هل هناك فرق بين السمع والاستماع؟

على الرغم من أننا نستخدم كلمتي "السمع" و"الاستماع" بشكل تبادلي، إلا أن لهما اختلافات مهمة في المعنى. السمع هو الشعور. الاستماع هو مهارة مكتسبة. السمع هو عملية إدراك ومعالجة الصوت. الاستماع هو عملية سماع وفهم الرسالة المسموعة.

ما يجب أن يحدث للاستماع الفعال:

• تحمل الموجات الصوتية الكلمات المنطوقة إلى دماغنا آذان.

• يمر الصوت عبر قنوات الأذن الخارجية (إذا لم يكن هناك انسداد يؤدي إلى انسداده)، ثم عبر طبلة الأذن وينتقل عبر الأذن الوسطى (دون إزعاج ما لم يتشكل سائل بسبب نزلة برد أو عدوى أو حساسية).

• ثم ينتقل الصوت من الأذن الوسطى إلى الأذن الداخلية ومن هناك ينتقل إلى الدماغ عن طريق العصب السمعي (الذي يجب أن يعمل بشكل صحيح).

• وأخيرًا، يستخدم الدماغ ما سمعه لفهم المعلومات المخزنة مسبقًا من أجل فهم الرسالة والتفاعل وفقًا لذلك، ويقارن الأصوات والكلمات.

 الاستماع هو عملية جزء مهم من التواصل، مثل اختيار الكلمات الصحيحة في الكلام. يرسل أحد الأشخاص رسالة ويتلقى الشخص الآخر تلك الرسالة. إن التحدث إلى شخص لا ينتبه أو يستمع هو أمر محبط لأننا قد نضطر إلى قول نفس الأشياء مرارًا وتكرارًا دون الحصول على الرد المناسب. الشخص (المتلقي) ذو مهارات الاستماع الضعيفة سوف يسيء فهم الرسالة، مما يسبب خيبة الأمل. قد يختبر الطفل الذي يعاني من اضطراب السمع صبرك، لكن يجب أن تتذكر أن طفلك يشعر بالإحباط بنفس القدر. قد يفسر الآباء سلوك طفلهم المخيب للآمال في التواصل على أنه تجاهل الشخص الآخر أو التصرف بإهمال أو غبي.

 من المرجح أن يواجه الطفل الذي يعاني من مشاكل في مهارات الاستماع صعوبة في بيئة الفصل الدراسي لأن غالبية المعلومات التي يقدمها المعلمون تقع ضمن الحدود السمعية الطبيعية. تخيل ما يسمعه طفلك عندما يدخل الفصل الدراسي: "يا أطفال، من فضلك قم بتعليق ستراتك على الشماعات وافتح حقيبة ظهرك. ولكن قبل أن تضع حقيبة ظهرك بعيدًا وتفتحها، من فضلك أعطني غداءك. إذا أحضرت نقودًا للرحلة في الأسبوع القادم، من فضلك ضعه في السلة الحمراء على مكتبي. قبل أن تجلس على مكتبك، ضع أقلام الرصاص الخاصة بك بعيدًا. "تأكد من أن الأطراف مفتوحة. عند الانتهاء من عملك، القلم الأزرق افتح علامة التبويب الخاصة بك وانتظرني." سيصاب بخيبة أمل.

 إذا لم يتمكن عقل طفلك من التركيز على الاستماع لفترة كافية لفهم المعلومات، فسيتم فقدان الرسالة. هذا ما يحدث عندما يعاني الطفل من مشكلة في الذاكرة السمعية. وإذا كان الطفل يعاني أيضًا من مشاكل نقص الانتباه، فقد تتزايد المشاكل. في اضطراب نقص الانتباه، يحاول الدماغ العمل على العديد من المهام في نفس الوقت ولا يمكنه العمل لفترة كافية لمعالجة الرسالة أو فهمها. كما أنه إذا كان الدماغ يواجه صعوبة في الاحتفاظ بالمعلومات القديمة، فإنه لا يعرف كيفية فهم الرسالة الحالية؛ ولذلك، قد تحدث مشاكل في الفهم السمعي أو المعالجة السمعية.

 يحتاج الأطفال إلى مهارات استماع قوية لاكتساب اللغة وتطويرها. يعاني العديد من الأطفال الذين يعانون من مشاكل لغوية من صعوبة في مهارات اللغة الاستقبالية (إدراك الرسائل) واللغة التعبيرية (إخراج اللغة، والاستجابة لفظيًا للرسائل). عندما لا يتم تطوير لغة الطفل الاستقبالية بشكل مناسب، فإن عملية تعلم اللغة بأكملها؛ وقد يتوقف قبل أن يبدأ. في حين أن الآباء في بعض الأحيان قد لا يشعرون بالقلق عندما لا يتحدث أطفالهم كما هو متوقع (خاصة بالمقارنة مع أقرانهم)، فإن أخصائيي أمراض النطق واللغة يريدون معرفة حالة مهارات السمع واستيعاب اللغة لدى الطفل. وإذا لم يكن ضمن الحدود الطبيعية، فلن يتطور الكلام ذو المعنى أو اللغة التعبيرية. ولذلك يركز معالجو النطق واللغة على تقوية مهارات التواصل (الاستماع) لدى الطفل؛ وينطبق هذا أيضًا عندما يكون هناك قلق بشأن عدم تحدث الطفل بشكل صحيح.

 إذا لاحظت أن طفلك يواجه صعوبة في التواصل أو عدم القدرة على الاستجابة بشكل مناسب، فاستشر طبيب العائلة أو طبيب الأطفال. إذا لزم الأمر، سيحيلك طبيبك إلى معالج النطق واللغة لإجراء تقييم مفصل. بعد التشخيص المناسب والمساعدة المناسبة، قد تتحسن مهارات الاستماع واللغة لدى طفلك بشكل عام.

 

قراءة: 0

yodax