أوه لا! "أعاني من نوبة قلبية... أعاني من ضيق في التنفس، وأشعر وكأنني سأفقد الوعي، وأشعر بثقل في صدري، وأشعر وكأن قلبي سيخرج من فمي، "أعتقد أنني سأفقد عقلي." عادة ما نواجه مثل هذه الشكاوى في مرحلة ما من حياتنا أو نسمعها من شخص قريب منا. من المشاكل النفسية التي نواجهها غالبًا في عصرنا، والتي تكون أكثر شيوعًا عند الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 35 عامًا، هي نوبة الهلع أو اضطراب الهلع. فهل نحن كذلك؟ نعرف حقا اسم المشكلة التي نواجهها وما هو؟ السمة الأكثر تميزًا لنوبات الهلع هي أنها تحدث فجأة، دون أي سبب، وتكون في بعض الأحيان نوبات متكررة ومزعجة ومحبطة، تمر فيها لحظات من الخوف الشديد والضيق. نحن نطلق على نوبات الخوف والضيق، التي يعبر عنها جميع المصابين تقريبًا بقولهم "لا بد أنني أعاني من أزمة"، اسم نوبات الهلع. بالإضافة إلى ظهوره فجأة، تزداد حدته تدريجيًا ويستمر لمدة تتراوح بين 10 إلى 30 دقيقة في المتوسط (أحيانًا تصل إلى ساعة واحدة) قبل أن يختفي تدريجيًا. إذن ماذا يحدث مع اضطراب الهلع؟ ويمكن التعبير عنها أيضًا بنوبة الهلع، ولكنها هي قلق الشخص من توقع احتمال تعرضه لنوبة أخرى بعد إصابته بنوبة الهلع. بمعنى آخر، هو القلق المستمر الذي يشعر به الشخص، معتقدًا أنه قد يصاب بنوبة هلع ويواجه عواقب سلبية مثل "الإصابة بنوبة قلبية، أو الموت، أو فقدان السيطرة، أو الإصابة بالشلل". بالإضافة إلى ذلك، يتم ملاحظة خلل وظيفي لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع مقارنة بالشخص الذي يعاني من نوبات الهلع. وبسبب الخوف والضيق من الإصابة بنوبة الهلع، قد يتصرف الشخص بسلوكيات مثل "التردد في العمل، وممارسة الرياضة، والقيام بالأعمال المنزلية، والنوم، وحمل الدواء أو الماء معه دائمًا". لا ينبغي أن ننسى أن نوبة الهلع هي أحد الأعراض وأن اضطراب الهلع هو تشخيص. في حين أنه لا يتم تشخيص كل من يعاني من نوبات الهلع بأنه مصاب باضطراب الهلع، فمن الممكن أن تظهر نوبات الهلع بسبب مشاكل عقلية مختلفة. ومع ذلك، فإن الشخص المصاب باضطراب الهلع يعاني من نوبات هلع متكررة تدفع الشخص إلى الرعب والخوف. أود أن أتحدث عن نوبات الهلع واضطراب الهلع بحالة نموذجية.
العميل ك. يبلغ من العمر 38 عامًا، وهو متزوج وأب لطفل واحد. هو رجل. على الرغم من نجاحه في مهنته، إلا أن ك. كان يعاني من مواقف صعبة ناجمة عن نوبات الهلع لمدة عامين في حياته. تعرض العميل K. لأول نوبة ذعر له منذ عامين أثناء رحلة بالحافلة بين المدن. وكانت اللحظات التي يتذكرها كالتالي: "أتذكر أنني سمعت أصوات بكاء متواصلة تأتي من الأمام أثناء محاولتي إعادة مقعدي إلى الخلف للنوم أثناء الرحلة، ثم شعرت بلحظات الرعب تلك". كان يعتقد أنه سيموت دون أن يفهم ما هو وضعه. وقال إنه استدار ليتكئ على المقعد، وفجأة شعر بالدوار، وشعر وكأنه أصيب بنوبة قلبية، وواجه صعوبة في التنفس، وتصبب عرقا باردا، وشعر بلحظات من الرعب، ويميل إلى إيقاف الحافلة والنزول. تم إدخاله إلى المستشفى بسبب عدة نوبات هلع تعرض لها مؤخرًا. بالإضافة إلى ذلك، طوال الوقت الذي كان يعاني فيه من نوبات الهلع، كان يعاني من نوبة الهلع في أي لحظة ولم يتمكن من التخلص من فكرة ما إذا كان سيواجه الأهوال والمخاوف التي عاشها لأول مرة، وشعر بالقلق الشديد. وفي الوقت نفسه، كان العميل "ك" يميل إلى تجنب المواقف التي كان عليه القيام بها في الحياة اليومية لأنه كان خائفًا من التعرض لنوبة الهلع وكان قلقًا.
