الشعور بالذنب

التفكير في أحداث الماضي يزيد من الشعور بالذنب، والتفكير في المستقبل يزيد من الشعور بالقلق. الماضي، كما اتضح، هو "الماضي"؛ إذا كان قادمًا، فهو لم يأت بعد. اللحظة الوحيدة التي نعيشها هي اللحظة التي نتنفس فيها. دعونا نقدر هذه اللحظة!

ندرك أننا نفتقد جمال الحياة. نحن دائما في عجلة من امرنا والاندفاع. نحن لا ندرك حتى ما فقدناه أثناء محاولتنا الحصول على أشياء أفضل وأكثر جمالا.

لقد زادت البشرية من الشكوى بينما قلّت الامتنان. ماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم مع الآية: ""Le in Sugartum leezidennekum""؟ (لئن شكرتم عظمتي لأزيدنكم)

وبهذا القول يذكرنا الله تعالى مرة أخرى بأهمية الشكر. فبينما هناك تركيز على الجمال والخير في حياتنا اليومية، فبدلاً من التركيز على الجانب الفارغ من الكأس وتقديم الشكر، نشيد بالشكوى بلغتنا. ونتيجة لذلك أصبحنا مجتمعاً تعيساً وغير راضٍ عما لديه. وزادت تعاسة البشرية أكثر لأنها عقدت مقارنات مع الجيران والأصدقاء والأقارب، وليس مع الإمكانيات المتاحة لها، فبالامتناع عن العطاء نفتقد جمال اللحظة التي نعيشها، ونسمم الحياة في أنفسنا. هل سننسى الماضي؟ بالطبع لا! الماضي موجود للتعلم من التجربة. لن ننسى الماضي، لكننا لن نعيش في الماضي.

بدلاً من التركيز على ما يجعلنا سعداء ويفيدنا في الحاضر، فإننا نعيش دائمًا في الماضي. أو أننا نفتقد جمال اللحظة من خلال الاندفاع لما نريد القيام به في الأيام والأشهر القادمة. ربما نجد أنفسنا نفكر في نفس الموضوع لعدة أيام. على سبيل المثال، قد يتبادر إلى ذهنك دائمًا مشكلة في حركة المرور، أو موقف سلبي في العمل. قد تجد نفسك تفكر مراراً وتكراراً في هذه المشكلة التي تعاني منها منذ أيام.

إنك تحمل أعباء الماضي الثقيلة دون أن تدرك ذلك. الحدث الناتج من الصعب تصحيحه؛ هناك العديد من الجوانب السلبية مثل التعب الذهني والتوتر والتشتت وعدم القدرة على التركيز في العمل الحالي. تشير الدراسات إلى أن الناس يتذكرون الأحداث السلبية في الماضي أكثر من الأحداث الإيجابية. على سبيل المثال، غالبًا ما يتحدث الناس أكثر عن إخفاقاتهم. إلا أن الحديث عن الخير والجمال لا يزيد الخير والجمال فحسب، بل يؤثر أيضًا على الإنسان بشكل إيجابي. يزيد من ثقة الشخص بنفسه. في بعض الأحيان، تعيدنا رائحة الزهور أو حدث نشهده سنوات إلى الوراء. الحدث الذي نتذكره يمكن أن يجعلنا سعداء أو حزينين. ومن ثم تبدأ الرحلة إلى المستقبل، نقلق على المستقبل أو نبدأ في وضع الخطط.

يمكن للإنسان أن يشعر بالعديد من المشاعر مثل السعادة والحزن والشوق والغضب وهي تتأرجح بين الماضي والمستقبل. ولأنه مسافر دائمًا بين الماضي والمستقبل، فهو لا يدرك حتى أنه قد فاته أغلى كنز، وهو اللحظة.

إن طريقة عيش اللحظة هي الاهتمام بالأشياء التي سوف يسعدك وسيكون ذلك مفيدًا لك ولا تهتم به إلا. يمكن أن تكون ابتسامة طفل. أو دخول المطبخ وتحضير شيء للأشخاص الذين تحبهم، قراءة كتاب، الجلوس بجانب البحر ودفن قدميك في الرمال، صوت الأمواج في أذنيك، رائحة البحر المالحة في أنفك، هدوء زرقة في عينيك والريح اللطيفة... إذا استطعنا الاستمتاع بهذه الجمالات بحواسنا الخمس، فهذا يعني أننا نعيش اللحظة.

باختصار، لا ينبغي لنا أن نفكر في أي شيء في الوقت الحالي ونركز فقط في تلك اللحظة. ربما لا نستطيع أن نفعل هذا طوال الوقت، ولكن بقدر ما نستطيع... أقول لا تفوت جمال الحياة. لا شيء أكثر قيمة من اليوم. لا يمكنك أن تسترجع الأمس. لا يمكنك الوصول إلى الغد. كل لحظة مهمة. خلال النهار، من الأهم أن نعيش اللحظة.

التفكير في الأحداث الماضية يزيد من الشعور بالذنب، والتفكير في المستقبل يزيد من الشعور بالقلق. الماضي، كما اتضح، هو "الماضي"؛ إذا كان قادمًا، فهو لم يأت بعد. اللحظة الوحيدة التي نعيشها هي اللحظة التي نتنفس فيها. دعونا نقدر هذه اللحظة!

أتمنى لكم أيامًا صحية وسعيدة وهادئة.

قراءة: 0

yodax