الأنانية هي قلة الحب….

لقد كُتب وقيل الكثير عن التفكير في الآخرين.... "ضع الإبرة على الآخرين، ضع المسمار على نفسك." "تمنى لغيرك ما تريده لنفسك، ولا تريد لغيرك ما لا تريده لنفسك." الخ...

ولكن لسبب ما لا نستطيع أن نرى تطبيق ما كتب ورسم مؤخراً في حياتنا اليومية... ما الذي يتغير... ما الذي نخسره كمجتمع؟.. في بعض الأحيان إما أننا لا نفهم قيمة من يقدروننا أبدًا، أو ندرك ذلك بعد فوات الأوان... بعد أن نفقدهم إذن... بعد فوات الأوان...

الآن أتذكر قصة من محادثة والدتي مع جيراننا... ربما تكون مثالاً جيدًا للتقدير قبل فوات الأوان... سأحاول أن أنقل تلك القصة... كان هناك شقيقان... وكلاهما كانا يعملان على مشروع مزرعة صغيرة ورثوها عن والدهم... الأخ الأكبر قليلاً كان متزوجاً ولديه خمسة أطفال... والآخر أعزب. وفي نهاية كل يوم، كانوا يتقاسمون منتجاتهم وأرباحهم بالتساوي...

وفي أحد الأيام، قال الأخ الأعزب لنفسه: "ليس من العدل أن نقتسم منتجاتنا وأرباحنا بالتساوي؛ فأنا وحدي وليس لدي الكثير من الاحتياجات." وبهذا الفكر، بدأ يخرج من منزله كل ليلة ويأخذ سرًا كيسًا من الحبوب إلى مستودع الحبوب في منزل أخيه.

في هذه الأثناء، قال أخوه الأكبر، المتزوج، في نفسه: "إنه "ليس من العدل بالنسبة لنا أن نتقاسم منتجاتنا وأرباحنا بالتساوي؛ وعلاوة على ذلك، أنا متزوج. "لدي زوجة وأطفال يمكنهم الاعتناء بي عندما أكبر في السن. ولكن أخي ليس لديه من يعتني بي عندما أكبر. يكبر." لذلك، بدأ أخوه يخرج من منزله كل ليلة ويأخذ سرًا كيسًا من الحبوب إلى مستودع الحبوب الخاص بأخيه.

ولأن كمية الحبوب في مستودعهم لم تتغير، لم يتمكن أي منهما من فهم ما يجري لسنوات... حتى ذات ليلة، عند الغسق، وضعوا الحبوب سرًا في مستودع بعضهم البعض، حتى اصطدمنا أثناء حملها. في تلك اللحظة، فهموا ما يجري... وعلى الفور أسقطوا أكياسهم على الأرض واحتضنوا بعضهم البعض...

أليس هذا مثالًا رائعًا لتقدير الآخرين؟... لا بالكلمات، ولكن بالجوهر... تجربة ليست نظرية فحسب، بل يمكن أيضًا وضعها موضع التنفيذ الحب... أعتقد أن هذا هو الشكل الحقيقي للحب، الذي شهدنا زيفه مرات عديدة. .. أن تحب دون الحاجة إلى الاستحسان، وأن تفكر فيما هو أبعد من نفسك... وأن تعطي دون توقع... أتمنى أن تلتقي بهذا الحب بالجوهر وليس بالكلمات...

بالصداقة....

>

قراءة: 0

yodax