''حياتك هي ما هي أفكارك. إذا أردت تغيير مسار الحياة، غير أفكارك.''
د. شكسبير
الاكتئاب؛ وهو مرض خطير لا يمكن فيه الاستمتاع بالحياة، وتضعف الوظائف، وتتأثر الاحتياجات الفسيولوجية (مثل النوم والشهية والجنس). إنها حالة سريرية يتم فيها اختبار المشاعر السلبية مثل التعاسة والتشاؤم واليأس ويعاني الشخص من الانطواء والضعف.
من المهم التمييز بين الاكتئاب الشديد والمزاج المكتئب؛ كما هو شائع في اللغة اليومية، ليس كل الحزن يعني في الواقع الاكتئاب. إن الشعور بالحزن وعدم السعادة في مواجهة حدث مؤلم هو عاطفة إنسانية وطبيعية.
قد يشعر كل شخص بالاكتئاب في مرحلة ما من حياته وقد يواجه موقفًا مؤلمًا يشبه أعراض الاكتئاب بعد وقوع حدث مؤلم. وفي الواقع فإن الوضع غير الصحي للشخص؛ إنه إجبار النفس على الشعور بالحزن في مواجهة حدث محزن ومحاولة أن تكون سعيدًا بشكل عاجل.
عدم القدرة على تحمل المشاعر السلبية يصبح مشكلة في حد ذاته. أولئك الذين ليس لديهم القدرة على تجربة هذا الشعور في أدنى موقف مؤلم أو لحظة تعاسة، أو أولئك الذين لا يعرفون ماذا يفعلون بهذا الشعور، يبذلون جهودًا كبيرة للتخلص من هذا الشعور. إن زيادة استخدام مضادات الاكتئاب الشائعة والبحث عن حلول سريعة أصبح ضرورة نتيجة عدم القدرة على تحمل هذه المشاعر السلبية.
يشعر بالحزن والتشاؤم والعجز واليأس؛ قلة الاستمتاع والإحجام وصعوبة القيام بالمهام الروتينية التي كنت تستمتع بها سابقاً؛ إذا لاحظت تغيرات في نومك، شهيتك، رغبتك الجنسية؛ إذا كنت تعاني من هذه الأعراض كل يوم تقريبًا خلال آخر 15 يومًا، فيجب عليك استشارة أخصائي (طبيب نفسي/أخصائي نفسي إكلينيكي خبير).
هل الذهاب في إجازة يعالج الاكتئاب؟
مع حلول فصل الصيف، بدأ موسم العطلات، وفي الغالب تعتبر العطلات بمثابة تغيير يصب في صالح الجميع. حتى التخطيط لإجازة للابتعاد عن التوتر وعبء العمل في حياتك يمكن أن يكون كافيًا لتحفيزك. ومن الجيد أيضًا أن يغير الإنسان بيئته ويكتشف أماكن جديدة عندما يكون في حالة مزاجية مكتئبة. لأنه حتى لو أجبرت نفسك على الذهاب في إجازة الخروج يساعدك على الخروج من روتينك. رؤية أشخاص مختلفين والقيام بأنشطة مختلفة، فإن التغيير الذي يبدأ سلوكيًا له تأثير إيجابي على العقل. النشاط الذي اعتقدت في البداية أنه لن يحدث أي فرق أو تغيير يمكن أن يجعلك تستمتع به أكثر مما كنت تتوقع لأنه يوفر الحركة الجسدية. لذلك، عندما لا تقرر ما إذا كنت ستذهب أو تفعل شيئًا ما، أدلي بصوتك لصالح الذهاب والقيام، أي الحرص على ممارسة النشاط البدني.
الخط الرفيع هنا هو أنه لا ينبغي عليك وضع أعمال متعلقة بالعمل ومشاكل في حقيبتك عندما تذهب في إجازة!
لقد ابتعدت كثيراً عن مكان تواجدك، ولكن حتى هناك لا تزال تعاني من عملك ومشاكلك التي تزعجك أنت، اعلم أن تلك العطلة لن تكون عطلة مفيدة لك! إن الذهاب في إجازة لا يعني فقط الابتعاد عن المدينة أو المنزل الذي تعيش فيه.
إن توفر الوقت للاسترخاء في المنزل، ومشاهدة كتاب أو فيلم كنت ترغب في قراءته منذ فترة طويلة، والاهتمام بالنباتات والزهور التي تزرعها على شرفتك سيجعل أيامك في إجازة أحسن.
دع اكتئابك يأخذ إجازة أيضًا؛ ما يأتي أو لا يأتي معك هو بين يدي أفكارك وليس المكان أو المدينة التي تغيرها.
بالطبع لا يمكن التخلص من الاكتئاب أو علاجه بمجرد الذهاب في إجازة. ومع ذلك، خاصة في حالات الاكتئاب الخفيف والمعتدل، أو الأشخاص الذين يستخدمون عبارة "أنا مكتئب"، والتي يتم استخدامها بشكل متكرر في الحياة اليومية، يمكنهم بذل جهد لأخذ قسط من الراحة من الاكتئاب. تستمر الوظيفة في حياتك؛ إذا كنت في مزاج اكتئابي حيث يمكنك استكمال ما عليك القيام به من خلال الذهاب إلى العمل ومواصلة أعمالك المنزلية الروتينية، ولكن الحزن الروحي والتشاؤم واليأس يسود؛ من الممكن أن تشعر بالتحسن من خلال تغيير أفكارك.
