التلعثم هو اضطراب في الكلام حيث يوجد انسداد في تدفق الكلام، والتوقف عن طريق تكرار كلمة أو صوت، والتحدث عن طريق إطالة الصوت. ولكن ليس كل تلعثم هو اضطراب في الكلام. لأنه بين سن 2 و 4 سنوات، وهي الفترة التي يتسارع فيها تطور اللغة، يفكر الطفل في أشياء كثيرة في نفس الوقت ويريد التعبير عن كل ما يفكر فيه في تلك اللحظة. خلال هذه الفترة يعيش الطفل في الأحلام سريعة الحركة في ذهنه، وليس في العالم الواقعي البطيء الحركة، ويواجه صعوبة في التعبير عن أفكاره بالكلمات بسبب عدم كفاية مفرداته.
ولهذا السبب ، يمكننا أن نقول؛ بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 4 سنوات والذين بدأوا للتو في التحدث، فإن سرعة التفكير تسبق سرعة الكلام، لذلك قد يتوقف هؤلاء الأطفال ويكررون جملهم. ورغم أن هذه الحالة التي يعاني منها الطفل قد تبدو وكأنها تأتأة، إلا أنها في الواقع تأخر في النمو. إذا واجهت الأسر هذا النوع من التأتأة لدى أطفالهم، فلا داعي للقلق لأن تأخر النمو يكون في الغالب مؤقتًا مع التصرف الأبوي الصحيح. عندما يتلعثم الطفل أو يتعثر؛ وإذا لم يلفت انتباهه إلى كلامه، وإذا لم يتم الضغط عليه لينطق بشكل صحيح، وإذا لم يتعرض للسخرية، فيمكن إكمال هذه الفترة بالكلام بطلاقة عند سن 7 سنوات على أبعد تقدير.
تلعب الوراثة دوراً هاماً في ظهور التأتأة، وبالتالي قد يعاني الطفل المصاب بالميل الوراثي من أسباب نفسية ومن المحتمل جداً أن يتأثر بها.
القلق والتوتر والضغط هي أمور نفسية الأسباب التي تسبب التأتأة عند الأطفال. قد يؤدي وجود شقيق حديث الولادة، أو طلاق الزوجين، أو فقدان أحد أفراد الأسرة، أو التعرض لصدمة إلى إثارة التأتأة بسهولة. تعد التأتأة أكثر شيوعًا بحوالي 5 مرات عند الأطفال الذين ينشأون في ظل مواقف عائلية قمعية، خاصة عند الأولاد، مقارنة بالفتيات. لأنه عندما يشعر الرجال بالتوتر، فإنهم يميلون إلى تركيز هذا التوتر على أحبالهم الصوتية. ويلاحظ الفرق الأكبر من حيث الجنس بين سن 11-12 سنة.
السخرية من الطفل المتلعثم وإجباره على التحدث بطلاقة وإعلام الطفل بأنه يتلعثم من أكبر الأخطاء صنع. هذه الأساليب ستؤدي إلى إجهاد الطفل أكثر وتجعل من الصعب على الطفل التحدث.
من الأسباب النفسية المهمة الأخرى التي تسبب التأتأة؛ الصدمة المفاجئة والتوتر العاطفي والأهم من ذلك كله عند الطفل وهو الخوف الذي يعاني منه.
على سبيل المثال، تعرض طفل لهجوم من قبل كلب، أو نسيانه في مرحاض المدرسة، أو تركه بمفرده في مصعد معطل، أو إهماله وإساءة معاملته من قبل والديه، أو عقاب معلمته كلها أسباب نفسية.
طفل متلعثم يستطيع التحدث مع أهله في المنزل دون صعوبة؛ قد تزداد التأتأة عند الدخول إلى بيئة مزدحمة، أو الظهور أمام الجمهور، أو التحدث مع شخص غريب. الأطفال الذين يتلعثمون يشعرون بمشاعرهم بشكل أكثر كثافة من الأطفال الذين يتحدثون بطلاقة. وحتى مشاعر الإثارة والفرح والدهشة يمكن أن تؤثر على كلامهم. يجب على العائلات التي تدرك أن أطفالها يتلعثمون أن تكون أكثر حساسية تجاه أطفالهم. في حالات التأتأة التي تستمر لمدة 3-6 أشهر تقريبًا، خاصة بعد سن 7 سنوات، يجب على الأسرة بالتأكيد استشارة طبيب نفسي إكلينيكي ومعالج النطق واللغة.
قراءة: 0