القلق عند الأطفال

أصبح القلق مشكلة شائعة بشكل متزايد في المجتمع؛ ومع ذلك، هناك مشاكل مثل "التأخر في الحصول على الدعم" أو "الارتباك مع الخوف" لاضطراب القلق. هناك خط واضح بين القلق والخوف. والفرق الأهم بينهما هو؛ الخوف هو استجابة عاطفية تحدث في مواجهة خطر محدد معترف به بوعي (ضغط أو خطر خارجي بشكل عام). على سبيل المثال، نعرف مصدر الخوف، كما في عبارة "أنا خائف من الكلاب". أما القلق فهو رد فعل عاطفي تجاه أخطار مجهولة وغير واضحة وغير موضوعية، وهو حالة داخلية طبيعية تتعرض فيها القيم الضرورية لوجود الفرد للتهديد.

يؤثر هذا الوضع تكيف الطفل ونموه النفسي والاجتماعي، وقد يحدث اضطراب القلق إذا كان شديد الشدة والمدة بحيث يضعف وظائفه. القلق الذي لا يضعف الأداء الوظيفي ليس من أعراض المرض. في الواقع، الشعور بالقلق إلى حد ما يمكن أن يزيد من وظائف الشخص. لأن القلق بمثابة إنذار في حالات الخطر، ويمكن الإنسان من اتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد الخطر الذي يشعر به. من الممكن القول أن مستوى معين من القلق مفيد ومفيد في المواقف التي يكون فيها الأداء متوقعًا.

كيف يحدث القلق عند الأطفال؟

سنوات الطفولة هي أسرع سنوات النمو في حياة الإنسان.. خلال هذه السنوات، يتم وضع أسس النمو الجسدي والعقلي والاجتماعي والعاطفي. يحاول الطفل التعرف على بيئته، وفهم العلاقات من حوله بطريقته الخاصة، واكتساب نظرة ثاقبة للأحداث، وتفسير الأحداث. وخلال عملية النمو هذه، يبدأ مستوى القلق لدى الطفل بالتشكل وفقاً للظروف البيئية التي يتواجد فيها.

يزداد الشعور بالقلق أو يقل حسب سلوك الأهل والمعلمين والأصدقاء. العوامل البيئية التي تزيد من التوتر، مثل التطور السريع للتكنولوجيا والاكتشافات العلمية والنمو السكاني والصعوبات الاقتصادية، تزيد أيضًا من القلق لدى الناس. يُفترض أن أي موقف يهدد سلامة الكائن الحي يشكل مصدر قلق. كما أن التهديدات بالأذى الجسدي، والتهديدات التي تهدد احترام الذات، والمواقف التي تتطلب أداءً أكثر مما يستطيع الفرد أن تسبب القلق.

لماذا يحدث القلق؟

كل ص قد تختلف أسباب القلق باختلاف الفئة العمرية وكل طفل؛ لكن بشكل عام يمكن سرد مصادر القلق حسب العمر على النحو التالي:

للعمر 0-1 سنة؛ غياب الوالدين، والبيئات الصاخبة، وعدم تلبية الاحتياجات الأساسية، والاعتماد المفرط على الأم، والفطام المفاجئ أو حرمان الأم من ثديها قد يسبب القلق.

لعمر 1-3 سنوات؛ مواجهة شخص غريب أو غياب مقدم الرعاية قد يسبب القلق.

للعمر من 3 إلى 6 سنوات؛ الظلام والحيوانات والمخلوقات الخيالية والتغيرات البيئية المفاجئة يمكن أن تسبب القلق. خلال هذه الفترة، قد يؤدي إخصاء الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 4 سنوات، وإدراك أن الأعضاء التناسلية للفتيات مختلفة عن الأولاد، ووصول أخ جديد إلى الأسرة إلى القلق.

للعمر من 6 إلى 7 سنوات؛ الغرباء، الضوضاء والأصوات العالية، الرعد، أبطال القصص الخيالية السيئون، الانفصال عن العائلة، البقاء وحيدًا في الليل، البدء والذهاب إلى المدرسة، عدم القدرة على تكوين صداقات وعدم الرغبة في الأصدقاء، وعدم النجاح يمكن أن يسبب القلق.

بالإضافة إلى ذلك، الرفض المفرط والمواقف المهينة التي يتعرض لها الطفل أثناء الطفولة، والمواقف الساخرة من البالغين الآخرين خلال فترة المراهقة، والسلوك المنفر من الوالدين المصاحب للعقاب، وإبقاء الطفل تحت الخضوع الجسدي أو النفسي. الضغط، وتقويض الطفل: ردود الفعل على البلل والألعاب الجنسية، والمواقف المفرطة في الحماية، والرغبات المتضاربة والتناقضات بين الوالدين، والصراعات المستمرة بين الوالدين في الأسر المطلقة حتى بعد الطلاق قد تسبب القلق لدى الطفل.

