يعد الألم من أكثر المشاكل التي يكثر ذكرها لدى كبار السن؛ وهي عملية معقدة تحدث بسبب تحفيز حسي أو تلف عصبي وتتغير حسب ذاكرة الشخص وتوقعاته وبنيته العاطفية.
معدل الأمراض التي لا يتم التبليغ عنها وتسجيلها في السجلات الطبية في الدولة كبار السن مرتفع جدًا، لأن كبار السن أو أقاربهم لا يتقدمون إلى المؤسسات الصحية، معتبرين أن العديد من الأعراض طبيعية بالنسبة للشيخوخة. ورغم ذلك فمن المعروف أن نسبة حدوث الألم عند كبار السن مرتفعة جداً.
يشكل كبار السن فئة خطر مهمة من حيث الألم المزمن، والألم في هذه الفئة العمرية يمهد لظهور الألم من المشاكل الخطيرة. ومن بين هذه المشاكل، الاكتئاب، والقلق، والعزلة الاجتماعية، واضطرابات النوم، ومشاكل التنقل والتنقل التي تجذب الانتباه، وهناك زيادات كبيرة في استخدام الخدمات الصحية وتكاليف العلاج. ويجب الأخذ في الاعتبار أن الألم المستمر يزيد من اضطرابات المشي لدى كبار السن، ويبطئ جهود إعادة التأهيل، كما أن الأدوية المستخدمة لتسكين الألم تسبب العديد من الآثار الجانبية.
تتراوح خيارات علاج الألم لدى كبار السن بين العلاج الدوائي لعلاج الألم التدخلي. اختيار الدواء المناسب في العلاج الدوائي، اختيار دواء قصير المفعول، وصف دواء واحد في كل مرة، بدء العلاج بجرعات منخفضة، زيادة الجرعة بشكل متحكم وبطيء إذا لزم الأمر، معرفة الآثار الجانبية للدواء، معرفة الآثار الجانبية لتركيبات الأدوية، والاستمرار في تناول الدواء طالما كان ذلك ضروريًا، فمن المهم القيام بذلك. على الرغم من وجود العديد من الأدوية المستخدمة للسيطرة على الألم، إلا أنه لا ينصح باستخدام بعضها، خاصة عند المرضى المسنين؛ ويجب أن يكون الأطباء مجهزين تجهيزًا جيدًا، خاصة في الأمور المتعلقة بهذه الأدوية.
إن آلام الخصر والساق شائعة، خاصة عند كبار السن، بسبب شيخوخة العمود الفقري. الشعور بالألم أكثر في منطقة الخصر يرجع إلى اضطراب في المفاصل الجانبية للعمود الفقري. يمكن تخفيف الألم الموضعي في الخصر عن طريق تطبيق تيار الترددات الراديوية على المفصل الوجهي. ينتشر من الخصر إلى الساقين الألم هو في الغالب ضغط العصب بسبب انزلاق غضروفي، ويمكن للمرضى أن يظلوا خاليين من الألم مع العلاج بالترددات الراديوية النبضية المطبقة على هذا العصب. يجب أن يكون التعامل مع مشكلة الألم، التي تؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة لدى كبار السن، عبارة عن تقييم وعلاج علمي وواقعي ضمن هيكل متعدد التخصصات.
قراءة: 0