لترتيب الميلاد تأثير قوي جدًا على نمو الطفل العاطفي والسلوكي والشخصي. المكانة التي نحتلها في العائلة تؤثر علينا طوال حياتنا. الترتيب بين الأشقاء له مميزاته وعيوبه.
الطفل الأول / الطفل الأكبر
يشعر الطفل الأول بكل الاهتمام والحب من والديه، حتى لو فقط لفترة من الوقت. وهذا يجعل الطفل يشعر بأنه محبوب وأنه يتمتع بمكانة مهمة في الأسرة. ولهذا السبب، ينمي ثقة عالية بالنفس. غالبًا ما يصبح الأطفال البكر قادة مسؤولين. عادة ما يكون معظم رؤساء الدول أو المديرين التنفيذيين حول العالم من الأبناء الأوائل. لكن هذا الوضع له أيضًا سلبياته. لقد نشأوا على توقعات عالية بالنجاح في أيدي آبائهم عديمي الخبرة. لذلك، فإن هذا الضغط لتحقيق النجاح على الأبكار غالبًا ما يؤدي بهم إلى تطوير شخصية تسعى إلى الكمال. كما أنهم يشعرون بإحساس شديد بالخسارة مع وصول الأخ الجديد؛ الآن عليه أن يشارك حب والديه واهتمامهما. إنهم يشعرون بالغيرة من إخوتهم، ويشعرون بالاستياء من والديهم، ويشعرون بأن مساحتهم الشخصية قد تم انتهاكها. إلا أن وجود أخيه الذي يتولى رعايته يساعد الطفل الأول على تنمية مهارات المسؤولية والتعاطف، ويستخدم هذه المزايا كميزة في حياته الاجتماعية والعاطفية طوال حياته.
الطفل الأوسط
يتمتع الطفل الأوسط بمزايا كونه أخًا أصغر سنًا وأكبر سنًا. لديه أخت/أخ أكبر يمكنه أن يأخذ مثالاً ويكون تحت جناحه ويرشده، وأخ أصغر يمكن أن يكون قدوة ويراقبه. ومع ذلك، فإن الاستغناء عن دور الطفل في الأسرة يسبب مشاعر الاستبعاد والغيرة لدى الطفل الأوسط، لأن الإخوة الأكبر والأصغر يشغلون معظم وقت والديهم. يجب على الطفل الأوسط أن يقاتل من أجل الاهتمام. ولهذا السبب، كان في منافسة مع إخوته طوال حياته. بينما يكافح للحاق بأخيه الأكبر، فهو يسعى أيضًا للتفوق على أخيه الأصغر.
الطفل الأصغر
يتمتع الطفل الأصغر بأبوين من ذوي الخبرة والصبر و يكبر بهذه المزايا.. يمكن أن يكون قدوة، إحدى أكبر مزاياه هي وجود أخ أكبر يمكنه التعلم منه ويشعر بدعمه. ونتيجة لذلك، يصبحون أكثر معرفة وذكاء في سن مبكرة جدًا. ومع ذلك فهو تحت ظل أخيه الأكبر الذي هو أكثر تطوراً منه جسدياً وعقلياً. دون فهم فارق السن، يحاول باستمرار اللحاق بها، وهذا يجعله يشعر بالنقص مع مرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، فإن حقيقة أن أخيه الأكبر دائمًا ما يختبر الأشياء الأولى (مثل ركوب دراجة ذات عجلتين، والاستعداد للمدرسة الثانوية، وحضور حفلة موسيقية) تجعله يشعر بالغيرة الشديدة. غالبًا ما يشعر الأخ الأكبر بأنه مهمل أو غير مرئي لأن التطورات في حياته تستهلك وقت واهتمام والديه. بالإضافة إلى كل هذا، فإن تعرضه للسيطرة والنقد المستمر من قبل أخيه الأكبر منه يضر بثقته بنفسه مع مرور الوقت.
توصيات للآباء
للطفل الأول: لا تجبر طفلك على أن يكون مثالياً، ولا تجبره على أن يكون مثالياً عندما يخسر، بل أظهر له الحب والرعاية؛ اجعله يشعر بأنه محبوب مثل أخيه الجديد؛ أخبريه عن طفولته وكيف اعتنيت به؛ لا تتدخل في مساحته الخاصة، فليكن له أصدقاءه؛ إذا كان لديه مشاعر الغيرة أو الاستياء، اطلبي منه أن يشاركك إياها.
بالنسبة للطفل الأوسط: اعتني به بما فيه الكفاية حتى لا يشعر بالإهمال، ولا تنسي المعادلة الوقت = الاهتمام = الحب للأطفال؛ عند التحدث كعائلة، تأكدي من الاستماع إليه والسماح له بالتحدث؛ امنحه الفرصة لتنمية اهتماماته حتى يتمكن من خلق شخصيته الفريدة.
بالنسبة للطفل الأصغر: أخبريه أنه لا يستطيع القيام بالأشياء التي يفعلها أخوه الأكبر بعد بسبب عمره، وأن أخيه الأكبر في نفس الوضع عندما يكون في مثل عمره، وأنه يستطيع القيام بكل هذه الأشياء عندما يكون في عمر أخته الكبرى/أخيه؛ احتفل به وامتدحه عندما يحقق النجاح؛ عندما تكونين منشغلة بمسؤوليات الطفل الأكبر، حاولي تخصيص وقت خاص للطفل الأصغر؛ تأكد من تكليف الطفل الأكبر بمهمة في المناسبات أو الاحتفالات الخاصة به (على سبيل المثال، تقديم الزهور لأخته/أخيه الأكبر في نهاية الاحتفال)؛ لا تسمح لأخيه الأكبر بالتنمر عليه، فإذا شعرت بمثل هذا الموقف فاحرص على التدخل ومنع حدوث هذا الموقف. ص>
قراءة: 0