إن انعدام الثقة بالنفس هو موقف نواجهه جميعًا بشكل متكرر. يشتكي العديد من الآباء من أن أطفالهم سلبيون جدًا ويخافون التحدث مع الآخرين، ويقول بعض المعلمين إن بعض طلابهم يخشون رفع أيديهم في الفصل. هناك عوامل مختلفة تكمن وراء كل هذه العمليات.
فما هي هذه العوامل؟ دعونا نرى ما يحدث عندما لا يستطيع الأطفال تطوير مهارات الثقة بالنفس لديهم.
قبل قراءة هذا المقال، أود منك أن تفكر فيما تفعله كوالد أو كمعلم لتحسين الثقة بالنفس لدى الأطفال. الأطفال من حولك.
مصطلحًا، الثقة بالنفس، هي التصور الإيجابي لقيمة الفرد واحترامه لذاته وحب الذات. يبدأ انعدام الثقة بالنفس في الظهور عندما يتطور لدى الإنسان نظرة إلى نفسه على أنه لا قيمة له، وغير جدير بالاحترام، وغير راضٍ عن قدراته ومظهره.
فماذا يحدث عندما يتطور لدى الإنسان مثل هذه النظرة السلبية؟ تصوره لنفسه؟
الإجابة على هذا السؤال تعتمد على الفترة الأولى من ولادة الطفل. عندما لا يتمكن الطفل من إقامة ارتباط آمن مع أمه، تبدأ المشاعر السلبية الأولى في التطور، ليس فكريًا بل عاطفيًا. عندما لا يتم تلبية احتياجات الطفل عندما يحتاجها، وعندما لا يتم التواصل البصري مع الأم، وعندما لا يتلقى الطفل الحب والحنان من أمه، تبدأ جدران عدم الثقة بالنفس في البناء. p>
العامل الآخر الذي يستمر في التأثير سلبًا على هذه العملية هو الموقف الأبوي الشديد الانتقاد والقلق. بعد فترة من الوقت، يبدأ الطفل الذي يتعرض لانتقادات مستمرة في إدراك نفسه على أنه شخص غير كفء وعديم الفائدة ويفعل كل شيء بشكل خاطئ. في حالة المواقف الأبوية القلقة وغير المتسقة، لا يستطيع الطفل تطوير نفسه أو الانفتاح على العالم الخارجي بسبب سلوك الأسرة القلق المستمر، ولا يستطيع اتخاذ وتنفيذ قرارات صحية بسبب التغير المستمر في سلوك الأسرة. تعد البيئة الأسرية التي يتسم فيها الآباء المتضاربون باستمرار عاملاً مهمًا آخر. في مثل هذه البيئة، قد لا يشعر الطفل بالأمان. وقد يتطور لديه عقلية اتهامية تجاه نفسه، معتقدًا أن والديه يتشاجران بسببه. إن تعرض الطفل للعنف هو موقف يدمر إحساس الطفل بذاته وقيمته تمامًا. هذا الوضع خاص بالطفل ويجعله يرى أن وظيفته لا قيمة لها، وعديمة الفائدة، وتسبب المشاكل دائمًا. إن المشكلة التي تسبب عدم الثقة بالنفس، خاصة في المدرسة، هي عدم قدرة الطفل على الحصول على دعم الوالدين في مواجهة الصعوبات الدراسية. على سبيل المثال، إذا كان الطفل الذي لا يفهم مادة ما في الرياضيات ويأخذ واجبًا منزليًا من هذه المادة لا يتلقى دعمًا من أفراد الأسرة في المنزل، فقد يرى نفسه غير مناسب وعاجز وعديم الفائدة، وبالتالي قد يعوق نفسه أكثر في المدرسة. البيئة المدرسية. إن الحكم على الأطفال، خاصة في سن ما قبل المدرسة، بعبارات مثل الخطيئة، العار، سيضربك الله، في إطار النظام الاعتقادي الذي تنخرط فيه أسرهم، سيدعم أيضًا عدم ثقة الطفل بنفسه، الأمر الذي سيزيد من عدم ثقته بنفسه. المساهمة في تدهور تصوره عن نفسه. المجتمع ووسائل الإعلام هي أيضا عوامل مهمة. الأحكام الاجتماعية والتمييز والمقارنات داخل المجتمع، ورسم وسائل الإعلام لصورة الشخص المثالي، خاصة للأطفال في مرحلة المراهقة، وحقيقة أن الأطفال لا يستطيعون قبول أنفسهم أثناء محاولتهم الوصول إلى هذه الصورة، تجعلهم ينظرون إلى أنفسهم على أنهم ناقصون، وغير أكفاء، وغير متوافقين. وخارج المجتمع.