ما الذي يظهر عند الأطفال المصابين باضطراب القلق؟

تكون الأعراض النفسية لدى الأطفال المصابين باضطرابات القلق بشكل عام كما يلي: الأرق، الإثارة المفرطة، القلق، صعوبة تجميع الأفكار، الشعور بالركود العقلي، فقدان السيطرة، الخوف من الجنون أو الموت. .

على الرغم من أن الإبداع لدى العديد من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات القلق يكون أكثر تطورًا من الأطفال الآخرين، إلا أنهم لا يستطيعون وضع خطط إبداعية للتعامل مع القلق. وحتى لو كانوا قادرين على وضع خطط إبداعية، فإنهم يستسلمون بسرعة لأنهم لا يستطيعون التعامل مع مشاعرهم والعواقب إنهم يريدون رؤيتك على الفور. وحتى عندما يسيطرون على عواطفهم ويقللون من هذه المشاعر في المواقف التي يشعرون فيها بالقلق، فإنهم لا يشعرون بالنجاح.

الدراسة بشكل أقل، والشعور بالوحدة والتعاسة عند الحاجة إلى دعم الأصدقاء بسبب وجود عدد أقل من الأصدقاء، وتجنب الأنشطة الترفيهية (مثل الرياضة أو الموسيقى أو الرسم)، والشعور بقدر أقل في الفصل حتى لو كانوا دقيقين ومجتهدين حول واجباتهم المدرسية، وقد تبين أن بعضهم يحصل على درجات منخفضة في الامتحان بسبب قلقهم الذي لا يعبرون عنه إلا قليلاً في بعض الأحيان، وعلى الرغم من أن بعضهم يتغلب على مشكلة القلق لديه في الأعمار اللاحقة، إلا أن خطر الإصابة بمشاكل الاكتئاب والانتحار، ويتزايد تعاطي الكحول أو المخدرات في بعضها.

وتتلخص الأعراض الجسدية فيما يلي: زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، توتر العضلات، قشعريرة، توسع حدقة العين، شحوب أو احمرار الجلد، التعرق، الذهاب المتكرر إلى المرحاض، التهوع، التجشؤ، القيء، تورم في الحلق، الجوع في الهواء، الشعور بالدوار، التنميل والوخز، النوم إزعاج.

ما هي العلاجات والحلول؟

النقطة المهمة في علاج القلق هي مدى تأثيره على حياة الطفل. الدواء مناسب للأطفال الذين يعانون من الانسحاب الاجتماعي الشديد والذين ليسوا عرضة للعلاج النفسي. ومع ذلك، فإن النهج المفضل هو العلاج النفسي. النهج العام لعلاج اضطرابات القلق لدى الأطفال هو العلاجات السلوكية المعرفية المدعومة بنظرية وتقنية الديناميكية النفسية.

في العلاج المعرفي والسلوكي، يتم استخدام أساليب مثل المواجهة (التعرض)، وإدارة الاحتمالات (تغيير أحداث ما قبل القلق وما بعده مع التعزيز والإخماد والأساليب المماثلة)، وتقنيات الاسترخاء، والنمذجة ولعب الأدوار. . تعد العلاجات باللعب وتقنيات العلاج بالرسم مفيدة بشكل خاص للأطفال الذين تعرضوا لحدث صادم. يمكن اكتشاف الخوف والتفاهم بسهولة في موضوعات اللعبة. تساعد سيناريوهات اللعبة المختلفة، التي يكتبها ويلعبها الطفل، على تقليل القلق وتساعد المعالج على التعرف على المخاوف والتخيلات الأخرى المرتبطة بالحدث.

هل يمكن لاضطراب القلق أن يختفي من تلقاء نفسه؟

ولما كان تأثيره على الحياة منخفض الشدة ولكنه طويل الأمد، فإن الأسر عمومًا تعتبر هذه التجارب عادة أو مزاجًا ولا تبحث عن حل للقلق. ا عند الاطفال قد لا تكون أعراض القلق واضحة كما هي الحال عند البالغين. قد تكون بعض أعراض القلق التي تظهر على أطفالك مشابهة لتلك الموجودة لدى البالغين، لكنها غير محددة بوضوح. إذا لم يتم تشخيص أعراض القلق لدى الأطفال في الوقت المناسب ولم يتم البدء في عملية العلاج اللازمة، فقد تصبح الأعراض مزمنة وتتحول إلى مرض في وقت لاحق من حياتهم. لذلك، بدلاً من الانتظار حتى يختفي من تلقاء نفسه، سيكون من المفيد الحصول على الدعم من أخصائي في الوقت المناسب لمساعدة الطفل على اتخاذ مواقف وسلوكيات أكثر صحة في المستقبل.