اترك الأمر بلا حراك…
إذا أمكن، أبقِ هاتفك المحمول، وخاصة هاتف العمل، مغلقًا. أو قم بتشغيل هواتفك الخاصة والهواتف التجارية في ساعات معينة. كن وحيدًا مع نفسك وابتعد عن العمل والتكنولوجيا والشبكات الاجتماعية لفترة من الوقت. بخلاف ذلك، ما عليك سوى تغيير المدينة أو المكان والسفر وفي ذهنك. أثناء سفرك، لا يتم اعتبارك في إجازة، بل تقوم فقط بتغيير بيئة العمل ومساحة المعيشة.
لا تهدف إلى مجرد الاستلقاء والراحة في الإجازة. زيادة الحركة في حياتك؛ إن الأنشطة مثل المشي أو السباحة أو البيلاتس أو الحصول على تدليك في الساعات الأولى من اليوم ستقلل من التوتر الجسدي لديك.
لا تنس ذلك؛ الأنشطة البدنية والاسترخاء الجسدي تجلب أيضًا الاسترخاء العقلي.
الاهتمام بنفسك جيدًا ليس فقط جسديًا ولكن عقليًا
-لا تبقى عالقًا في الماضي!
إن الإشارة إلى أخطائك باستمرار وإصدار الأحكام القاسية على نفسك هي من أكبر العقبات التي تحول دون التغيير. العيش مع الماضي، وانتقاد نفسك باستمرار؛ فهو يحد مما يمكنك القيام به اليوم. أنقذ نفسك من المجهود غير المثمر بمراجعة الماضي باستمرار؛ استخدم طاقتك لتشكيل حاضرك ومستقبلك.
- تخلص من قيود "ماذا سيقوله العالم"!
لا تقيد نفسك لتحقيق رغباتك. لا تحدد نمط حياتك أو ما ستفعله بناءً على ما يقوله الناس؛ لأن هذا يشبه البئر الذي لا نهاية له، بغض النظر عما تفعله أو كيف حالك، لا يمكنك إسعاد الآخرين ومنعهم من الحديث. اجعل رغباتك واحتياجاتك هي أولويتك؛ إذا كان الأمر مناسبًا لك، فهو حقك. احمي حريتك لتحقيق ما تريد أن تفعله ويكون في حياتك من أجل سعادتك.
- قلل من توقعاتك، تزيد من سعادتك!
ال كلما توقعت من الحياة، ومن نفسك ومن الناس، كلما زادت أحلامك، وستزداد خيبة أملك وتعاستك بالتساوي. لا تضع نفسك في موقف صعب من خلال تحديد أهداف ومسؤوليات عالية جدًا لنفسك. من المهم أن تسعى وتعمل على تحقيق أهداف تتناسب مع إمكانياتك وواقعك، وأن تتقبل أن الفشل هو أحد الاحتمالات. إن وجود توقعات عاطفية من الناس وعدم تلقي الاستجابة التي تتوقعها يمكن أن يؤدي إلى التعاسة. يجب عليك أيضًا تقييم ما إذا كانت توقعاتك عند المستوى الذي يمكن للشخص الآخر تحقيقه. على سبيل المثال؛ يفكر الرجال بالتفصيل وهم عاطفيون مثل النساء ولا يمكن لهم التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم؛ تعاني النساء اللاتي يصرن على هذا التوقع من عدم الارتياح وخيبة الأمل والتعاسة الشديدة.
- شاهد الأشخاص الطيبين كثيرًا، وقم بأنشطة جيدة كثيرًا!
أنشئ لنفسك شبكة دعم اجتماعية مع الأشخاص الذين تحبهم وتستمتع بلقائهم. عندما تنسحب إلى قوقعتك، يبتعد الناس عنك، وهذا سيقودك إلى الوحدة، بغض النظر عما إذا كان ذلك سببًا أو نتيجة. اتصل بالأشخاص الذين كنت تؤجل الاتصال بهم لفترة طويلة ولم تتمكن من العثور على الوقت. شاهد الأشخاص المبتهجين في حياتك كثيرًا وشارك معهم المزيد من اللحظات. خطط للأنشطة التي تستمتع بها وقم بممارستها بشكل متكرر.
-قدّر نفسك!
اكتشف صفاتك الجيدة ونقاط قوتك. فكر في كيفية التغلب على التحديات من قبل، ولاحظ ما حققته وقدّر نفسك. امتدح نفسك بعد وقوع حدث صعب ولكنه ناجح في حياتك اليومية، وامنح نفسك لحظة احتفال صادقة من خلال القيام بنشاط تحبه.
-سيطر على حياتك! p>
حتى لو سلكت منعطفًا خاطئًا، سيكون من الأسهل بكثير قبوله والتعامل معه عندما تكون خلف عجلة القيادة. دع القرارات في حياتك، بأخطائك وحقوقك، تكون لك، وليس تلك التي يتخذها أو يوجهها الآخرون.
قراءة: 0