قصور الغدة الدرقية الخلقي هو اضطراب هرموني يحدث عندما يكون هرمون الغدة الدرقية غير كاف أو لا يتم إفرازه على الإطلاق، مما يؤدي إلى تخلف في النمو الجسدي والحركي النفسي. وتكمن أهمية هذا المرض في أنه منتشر في المجتمع وهو السبب الأكثر شيوعا للتخلف العقلي الذي يمكن الوقاية منه. هرمون الغدة الدرقية هو هرمون مهم جداً لتطور الدماغ ووظيفته وله وظائف مهمة مثل تكوين الخلايا العصبية والتوصيل في الأعصاب، وتتراوح نسبة انتشار قصور الغدة الدرقية الخلقي بين 1/3000 - 1/4000. وفي دراسة أجريت في بلادنا تبين أن هذه النسبة هي 1/2736، وبشكل عام نرى أن أهم أسباب هذا المرض هو نقص اليود. وهذا المرض أكثر شيوعًا، خاصة في المناطق التي تنخفض فيها مستويات اليود في مياهها. يمكن تصحيح هذه الحالة باستبدال اليود المناسب. وفي المناطق التي لا يوجد فيها نقص في اليود، فإن أهم أسباب هذا المرض تشمل غياب الغدة الدرقية خلقيًا أو عدم وجود الغدة في المكان الذي ينبغي أن تكون فيه. بالإضافة إلى ذلك فإن الاضطرابات على مستوى التكوين الهرموني في الغدة الدرقية هي سبب قصور الغدة الدرقية الخلقي، وعادة بعد احتفاظ الغدة الدرقية باليود الذي يتم تناوله عن طريق الفم، فإنه يمر عبر عدد من التفاعلات الأنزيمية ويتحول إلى اثنين من هرمونات الغدة الدرقية تسمى T3 و T4. وأهم الهرمونات الفعالة في هذا التحول هو هرمون TSH الذي يفرز من كيس يسمى الغدة النخامية في الدماغ. تعمل T3 وT4 وTSH بشكل متوازن. إذا لم يتم إنتاج T3 وT4 بكميات كافية بسبب نقص اليود أو لأي سبب آخر، تتم محاولة تصحيح هذا الوضع عن طريق زيادة إفراز TSH.
هرمون الغدة الدرقية؛ على الرغم من أنها ليست مسؤولة بشكل أساسي عن النمو أثناء الحمل، إلا أنها مسؤولة بشكل أساسي عن النمو بعد الولادة. وهو فعال في تطوير الدماغ والهيكل العظمي. يلعب دورًا في تنظيم درجة حرارة الجسم ونقل الأيونات السائلة. كما أنه فعال في استقلاب الأحماض الأمينية والدهون.
الحالات التي يجب فيها مراعاة قصور الغدة الدرقية عند حديثي الولادة هي كما يلي:
*إذا كان الوزن عند الولادة أكثر من 4000 جرام
* تكون فترة الحمل أقل من 42 أسبوع إذا استمرت لفترة طويلة
* إذا كان الطفل المولود في الوقت المحدد يعاني من مشكلة في الرئة
* انخفاض درجة حرارة الجسم
* كبر حجم الجزء الأمامي واليافوخ الخلفي
* كبر حجم اللسان وصعوبة التغذية
* الإمساك � �ك
*يرقان طويل الأمد
*فتق سري
*تضخم الغدة الدرقية
ومع ذلك، لا تتم ملاحظة هذه النتائج غالبًا في الأشهر الأولى. ومع نمو الطفل، تصبح هذه النتائج واضحة، ولكن بعد فوات الأوان. لذلك، يجب فحص الأشخاص الذين يعانون من اليرقان لفترة طويلة في فترة حديثي الولادة والذين يشكون من الإمساك على الفور للتأكد من عدم وجود قصور في الغدة الدرقية.
في السنوات الأخيرة، بدأ برنامج فحص قصور الغدة الدرقية في بلدنا، والآن يتم أخذ دم من الكعب من كل طفل حديث الولادة سواء كان لديه شكوى أم لا، ويبدأ العلاج فوراً إذا لزم الأمر. ومن خلال تصحيح مستويات الهرمونات بالعلاج، يمكن وقاية الأطفال من المعاناة من التخلف العقلي. وبطبيعة الحال، فإن المشكلة الأكثر أهمية، خاصة بالنسبة لبلدنا، هي إضافة اليود إلى المياه والتأكد من أنها تحتوي على مستويات طبيعية من اليود. وبهذه الطريقة لن يحدث نقص اليود الذي يعد من أهم أسباب قصور الغدة الدرقية الخلقي وستنخفض نسبة الإصابة بهذا المرض بشكل كبير.
قراءة: 0