تأثير مواقف الوالدين على شخصية الطفل

الشخصية ليست فقط الخصائص الموروثة، بل هي جميع الخصائص التي تمنحها البيئة للشخص. البيئة الأولى للفرد هي عائلته، وبالتالي فإن تنمية الشخصية تبدأ أولاً في الأسرة. ويتعلم الطفل الأنماط السلوكية من خلال تجربتها هنا. يكتسب الطفل هنا الصواب والخطأ، والخطيئة والعمل الصالح، والحب والاحترام وغيرها من القيم الاجتماعية. تلبي الأسرة احتياجات الطفل النفسية والاجتماعية والفسيولوجية. وهنا يرى الأشياء التي يحتاجها طوال حياته، مثل الاستقلال والانتماء والمسؤولية والمشاركة. ("يتم وضع الأسس الصحية للشخصية في هذه البيئة. فالطفل الذي ينشأ في جو من الحب يتعلم الثقة والتعامل مع الآخرين بالحب. ويتطور الشعور الأساسي بالثقة وينضج ويستمر طوال الحياة في مثل هذه البيئة. التفاعل "الأفراد داخل الأسرة يحدد مكانة الطفل داخل الأسرة. الطفل اجتماعي "كفرد يبحث عن نموذج لنفسه ويجده في عائلته. النماذج الأولى هما والديه. الأسرة هي الأكثر أهمية خطوة في تنمية شخصية الطفل." (Kırkıncıoğlu, 2003) يبدأ تقليد الوالدين في هذه الفترة. ومع انتقاله من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الطفولة، يبدأ في تعلم مهارات جديدة والتحكم في سلوكه. التوجيه الخاطئ من الأسرة خلال هذه الفترة قد يؤثر سلباً على نمو الطفل. قد يظن الأهل أحياناً أن إعطاء الطفل الكثير سيعمل على تطويره أكثر، ولكن على العكس من ذلك فإن ذلك يعيق نمو الطفل. في بعض الأحيان، يتسببون في سلوك غير لائق من خلال إعطاء أقل من اللازم. إن العامل الأكثر أهمية في تنمية شخصية الفرد هو أسرته. في حين أن التواصل بين الوالدين والطفل يؤثر على سلوك الطفل، فإنه يشكل أيضًا سلوكه المستقبلي. ووفقا لـ Yeşilyaprak (1989)، فإن تأثير المواقف الأبوية على الشخصية يصبح واضحا من خلال المكافآت والعقوبات المطبقة على الطفل. العلاقة في الأسرة تعتمد بشكل أساسي على اتجاهات الوالدين تجاه بعضهم البعض وتجاه الطفل.

1.العلاقة بين الأم والطفل

علاقة الطفل بالطفل تبدأ الأم في الرحم. عندما يركل الطفل وتضع الأم يدها على بطنها، يهدأ الطفل، مما يدل على مدى أهمية الاتصال الجسدي في العلاقة بين الأم والطفل. يتعرف الطفل على رائحة الأم ودرجة حرارتها، وهذه هي في الواقع الطريقة التي يتواصل بها الطفل، الذي لا يستطيع التحدث، مع الأم. بحسب غونالب (2007)، نقص التواصل أو الإضافة الإصابة بالاضطراب قد تؤدي إلى ظهور اضطرابات سلوكية لدى الطفل في مراحل عمرية لاحقة. الأطفال الذين لا يستطيعون قضاء وقت كافٍ مع أمهاتهم خلال هذه الفترة قد يعانون من تأخر أو تخلف في النمو العقلي والاجتماعي. إن فهم الأم أن الطفل جائع أو جائع عندما يبكي وتلبية احتياجاته عند الضرورة يخلق شعوراً بالثقة في الطفل.

2.العلاقة بين الأب والطفل

في أيامنا هذه تعمل الأمهات بجد، وقد ازداد دور الأب وفعاليته مع زيادة مشاركته في حياته. لقد طرح هذا الوضع على جدول الأعمال مسألة الاختلافات التي قد تكون موجودة من حيث التفاعل بين الأب والطفل والأم والطفل. إن أدوار الأمهات والآباء في تنمية الطفل يكمل كل منهما الآخر. يؤثر الآباء على جوانب مختلفة من الشخصية. في مرحلة الطفولة المبكرة، تعجب الفتاة بأبيها والصبي معجب بأمه، لكن الصبي يريد أن يكون مثل والده والفتاة تريد أن تكون مثل والدتها. وبما أن الوالدين قدوة، فقد يرغب الصبي في الحلاقة مثل والده، بينما قد ترغب الفتاة في الطهي مثل والدتها. في تلك الفترة، كان الأب يرمز إلى القوة، وكانت هناك فكرة أن "أبي هو الأقوى، والدي يستطيع التغلب على أي شخص". إن تماهي الطفل مع الأب الذي يعتبر مثالاً للقوة في ذلك الوقت يخلق شعوراً بالثقة لدى الطفل. وفقًا لغونالب (2007)، يؤثر الحرمان من الأب سلبًا على فترة النمو النفسي الجنسي للطفل. عندما تمت مقارنة الأولاد الذين لديهم آباء وبدون آباء، لوحظ أن الأطفال الذين ليس لديهم آباء لديهم علاقات ضعيفة مع الأقران، ونجاح دراسي أقل، وسلوك ذكوري أقل. موقف الوالدين مهم في كل تطور للطفل. على الرغم من أن تطور الشخصية يستمر طوال الحياة، إلا أن أساس الشخصية يتم وضعه في مرحلة الطفولة. يؤثر تفاعل الوالدين وأفراد الأسرة الآخرين مع الطفل على شخصية الطفل وسلوكه. وتناقش مواقف الوالدين تجاه الطفل تحت أربعة عناوين: "الديمقراطية، الاستبدادية، المفرطة في الحماية، اللامبالاة".

