تسمى اضطرابات السلوك الجنسي النفسية بالاضطرابات النفسية الجنسية. سأناقش هنا ثلاثة من الاضطرابات النفسية الجنسية: التعرض، والاغتصاب، والاعتقالات النفسية الجنسية.
يُلاحظ اضطراب الاستعراض بشكل أكثر شيوعًا عند الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و28 عامًا. يظهر رجل مصاب بمرض التعرض قضيبه المنتصب لامرأة قادمة على الطريق أو في أماكن مزدحمة مثل محطة القطار، ويمارس العادة السرية إما أثناء ذلك أو بعد ذلك مباشرة. هؤلاء الأشخاص لا يهاجمون النساء أبدًا، وكلما زادت صدمة المرأة الأخرى ورد فعلها نتيجة التعرض لها، زاد إعجابهم بها. ما نعرفه عن المرض يأتي من المقابلات التي أجريت مع المعارضين الذين ألقت الشرطة القبض عليهم (جاندا وكلينكي هامل، 1980). سؤال "هل يصبح المتباهون فيما بعد مغتصبين؟"، يشغل بال علماء النفس، وقد أجابت الدراسات الطولية حول هذا الموضوع بـ"لا" على هذا السؤال، فهؤلاء الأشخاص لا يصبحون عدوانيين أبدا، وقد بحثت مقاربات نفسية مختلفة عن سبب هذا المرض في عوامل مختلفة. وجهة نظر التحليل النفسي. ووفقا له، فإن الاستعرائية هي رد فعل على الخوف من الخصاء. ويقول بعض علماء النفس إن المتعريين لا يتمتعون بالثقة بالنفس كرجال وأنهم يثبتون رجولتهم بشكل غير مباشر من خلال الاستثارة. ويذكر بعض علماء النفس المتعلمين أنه في ماضي الشخص فإن المكافأة الجنسية لا تتحقق إلا عن طريق صدمة الآخرين، لذا فإنهم يبحثون عن نفس النوع من التعزيز من خلال اللجوء إلى الاستثارة. ولم يتم إثبات أي تفسير تجريبيا.
يعد الاغتصاب من المشاكل الخطيرة التي تواجهها المجتمعات الصناعية المتقدمة، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، الاغتصاب ليس مشكلة اجتماعية، ومن ناحية أخرى، وجد جاندا وكلانكي هامل (1980) أن حالات الاغتصاب في الولايات المتحدة زادت بنسبة 80٪ بين عامي 1968 و1975. ووفقاً لهؤلاء المؤلفين، فإن العدد الحقيقي لحالات الاغتصاب في الولايات المتحدة الأمريكية أعلى بخمس مرات مما تظهره تقارير الشرطة، لأن معظم الأشخاص المغتصبين لا يريدون إدراج أسمائهم في ملف الشرطة. وفي 50% من الحالات التي تم الإبلاغ عنها للشرطة، لا يعرف الرجل المرأة التي اغتصبها، وفي 10% من الحالات تكون المرأة أحد أفراد الأسرة. معظم حوادث الاغتصاب تم التخطيط لها مسبقًا. وفي حالات نادرة جداً، يحدث نتيجة اندفاع مفاجئ لا يمكن السيطرة عليه. يقسم الباحثون الأشخاص الذين يرتكبون جريمة الاغتصاب إلى أربع فئات:
(1) الأنواع العدوانية: هؤلاء الأشخاص هم الأشخاص الذين يكرهون المرأة ويعبرون عن كراهيتهم في شكل اغتصاب.
(2) الأنواع غير الأخلاقية: يتمتع هذا الأشخاص ببنية شخصية معتلة اجتماعيًا ولا يمكنهم تجاوز رؤية المرأة ككائن جنسي؛ لم يفهموا أبدًا المسؤولية عن أفعالهم. ويصبحون عرضة للاغتصاب، خاصة تحت تأثير الكحول، ويهاجمون النساء الذين يجدونهن جذابات جنسياً، دون أن يشعروا بأي مسؤولية أخرى.
(3) أنواع المعايير المزدوجة: هؤلاء الأشخاص هم مفعمون بالحيوية بعض الشيء، ولا يجدون أي ضرر في اغتصاب امرأة تلبس وتتصرف بمرح. إنهم يتصرفون بفكرة "إذا لم تكن تشعر بالحكة، فلن ترتدي مثل هذا، من الواضح أنها أرادت ذلك" ويستحضرون الاعتداء الجنسي في أذهانهم. عندما تأتي المرأة المغتصبة إلى المحكمة، فإن النقطة الأكثر أهمية هي أن ويريد المحامون الذين يدافعون عن المتهم إثبات أن المرأة "استفزت وشجعت" الرجل. وإذا تمكنوا من إثبات ذلك، فإن الاعتداء بالاغتصاب سيعتبر سلوكاً "طبيعياً".
