. دع والدك يحضر أمًا أخرى ويرى." إن معاملة الفرد بهذه الطريقة منذ طفولته تترك آثاراً على هويته. قد يواجه الأطفال المعرضون للإهمال العديد من المشاكل النفسية مثل الثقة بالنفس و/أو الثقة بالآخرين، وصعوبة اتخاذ القرارات والانضباط الذاتي، والشعور بعدم القيمة، ومشاكل الانتباه، والاكتئاب، ومشاكل القلق، والقابلية للجسدنة في سنواتهم اللاحقة. .

إذا كانت هناك جدران تبدو صلبة وغير قابلة للتخطي في العلاقة القائمة مع الطفل في الأسرة، فإن هذه الجدران تدفع الطفل إلى الكذب. يبدأون بأكاذيب صغيرة، ولسوء الحظ يصبحون أكثر كفاءة تدريجيًا. وبهذه الطريقة، يمنعون الصراعات العائلية ورفض رغباتهم الشخصية. كثير من الأطفال لا يحبون الكذب، ويقولون أيضًا أنه ليس لديهم خيار آخر. "حتى لو أخبرتهم بما يجب عليهم فعله، فلن يفهموا. لقد كذبت لأنني لم أرغب في أن ينزعجوا مني. لم أكن أريد أن تتدهور علاقتنا." بدءاً من مرحلة الطفولة المبكرة، عندما يتم أخذ السلوكيات بدلاً من الكلمات كمثال، يجب على الآباء بشكل خاص تجنب الكذب. إذا كان أحد حول الطفل يكذب، وكان يبدو أن الكذب مفيد له، إذا أفلت الطفل منه، فإن احتمال الكذب يزداد. ولذلك فإن الأسرة بحاجة إلى هذا السلوك. المكان الأول الذي يبحثون عنه عند البحث عن شخص ما هو في الواقع أنفسهم. يجب عليهم أولاً أن يطبقوا ما يريدون رؤيته في أطفالهم.

إذا لم يهمل الأهل أطفالهم ويتصرفون بحذر، إذا كان الطفل يكذب فقد يكون ذلك بسبب نقص الانتباه واضطراب فرط النشاط. يُلاحظ أن الأطفال المندفعين يتحدثون دون تفكير ويكذبون تافهة دون حساب العواقب. فمثلاً قد يتحدث الطفل عن عمته التي لا يحبها وكأنه ميت. فمثلاً عندما يقول: "خالتي ماتت الصيف الماضي"، فهو لا يدرك على الإطلاق عواقب الكذبة التي قالها في تلك اللحظة. ومن الضروري إعلام أفراد الأسرة عن طريق الحصول على مساعدة من أخصائي، ثم الحصول على الدعم المناسب لعمر الطفل ومساعدة الطفل.

موقف الأسرة له أهمية أساسية في التغلب على مشكلة الكذب. إذا كان أول رد فعل للوالدين عند ملاحظة الكذب هو الصراخ والصراخ على الطفل والقول له: اسكت لا تجيب، فاعلم أن هذا خطأ.

الخوف منهم ومنعهم من التعبير عن أنفسهم يمكن أن يجعل الوضع أكثر جمودًا. اذا كان صحيحا؛ سبب حاجة الطفل إلى الكذب هو أن الوالدين يثريان علاقتهما بطفلهما بعد فهم الأمر جيداً.

كيف أتعامل مع الأمر؟ من القسوة أن تتوقع من طفلك أن يكون مثاليًا وألا يرتكب أي أخطاء. دعهم يخطئون. أثناء وضع القواعد، اترك لهم فجوات للقيام بالحركات. اعلم أن القيود الصارمة تشجع على المزيد من الأكاذيب. بدلاً من العقاب الدائم وإلقاء الخطب الطويلة، اجعل من المبدأ إعطاء الإجابات المناسبة للموقف. يجب أن يفهموا سبب كذبهم، وأن يستمعوا عن كثب. أظهر لهم أنك تريد أن تثق بهم. أكد على أنهم يستحقون اهتمامك واهتمامك. أبقِ أذنيك وعينيك عليهما تمامًا عند التحدث. أبعد من ذلك، قم بالأنشطة المخططة لاكتشاف اهتماماتهم. أثناء قضاء الوقت معًا، حاول التعرف عليهم وإقامة روابط أعمق. ادعمهم لاكتساب الثقة بالنفس من خلال مراقبة مهاراتهم بعناية والتحدث عما يمكنهم القيام به، وليس ما إذا كانوا قادرين على ذلك . التأكد من أنهم يتحملون المسؤولية بما يتناسب مع أعمارهم وتطورهم. دعهم يتواصلون اجتماعيًا. اقترب من الطفل دون أن تنسى أنه طفل، وحاول تربيته صحيًا نفسيًا حتى تترك عادة الكذب مكانها للصدق والشفافية.

قراءة: 0

yodax