كل العوامل التي ذكرتها أعلاه تؤثر سلباً على أسرة الطفل وتعليمه وحياته الاجتماعية، وكذلك على عالمه الداخلي، وذلك من خلال تعطيل إدراكه لذاته وقيمته الذاتية واحترامه لذاته. واحترام الذات.
كيف يمكننا تحسين ثقة الأطفال بأنفسهم عندما يكون الموقف في غاية الأهمية؟؟ أكاد أسمع أسئلتك.
بادئ ذي بدء، يجب إنشاء علاقة آمنة بين الأم والطفل خلال فترة الرضاعة الأولى. يجب أن يكون الطفل قادرًا على الحصول على الحب والاهتمام والرعاية التي يحتاجها من أمه. عندما يبدأ الأطفال في تعلم واكتشاف أشياء جديدة، لا ينبغي منع هذه السلوكيات. يجب على الآباء مساعدة الأطفال عندما يحتاجون إلى مساعدة في موضوع اكتشفه الطفل أو تعلمه للتو. ينبغي منح الأطفال مكافآت تحفيزية لما يحققونه. ومع ذلك، يجب أن تكون هذه المكافأة معقولة. يجب استخدام العبارات التحفيزية مثل "أحسنت، برافو، أنت عظيم" بعد النجاح.
إلى جانب كل هذا، يجب أن تكون قدوة جيدة. إذا كنت كوالد تشعر أنك تفتقر إلى الثقة بالنفس، فتذكر أن لديك أطفالًا يقلدونك تمامًا، لذلك قد يفتقر طفلك إلى الثقة بالنفس. وقد يكون وراءهم نماذج سلوكية تعلموها منك.
لا تنتقد أطفالك ظلما. اشرح انتقاداتك.
ركّز على ما يستطيع أطفالك فعله بدلاً من التركيز على ما لا يمكنهم فعله. ساعدهم على تطوير هذه الجوانب من خلال توجيههم إلى المجالات التي ينجحون فيها.
اجعل أطفالك يشعرون أنك منفتح على التواصل. اجعلهم يشعرون بالأمان بشأن الحصول على المساعدة منك.
لا تتحدث عن إخفاقاتهم الأكاديمية من خلال الحكم عليهم وتصنيفهم. فبدلاً من تصنيفها بكلمات مثل أنت كسول، أنت غبي، ما الذي كان ينقصنا في هذا الصدد؟، ما الذي تعتقد أننا بحاجة إليه لنكون أكثر نجاحًا؟ اجعلهم يدركون عيوبهم بأسئلة كهذه وحفزهم على تصحيح هذه العيوب.
لا تفرض عقوبات غير متناسبة على الأخطاء التي ارتكبوها. إذا كان ذلك ممكنا، لا تعطي أي عقوبة. مناقشة السلوك السلبي وعواقبه. اجعله يشعر أنك موجود دائمًا من أجله ودعمه.
اقضي وقتًا مع أطفالك، واجعلهم يشعرون بأن لهم قيمة وأنك تهتم بهم.
احترم طفلك وحدوده. اطلب الإذن عندما تدخل مساحته الشخصية. فهذا سيساعده على تطوير إحساسه باحترام الذات.
والأهم من ذلك، أظهر حبك لأطفالك، فهذا سيجعلهم ينظرون إلى أنفسهم على أنهم شخص مقبول ويستحق الحب.
قراءة: 0