كيف يجب أن يكون موقف الوالدين تجاه الطفل في هذه العملية؟

تبدأ واجبات الوالدين في التعامل مع قلق الطفل منذ مرحلة الطفولة. أول علامات القلق بعد الولادة هي عدم رغبة المولود الجديد السليم في الذهاب إلى أشخاص آخرين غير الأم ويعبر عن ذلك بالبكاء. ومن الطبيعي جداً أن يحدث هذا. تعتمد هذه المخاوف الأولية على الاحتياجات الجسدية مثل الجوع، والمص، والضيق، والاتصال الجسدي، والاحتضان.

تختلف عتبة التهيج ووقت الاسترخاء لدى كل طفل. إذا تمكنت الأم من التعامل مع هذا الأمر وتوفير الراحة لطفلها، سينخفض ​​مستوى القلق لدى الطفل أيضًا. من المهم جدًا أن تكون الأم حساسة ومفيدة في السنوات الأولى من حياة أطفالها. خلال هذه الفترة، يريد الطفل الدعم من الأم والاستقلال. هذا الصراع الداخلي الذي يعيشه الطفل يخلق القلق لدى الطفل.

عندما يحتاج الطفل لشيء ما فإنه يرسل إشارات للأم مثل البكاء. على سبيل المثال، يبكي الطفل عندما يكون جائعا. تأتي الأم وتطعمه. وعندما تقوم الأم التي تتلقى هذه الإشارة بمساعدة الطفل بحساسية، فإن ذلك يسهل على الطفل التعامل مع قلقه.

بمساعدة الأم، يطوّر الطفل علاقاته العاطفية ومفهومه الذاتي. وهذا يؤثر على حياته الاجتماعية بأكملها. وعندما تصل المساعدة الحساسة خلال فترة زمنية معقولة، فإنه يستوعب هذه العلاقة ويحملها في حياته الاجتماعية الخاصة. وبهذه الطريقة يرى الطفل نفسه شخصًا ذا قيمة ويستحق الرعاية الجيدة. يتعلم أن يثق بنفسه وبالآخرين. الطفل الذي تقبله أمه في السنوات الأولى من حياته ويتم تلبية احتياجاته يعتقد أن الآخرين سيقدرونه أيضًا. بو وهكذا يتعلم إقامة علاقة ثقة مع الناس. تتحسن ثقة الطفل بنفسه وتواصله اللفظي. وعلى العكس من ذلك يفقد الطفل الثقة في نفسه وفي الآخرين. يصبح طفلاً عدوانيًا وغاضبًا. وفي هذه الحالة فإن الشخص الذي يعتني بالطفل ليس هو الشخص الذي يحميه ويواسيه، بل هو الشخص الذي يسبب القلق.

يمكن أن تؤدي اضطرابات القلق إلى انخفاض إدراك الأطفال لذواتهم، فيصبحون انطوائيين ومستبعدين من دائرة أصدقائهم، كما ينخفض ​​نجاحهم الأكاديمي. الآباء الذين يواجهون مثل هذا الموقف أحيانًا لا يعرفون ما يجب عليهم فعله ويظهرون بعض المواقف الخاطئة. على سبيل المثال، تعريض الطفل للشيء أو الموقف الذي يخاف منه بطريقة أعزل، العقاب، التهديد، الإدانة، السخرية، إلخ. يتصرفون. بدلا من ذلك، راقب طفلك. لا تتوقعي منه أشياء لا يستطيع فعلها. وهذا الوضع يزيد من قلقه. ادعم طفلك عندما لا يستطيع القيام بذلك وشجعه على المحاولة مرة أخرى. امدحه عندما ينجح.

بالنسبة للأطفال الصغار، فإن فقدان والديهم وحبهم يمكن أن يسبب القلق لديهم؛ ولأن الأطفال في هذه الفترة لديهم قدرات معرفية محدودة، فإنهم يعممون ذلك نتيجة أي خلاف أو جدال ويعتقدون أنهم لن يحبوهم مرة أخرى.

عند تربية طفلك حاولي تربيته على حس الحب والثقة، وليس على الأفكار والمواقف والسلوكيات المثيرة للقلق. بدلاً من المواقف الأبوية التي من شأنها زيادة القلق، يجب إظهار مواقف متسامحة ومتسقة. تذكر أن القلق هو عاطفة تلتصق بجسد الطفل من خلال عيون الوالدين.

إن الشعور بالثقة التي يمنحها الآباء لأطفالهم والتكريم الذي يزيد من ثقة أطفالهم بأنفسهم سيساعد الخبراء في علاج اضطرابات القلق. كما أنه باعتبار أن قلق الطفل سيؤثر على أدائه في المدرسة، فإن التعاون بين الأسرة والمدرسة والأخصائي ضروري في العلاج.

قراءة: 0

yodax