بحاجة إلى أن تكون محبوبا

الإنسان وحيد في العالم. يبحث عن طرق للتخلص من وحدته. يحتاج بعض الناس إلى انعكاس الآخرين في المرآة لينسوا وحدتهم. يحاول أن يكون مثاليًا حتى يحظى بالحب والرعاية. يحدث هذا أحيانًا إلى حد أنه يسبب خللاً في العلاقة. وبعد فترة، يبدأ الغضب بالتراكم داخل الأشخاص الذين يعطون دون أن يحصلوا على أي شيء في المقابل. وبعد فترة، يستشير هؤلاء الأشخاص الطبيب مع شكاوى مختلفة مثل الألم غير المبرر أو الأرق أو اضطرابات الأكل.

 

إن محاولة العطاء دون الأخذ تشير إلى حالات مرضية كامنة. ليس من طبيعة الإنسان أن يعطي دون أن يأخذ أي شيء في المقابل. لماذا يضع البعض أنفسهم في ورطة من خلال تبني هذا الوضع المخالف للطبيعة البشرية؟

أدلر عالم له مساهمات كبيرة في نظرية التحليل النفسي. ومن أهم مساهماته في نظرية التحليل النفسي أنه لفت الانتباه إلى حقيقة أن الفرد ينشأ مع إخوة في الأسرة. وقال إن النمو كطفل وحيد والنمو مع الأشقاء أمران مختلفان. وأكد أن ترتيب الميلاد داخل الأسرة يلعب دورا هاما في شخصية الفرد. هناك اختلافات بين كونك الطفل الأول في الأسرة وكونك الطفل الأوسط أو الأخير. يتم التعامل مع الطفل الأول كشخص يحتاج إلى تحمل المسؤولية، في حين يتم التعامل مع الطفل الأصغر كما لو كان يحتاج إلى الحماية. المكان الذي يضع فيه الفرد نفسه داخل عائلته هو المكان الذي يضع فيه نفسه داخل المجتمع. تلعب المنافسة بين الأشقاء دورًا مهمًا في تشكيل الشخصية.

عندما ننظر إلى وضع الأشخاص في الأسرة المقتنعين بأن عليهم العطاء المستمر من أنفسهم، نرى أنهم يتحملون مسؤوليات جسيمة في طفولتهم. الأشخاص الذين يتم إهمالهم عاطفيًا رغم تحملهم المسؤولية يتحولون إلى أفراد يقدمون كل أنواع التضحيات لإكمال ما لم يتمكنوا من إكماله في طفولتهم.

يشعرون دائمًا بأنهم ملزمون بتقديم أنفسهم من أجل أن يكونوا محبوبين. لقد علقوا في مكان ما في هذه الرحلة المتعبة. إنه وضع غير مستدام.

يضمن العلاج النفسي انتهاء هذه الرحلة المتعبة. يصبح الفرد قادرا على إعادة التعرف على نفسه. العلاج النفسي هو عملية داخلية يلتقي فيها المعالج والعميل عند الضرورة من خلال العلاقة بين الوالدين والطفل. إنها رحلة.

إن كونك نورًا على طريق العميل في مغامرته لإعادة الهيكلة هو الرضاء الروحي للمعالج.

قراءة: 0

yodax