(4) أنواع تحاول إثبات رجولتهم: يقول رادا (1978) أن بعض الرجال يرتكبون الاغتصاب لإثبات رجولتهم. الرجال الذين يندرجون ضمن هذه الفئة يكونون خجولين وخجولين وفي نفس الوقت يحاولون إعطاء مظهر "الرجل الواثق" للآخرين.
تتجلى الاختلالات النفسية الجنسية في صورة البرود عند النساء وعدم الكفاءة عند الرجال. يعد ماسترز وجونسون (1970) من بين العلماء البارزين الذين قاموا بفحص السلوك الجنسي البشري بالتفصيل في ظل ظروف يمكن السيطرة عليها في المختبر. وبحسب أبحاثهم فإن السلوك الجنسي الطبيعي يتكون من أربع مراحل:
(1) الرغبات والأحلام الجنسية.
(2) الإثارة الجنسية. في هذه المرحلة، بالإضافة إلى الشعور بالمتعة، تحدث تغيرات جسدية مثل تصلب القضيب عند الرجال وإفراز السوائل في المهبل عند النساء.
(3) النشوة الجنسية أي إطلاق الطاقة من خلال الوصول إلى أعلى نقطة من الإثارة الجنسية.
(4) الراحة والاسترخاء والاسترخاء بعد النشوة الجنسية.
المربى النفسي أولاً وينشأ من التثبيط الذي يحدث في واحدة أو أكثر من المراحل الثلاث. ونتيجة للتثبيط، لا يمكن للسلوك الجنسي أن يكمل تطوره الطبيعي. عند النساء، يتجلى التثبيط في غياب السوائل في المهبل وغياب التغيرات التناسلية الأخرى التي تحدث مع الإثارة الجنسية. بعض النساء لا يستطيعن الوصول إلى النشوة الجنسية. عند الرجال، يتجلى التصلب في عدم القدرة على انتصاب القضيب أو في سرعة القذف. ما هي العوامل الكامنة وراء الاعتقال النفسي الجنسي؟ ويرى كل من ماسترز وجونسون (1970) وغيرهما من المؤلفين (جاندا وكلينكي هامل، 1980) أن قلق الأداء هو أساس التخلف في السلوك الجنسي. يبدأ الفرد في الشك فيما إذا كان يستطيع أن يكون فعالاً في الجماع، ويؤدي الشك إلى القلق. يمنع القلق واحدة أو أكثر من المراحل الثلاث الأولى من المراحل الأربع المذكورة أعلاه في نقاط معينة. أما نوع العلاج النفسي الذي يطلق عليه المنهج السلوكي المعرفي، والذي يولي أهمية لتوقعات الناس وإدراكهم، فيقبل أن الفكر الذي يكرره الفرد في ذهنه في هذه المرحلة له تأثير كبير. إن التعبيرات المتعلقة بالوعي الذاتي للشخص تربط ذلك الفرد بخلق نوع من الحلقة المفرغة.
على سبيل المثال، إذا كان الرجل يحتفظ بفكرة في ذهنه باستمرار، "إذا لم ينتصب قضيبي ولم أستطع إذا مارست الجماع، فإن هذه المرأة لن تراني كرجل ولن ترغب في مقابلتي مرة أخرى." هذه الفكرة تجعله أكثر قلقًا مع مرور الوقت ولا يمكن لقضيب الرجل أن ينتصب فعليًا. إذا مرت أفكار مماثلة في ذهن المرأة، يزداد قلقها وتبدأ المرأة في ظهور مشاكل في علاقتها الجنسية، المشاكل الجنسية التي يعاني منها الأفراد غالباً ما تنشأ من نوع العلاقة التي يقيمونها مع أزواجهم، فهي تعكس باستمرار شخصيتهم الحقيقية ورغباتهم. رغبات وتخيلات زوجته لا يستطيع أن يخبرها عن رغباته وتخيلاته الجنسية، لأنه يظن أن زوجته ستجد هذه الرغبات والتخيلات غير طبيعية وسوف تدينه، أما المرأة فتعتقد أن زوجها لا يحترمها على الإطلاق، وأنها ليست في حالة حب وتفاهم، بل باعتبارها مجرد أداة جنسية لزوجها، وتعتقد أنها تُستخدم لإشباع رغباتها الخاصة، وتخشى البوح بمشاعرها لزوجها. وتعتقد أن زوجها لا يستطيع فهم مثل هذه الأفكار والمشاعر. وفي النهاية يواجه هذان الزوجان هذه المشاكل، وتؤثر هذه المشاكل على العلاقة بينهما. ولن تختفي المشاكل إلا إذا تم حلها. ولهذا السبب يعتبر العلاج الجنسي جزءًا من العلاج النفسي العام ويغطي كافة جوانب حياة الإنسان.
قراءة: 0