أجسادنا وطعامنا وممتلكاتنا وما إلى ذلك. نحن نهتم بنظافة كل ما لدينا، لكننا لا نفكر أبدًا في نظافة أرواحنا. نحن نمتنع عن مصافحة شخص ما إذا اعتقدنا أنه قذر، لكننا لا نعتقد أننا نؤذي نظافتنا الروحية عندما نرد على لغته البذيئة والمبتذلة. فبدلاً من التعبير عن غضبنا بكلماته وإفساد نظافتنا الروحية، نحمي أنفسنا منه، أو ننظر إليه بعيون شفقة... فمثلاً، ما مدى إضرار إيقاع الحياة اليومية التنافسي بنفوسنا، وكم يمكن أن يسعد الثاني ما دام لدينا فهم لا يمدح إلا الأوائل ويسجلهم فقط في التاريخ، على سبيل المثال، هل فكرت يوما أن كذبة "المهم كان المشاركة" كانت تشكل تهديدا لنظافتنا الروحية حتى يومنا هذا؟ عندما كان الأهم -حقاً- هو المشاركة، أي حتى جاء الوقت الذي تم فيه توزيع الجوائز على جميع المشاركين، وليس على الفائزين فقط، فالانتصارات لم تتحقق على يد مئات الآلاف الذين ماتوا من أجلها، بل على يد القادة، الملوك الذين حكموا من مقراتهم كم يرى الشخص الذي نشأ في نظام تعليمي جيد لنفسه كم يقدر أن يمنع نفسه من التضحية بنفسه من أجل الآخرين؟ على سبيل المثال، ماذا نخرج من أرواحنا باسم الولاء غير المشروط للقائد أو المنظمة غير الحكومية التي ندافع عنها وتبريرها/الدفاع عنها؟ والاضطرار إلى ابتلاع ما نقوله باستمرار يشكل عبئًا على نفوسنا؟ وماذا عن أطفالنا (مثل كل أطفال العالم) الذين نشأوا على كذبة كتب التاريخ القائلة إن "أسلافهم كانوا دائماً على حق ومظلومين"؟ إلى أي حد يمكن أن يكونوا عادلين في حياتهم اليومية؟ هل يستطيعون انتقاد أنفسهم؟ لا أعرف مدى مساهمتنا لأطفالنا بقولنا "لا تتسخ" أو "أكل هذا، لا تأكل ذاك". لكن مثلا لا نفكر في أننا بجعلهم عبيدا لنظام فحص يرهقهم، فإننا نخفض حالتهم النفسية بشكل كبير ونسبب لهم جروحا يصعب شفاءها لدى معظمهم. وبطبيعة الحال، من الممكن توسيع القائمة أكثر. ولكن عند القيام بشيء ما، أو الدفاع، أو الثناء، وما إلى ذلك. عند حساب ربحك وخسارتك، يرجى أن تأخذ في الاعتبار ما ستضيفه إلى روحك أو ما ستنزعه من روحك، ونأمل أن يصل مفهوم "الصحة النفسية الوقائية / النظافة النفسية" إلى الأهمية التي يستحقها في مجتمعنا. البلاد وفي العالم...
قراءة: 0