لقد زادت السمنة لدى الأطفال بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. في الواقع، إنها واحدة من أهم مشاكل الصحة العامة في القرن الحادي والعشرين. يتراوح معدل الإصابة بالسمنة لدى الأطفال في بلدنا بين 6.5% و15.4%. تعد العوامل الوراثية ونمط الحياة المستقر والنظام الغذائي من الأسباب الرئيسية للسمنة. وبصرف النظر عن هذه الأسباب المعروفة، فإن أساليب تغذية الوالدين وسلوكيات تناول الطعام لدى الأطفال تلعب أيضًا دورًا نشطًا في تطور السمنة لدى الأطفال. يتم قبول المواقف والسلوكيات الغذائية غير الطبيعية باعتبارها أقوى مؤشر وأكثر موثوقية للتنبؤ باضطرابات الأكل التي تحدث في فترة لاحقة. لقد تبين أن أنماط سلوك الأكل لدى الأطفال واختياراتهم الغذائية تتشكل في أول عامين من الحياة وترتبط بتطور السمنة في السنوات التالية. يرتبط أسلوب تغذية الوالدين ارتباطًا وثيقًا بسلوك الأكل لدى الأطفال وهو أحد العوامل المهمة التي تحدد سلوك الأكل. يذكر أن الإحساس الافتراضي بالمتعة يتطور ويلاحظ زيادة في الميل للأكل العاطفي لدى الأطفال الذين يتم إعطاؤهم الطعام كمكافأة عندما يتم تقديم التعليم الغذائي في مرحلة الطفولة. ولذلك فإن أسلوب المكافأة المطبق على الأطفال في تعليم الأكل لا يبدو صحيحا. مرة أخرى، أظهر أولئك الذين بحثوا في العوامل التي تلعب دورًا في تطور السمنة لدى الأطفال أن عادات الأكل لدى الوالدين، وأساليب تغذية الوالدين، وسلوكيات الأكل لدى الأطفال لها مكان مهم في تكوين السمنة. بمعنى آخر، إذا كان الوالدان راغبين وراغبين في تناول الطعام، فغالبًا ما يكون أطفالهم متماثلين، أو على العكس من ذلك، إذا لم يكن الوالدان راغبين وراغبين في تناول الطعام، فقد لا يكون أطفالهم راغبين وراغبين في تناول الطعام. وهذا ما يفسر ارتفاع معدل انتشار السمنة لدى أطفال الآباء الذين يعانون من السمنة المفرطة. وفي ضوء هذه المعلومات، من المهم اكتشاف سلوكيات الأكل لدى الأطفال الأصحاء والذين يعانون من السمنة المفرطة. يمكن اعتبار الكشف عن السلوك بمثابة الخطوة الأولى في الوقاية من السمنة لدى هؤلاء الأطفال.
قراءة: 0