أثناء السفر عبر الحياة؛ غالبًا ما ينتهي بنا الأمر مع أشخاص مختلفين تمامًا ونراقب مواقفهم وسلوكياتهم. المزيد من الناس يعني المزيد من السلوك والمزيد من المواقف. ومع ذلك، فإن السلوكيات البشرية الأكثر بحثًا وملاحظة وإثارة للاهتمام على الإطلاق هي الأنماط السلوكية المتعلقة بالعلاقات بين أفراد الأسرة، والتي تعد حجر الزاوية في المجتمع. تحمل الدراسات حول العلاقة بين الوالدين والطفل (الأطفال) مرآة لكيفية تشكيل العلاقات في المجتمع. إنه يقدم خريطة طريق حول نوع الأفراد الذين سيصبحون الأطفال. تعتبر مواقف وسلوكيات الأم والأب فعالة إلى أقصى حد في تنمية الأطفال وتطوير خصائصهم السلوكية. وتشير الأبحاث إلى أن؛ عند الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة ونقص الانتباه، ينشط موقف الوالدين والحالة النفسية للأسرة.
وكما هو معروف، ليس كل طفل نشط هو طفل فرط النشاط. فرط النشاط هو مشكلة تحدث لدى 3 إلى 5% من الأطفال في سن المدرسة وتلاحظ في الغالب عند الأولاد. النشاط الزائد هو سبب رئيسي للتوتر للأسرة والطفل. ينخرط الأطفال المصابون بهذا التشخيص في حركات تشتيت الانتباه قدر الإمكان. لكن على الرغم من أنهم يحاولون جاهدين تصحيح هذا الوضع المزعج، إلا أنهم لا يستطيعون تحقيق أي نتائج. في هذه المرحلة، يعد دعم الأسرة هو العامل الأكثر أهمية. ولمواجهة الصعوبات التي قد تنشأ في هذه العملية، يجب على معلمي المدارس والأطباء والمتخصصين والأسر أن يتعاونوا.
عندما يتعرض الأطفال للضغط النفسي أو يشعرون بالقلق الشديد، غالبًا ما تظهر عليهم سمات مشابهة لفرط النشاط. ومع ذلك، من أجل الحصول على هذا التشخيص، يجب فحص الطفل والتحقيق فيه بالتفصيل. ويجب أن تستمر هذه الحالة لفترة طويلة وأن يكون عمر الطفل أكبر من 7 سنوات. يتصرف الطفل مفرط النشاط بلا تفكير وفي كثير من الأحيان مع عدم الاهتمام، في أي وقت وفي أي مكان. كما أن إنجاب أطفال يعاني أفراد الأسرة من القلق والاكتئاب لفترة طويلة يمكن أن يسبب فرط النشاط ونقص الانتباه. يتربى الطفل في أسرة ويستطيع تنمية السلوكيات والاتجاهات بين أفراد الأسرة. بينما تقوم الأسر بتربية الأطفال؛ القدرة على التحكم في الانفعالات والتصرف بشكل مناسب يجب أن يكونوا قادرين على توقع تحسين مهاراتهم في العمل والمواقف. القلق المفرط والقلق الشديد والاكتئاب القادم من الأسرة يؤدي إلى ارتفاع مستوى القلق لدى الأطفال. ونتيجة لزيادة القلق لدى الأطفال، قد تظهر على الأطفال سلوكيات نمطية مثل الاندفاع، أي القيام بأفعال دون تفكير.
ونتيجة لذلك، فإن وجود فرط النشاط ونقص الانتباه لدى الأطفال يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على مواقف وسلوكيات الوالدين. وبما أن الطفل لا يستطيع التعامل مع هذا الموقف بسبب المواقف القلقة أو الاكتئاب لدى أفراد الأسرة، فسيكون قادراً على التعبير عن هذا الموقف سلوكياً في شكل تمثيل. ويلاحظ أن سلوكيات الأطفال السلوكية والنشاط والاندفاعية تتحسن نتيجة انخفاض قلق الوالدين وعلاج الاكتئاب لديهم. في الأسر التي يمكنها التعامل مع القلق والاكتئاب، يزداد الاستثمار في العلاقة مع الطفل. ونتيجة لهذا الاستثمار يمكن إنشاء علاقة صحية، ويتم تحديد إمكانية التحكم في سلوك الطفل، والذي نطلق عليه النشاط الزائد الموجه نحو العمل.
قراءة: 0