من المحتمل أننا قد تعرضنا لنوبة الهلع التي تعرض لها العميل K، أو ربما سمعنا موقفًا مشابهًا من شخص تعرض له. لذا، سيكون من المفيد النظر في الخطوات التالية لفهم كيفية حدوث نوبات الهلع وفي أي مرحلة يحدث اضطراب الهلع. بدء الهجوم الأول؛ وهي اللحظة التي يرعب الإنسان بظهور مفاجئ لضيق التنفس دون سبب معروف، والشعور بالإصابة بنوبة قلبية، وألم في الصدر، وصعوبة في التنفس، ورعشة، وقشعريرة، وغثيان، ودوخة، والشعور بالموت. يذهب الشخص إلى المستشفى معتقدًا أن أقاربه مصابون بنوبة قلبية أو أن الشخص نفسه يعتقد أنه يعاني من نوبة قلبية. في تلك اللحظة، تراود الشخص أفكار مثل "الإصابة بنوبة قلبية، أو الموت، أو الإصابة بالشلل". تكرار النوبات: يشعر الشخص بالارتياح لفترة قصيرة بعد مرور النوبة. ولكن بعد ذلك تظهر الأهوال والمخاوف التي عاشها مرة أخرى. الرغبة في الذهاب إلى المستشفى وإعادة الفحص في كل مرة. تنشأ بداخلك فكرة أن هناك مشكلة في قلبك أو دماغك. لا تدخل وأنت قلق من الترقب؛ وبما أن الشخص الذي يعاني من نوبات الهلع، يبدأ في انتظار وصول نوبة الهلع، كما لو كان ينتظر قدوم ضيف إلى المنزل. حقيقة أن نوبات الهلع تحدث في مواقف وأوقات غير متوقعة تؤدي إلى زيادة القلق من التوقع. تغيير السلوكيات؛ يبدأ الشخص باتخاذ بعض الاحتياطات حتى يمنع حدوث الهجمات والكوارث التي قد تحدث أثناء الهجمات. قد تظهر هذه سلوك التخلص من الأشياء الحادة أو القابلة للكسر أو المدببة لتجنب إيذاء نفسي إذا فقدت السيطرة. بالإضافة إلى ذلك، إذا تعرضت لنوبة أثناء سيري في الشارع أو في الحافلة، يفقد الشخص وعيه ويبدأ في عدم أخذ متعلقاتي الشخصية معه لمنع شخص ما من سرقة متعلقاتي. وفي الواقع فإن الهجمات تسبب الكثير من الرعب والخوف لدرجة أن الشخص قد يغير منزله أو وظيفته، حيث يريد أن يكون المنزل الذي يعيش فيه قريباً من المستشفى أو أن يكون مكان العمل قريباً من الصيدلية أو المستشفى.
هل هناك علاج لنوبات الهلع؟ نعم، يمكن علاج نوبة الهلع/الاضطراب. العلاج ممكن مع العلاج الطبي والعلاج السلوكي المعرفي. اعتمادًا على مستوى الهجوم، يمكن القضاء على هذه العملية باستخدام الأدوية، أو الأدوية والعلاج، أو العلاج وحده. وكما هو معروف فإن العلاج الدوائي هو تقييم حالة الشخص من قبل الأطباء النفسيين وإعطاء الأدوية بالجرعة المناسبة. من ناحية أخرى، يتم تقديم العلاج من قبل علماء النفس الخبراء، الذين لا يحتاجون إلى دواء، للمساعدة في تصحيح الأفكار التلقائية السلبية، وتصحيح المعلومات والمعتقدات الخاطئة حول الهجوم، ومساعدة الناس على التأقلم. أهم المعلومات التي لا ينبغي نسيانها في نوبة/اضطراب الهلع: من المؤكد أن نوبة الهلع ليست مشكلة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة أو الشلل. لا تتناول الأدوية التي سمعت عنها أو بحثت عنها من دائرتك المقربة، دون إشراف الطبيب، ولا تستخدمها لأنك تعتقد أنها ستكون مفيدة لك. لا تستخدم طرقًا مختلفة (الكحول والمخدرات وما إلى ذلك) لقمع الهجمات. استشر طبيبك أو طبيبك النفسي دون إضاعة الوقت في التفكير أنه سيختفي من تلقاء نفسه.
قراءة: 0