السلوك الأبوي الديمقراطي: وهو الأكثر مثالية بين المواقف الأبوية. , الشيء المهم هنا هو الحب والانضباط. يدعم هؤلاء الآباء أطفالهم ولكنهم يحاولون السيطرة عليهم من خلال وضع حدود لهم. إنهم يهتمون بأطفالهم ويستمعون إليهم ويتأكدون من عدم اتخاذ أي قرارات. إذا كان الأمر كذلك، فإنهم يتشاورون أيضًا مع أفكارهم. حدود المنزل واضحة ويتم إعطاء الطفل الفرصة للتعبير عن مشاعره. وللعائلة أيضًا حدود واضحة، ويحظى الطفل بالحب والدعم. أطفال الأسر التي لديها هذا النوع من المواقف هم أفراد يحبون ويحترمون أسرهم وهم أيضًا مستقلون عن أسرهم. يعبر الطفل عن مشاعره وأفكاره ويتوقع أن يحظى بالاحترام. تقوم الأسرة فقط بتوجيه الطفل ولا تتدخل في تنفيذ الطفل لأفكاره الخاصة. الأفراد الذين ينشأون بهذا السلوك يكونون مستقلين وواسعي الحيلة ومكتفين ذاتيًا ومضحين بالنفس وودودين ومحترمين.

موقف الأبوة والأمومة الاستبدادي: يفتقر الآباء إلى الحب والرحمة أظهر هذا الموقف، وهناك أيضًا ضغط على التعليم. عندما يرتكب الطفل جريمة، يُعاقب بالعنف. هناك علاقة مبنية على الخوف، فلا يُعطى للطفل حق الكلام. قد يبدو الأطفال الذين يعانون من هذا الموقف مطيعين لوالديهم ويحملون الكراهية والغضب بداخلهم. ولا يعبرون عن غضبهم تجاه والديهم في حالة تعرضهم للعنف، بل يوجهونه نحو أنفسهم. الأطفال الذين يكبرون مع هذا النوع من المواقف يصبحون أفرادًا قلقين ومعرضين للجريمة، وغير آمنين وغير موثوقين، ولا يظهرون الحب لأنفسهم وللمحيطين بهم.

السلوك الأبوي المفرط في الحماية:إنهم يحبون أطفالهم كثيرًا ولديهم القليل من الانضباط. يفعل الطفل ما يريد على الفور، فلا يوجد أي قيد أو سيطرة، فلا تستطيع الأسرة ممارسة السلطة على هؤلاء الأطفال. تظهر الأسر التي لديها هذا النوع من المواقف لأطفالها موقف "يا طفلي، لا يمكنك القيام بذلك، لا تتعب، أستطيع القيام بذلك"، لذلك لا يستطيع الأطفال القيام بذلك بأنفسهم ولا يعرفون ماذا يفعلون. أو لا تفعل. لقد أصبحوا أفرادًا يعتمدون على الأسرة ويلتزمون بالقواعد. ولأن عائلاتهم لا تسمح لهم بأن يصبحوا فرديين، فقد ينظرون إلى المشاكل في العالم الخارجي بشكل مبالغ فيه.

الموقف الأبوي اللامبالي: هو موقف أبوي يتم من خلاله وجود الطفل أو الغياب غير واضح والحب والاهتمام منخفض. العلاقات التي تنشأ مع الطفل تكون سطحية فقط، وانضباط الوالدين ضعيف، ولكن هذا النقص في الانضباط نابع من عدم اهتمام الوالدين بالطفل. قد يظهر الطفل سلوكيات مختلفة لجذب انتباه واهتمام الوالدين. قد يتظاهر بالمرض ويعتقد أن عائلته ستعتني به دائمًا. عندما يريد الطفل الاهتمام، تكون الأسرة قاسية وغير محبة قد يصبح الطفل فردًا انطوائيًا لأنه يظهر مواقف غير مثيرة للاهتمام وقد يعاني من مشاكل في تطور اللغة لأنه لا يتحدث. وعندما ننظر إلى الأمر من وجهة نظر الأسرة، فإن الحياة الزوجية للعائلات التي لديها هذا الموقف قد تسير بشكل سيء أو قد تعمل في جدول عمل مزدحم. عندما نتفحص الأمر من وجهة نظر الطفل، فإن الأطفال الذين ينشأون في مثل هذه العائلات قد يواجهون سلوكيات مثل البحث عن الاهتمام والحب في الخارج، أو الهروب من المنزل، أو الإدمان على المواد، أو الارتباط بشكل مفرط بمجموعات أصدقائهم. وقد يصبح هؤلاء الأطفال وحيدين ومكتئبين وعدوانيين، وليس لديهم أي علاقات اجتماعية.

قراءة: 0

yodax