الأمومة هي حالة فسيولوجية ونفسية تظهر فيها أنماط سلوكية نموذجية للغاية. إن التغيرات السلوكية التي تلاحظها الأم الجديدة فور ولادة طفلها تسمى "سلوك الأم"وتضمن هذه السلوكيات رعاية الطفل وحمايته، وتعتبر عملية الحمل من أهم الفترات التي يتم الاستعداد لها لتصبح المرأة أماً، ومع الولادة يتم إفراز الهرمونات التي تحفز "سلوك الأمومة".
سلوكيات الأمومة
أظهرت الأبحاث أن المرأة التي تصبح أماً هي الأكثر تأثراً بالقلق والقلق واكتشاف المخاطر في الدماغ، وتبين أن المناطق ذات الصلة تعمل بجد أكبر. وهذا يدل على أن سلوكيات الأمومة مبرمجة في دماغ الأنثى ويفسر لماذا الأمومة هي حالة ذهنية يسهل الوصول إليها. لذلك تتمتع الأم بميزة طبيعية في التكيف مع الطفل.
على الرغم من أن سلوك الأم ينجم بشكل أساسي عن عوامل وراثية وهرمونية، إلا أن الأبحاث تظهر أن الأمومة ليست قدرة غريزية تمامًا، والشعور والسلوك الخاص بالأمومة تتأثر بشكل كبير بإنجاب الأطفال، ويظهر أنها تطورت بعد ذلك النقطة الأكثر أهمية في هذه العلاقة، التي تبدأ أثناء الحمل وتستمر مدى الحياة، هي الاستعداد "لإنجاب طفل"، أي أن تكوني أماً. لأن الأمومة شعور خاص جداً في حياة الإنسان، شعور قوي يتطلب من الإنسان الكثير من التضحية والمسؤولية ولا يجب الاستهانة به.
الحمل وتغيير الأولويات
إن للأمهات العديد من الأولويات في حياة المرأة صاحبة القرار؛ وبمجرد أن يتخذ هذا القرار، فإنه يبدأ في التغيير وهي بلا شك عملية جديدة يجب عليه فيها تقديم تضحيات مهمة في حياته. أول انعكاس لعملية التغيير هذه، والتي تصبح أكثر وضوحا مع الحمل، في الأشهر الأولى بعد الولادة عادة ما تبدأ بانشغالات ذهنية مكثفة عن أطفالها، مثل المخاوف بشأن صحة الطفل والأفكار حول ما إذا كانت أماً جيدة . في هذه الحالة، يتم ملاحظة الأفكار والسلوكيات بشكل متكرر مثل مراقبة الطفل بشكل متكرر حتى عندما لا يكون ذلك ضروريًا، وإيلاء الاهتمام المفرط لقضايا مثل تنظيف المنزل ونظافة الطعام والمشروبات.
الغرض كله هو الحماية الطفل من المخاطر في الأيام الأولى. إنه يعني تلقي رعاية جيدة وفي نفس الوقت تنظيم نظام معيشي جديد. الأولوية الرئيسية هي طفلك. ومن ناحية أخرى، تبرز الحاجة إلى الشعور بالاكتفاء من خلال تحسين مهارات الأمومة. ولذلك فإن تحول العديد من الأولويات في حياة المرأة التي تصبح أماً غالباً ما يظهر خلال هذه الفترة، فأصبح لديها دور جديد سيستمر مدى الحياة: الأمومة، ولم تعد مسؤولة عن نفسها فقط، بل أيضاً تتحمل نفس المسؤولية تجاه كائن حي يحتاج إلى رعاية تحتاج إلى التفكير فيها بنفسها، وهذا أمر ضروري.
تقييد حياته الاجتماعية، أو تفضيل التركيز على بيئة منزلية آمنة بينما كانت حياته الاجتماعية في السابق تتضمن أنشطة خارجية بشكل متكرر، فإن إعطاء الأولوية للنظام المنزلي، مثل الطهي والتنظيف، سيسهل عليه التكيف مع دوره الجديد وأدائه بنجاح. جميع أنظمة الدعم هي تغييرات ذات أولوية خاصة بهذه الفترة، ومن ناحية أخرى، تبدأ قضايا مثل تنمية مهارات الأمومة وتربية الطفل وتنمية الطفل وطرق إقامة علاقة جيدة بين الأم والطفل في الظهور.
في هذه العملية، الأساسيات الأساسية للطفل بالإضافة إلى تلبية احتياجاته، تأتي في المقدمة المسؤوليات التي ستساهم في نموه النفسي والاجتماعي، والتي تبدأ بمعنى ما بالتربية الأسرية، وتكون التجارب الجيدة مع الطفل هي محور الاهتمام. نقطة. وفي الوقت نفسه، تعتبر هذه الفترة أيضًا فترة تدرك فيها الأم أن "احتضان طفلها، واستنشاق رائحته، وقضاء أوقات خاصة معه" أصبح احتياجها الأساسي، رغم أن مسؤولية كونها المعطي في العلاقة تقع على عاتقها. فالأم، تكون العلاقة متبادلة أكثر، ويقوم الطفل بأشياء كثيرة لتلبية التوقعات العاطفية والاجتماعية للأم. وتستمر هذه العلاقة، التي تستجيب فيها الأم والطفل لرغبات واحتياجات بعضهما البعض بالتناوب، طوال الحياة. هذه العلاقة المتبادلة القائمة على الحب مع الطفل هي في الواقع تجربة تجعل المرأة ترى نفسها أكثر قيمة، وتصبح معتقداتها الأساسية عن نفسها أكثر إيجابية.
ولذلك فإن هذا المعنى الذي تضيفه تربية الطفل لحياة المرأة، وهي امرأة بلا أطفال، إنه رضا من المستحيل تجربته. ومن ناحية أخرى، الأمومة؛ مشاعر يا طفل كما أنه يؤدي إلى العيش بشكل أكثر كثافة مما كنت عليه عندما كنت امرأة بدون ماء، وهذا هو الوضع الذي يتم ملاحظته بشكل متكرر، ويلاحظه بشكل واضح من حولك، ويشاهده معظم النساء الأمهات. وهذا يثري العالم الروحي للمرأة، ويساعدها على أن تصبح أكثر وعياً بمشاعرها وأكثر استعداداً للمشاركة في علاقاتها، وأكثر إيجابية وأكثر تعاطفاً وتفهماً. وله تأثير إيجابي على جميع العلاقات الشخصية للمرأة. ومن ناحية أخرى فإن الأمومة تخلق دافعاً قوياً لتقديم الأفضل لطفلك، والذي يبدأ عندما تقررين "الإنجاب" ويزداد تدريجياً مع عملية الحمل وأخيراً الولادة.
بطريقة ما، فإنه يخلق دافعًا قويًا لإعطاء طفلك الأفضل. على الرغم من أنه قد يبدو وكأنه يترك جانبًا، إلا أن هذا الدافع هو شعور قوي يشجع على "التمسك بالحياة بكل الأيدي"بطريقة ما ربما لم تختبرها أبدًا كامرأة ليس لديها أطفال، وينعكس ذلك في حياتها بأكملها. على الرغم من أن المشاعر مثل القلق والقلق الناتجة عن عدم معرفة ما ينتظرها في البداية تجعل المرأة التي تصبح أماً تشعر بحساسية شديدة وخائفة وعاجزة ومعلقة، إلا أنها تعزز موقفها تجاه الحياة من خلال تطوير مهاراتها تدريجياً في رعاية الطفل و المساهمات الإيجابية لتطوير العلاقة المتبادلة مع الطفل.
قراءة: 0