فكر في البدايات في حياتك. الإثارة في عائلتك عند ولادتك، اللحظة الأولى التي بدأت فيها المدرسة، حبك الأول، رحلتك الأولى خارج المدينة... هذه البدايات لها دائمًا مكانة خاصة في قلوبنا.
وماذا عن اشياء جديدة؟ ألم نضع ملابسنا الجديدة بعناية بجوار سريرنا في الليلة السابقة للعيد، أو حاولنا تقليل الأخطاء حتى لا تنفد ممحاتنا المعطرة بسرعة، ألم نقول لأصدقائنا، "رائع، ماذا اشترت لي أمي/أبي؟" وأظهر أحذيةنا الرياضية والأضواء مضاءة؟ تحية للجيل الذي يستحم يوم الأحد ويشاهد "الأحد العظيم".
نحن دائما نتخذ القرارات الأكثر أهمية في مثل هذه اللحظات. نبدأ في اتباع نظام غذائي يوم الاثنين، ونطفئ الشموع متمنيين الشيء الذي نريده بشدة في أعياد الميلاد، ونتخذ قرارات جديدة للعام الجديد. نحتاج إلى سبب وجيه للبدء وهذه القوة للاستمرار.
ومع ذلك، يعبر روبرت كولير عن النجاح بأنه مجموع الخطوات الصغيرة التي يتم اتخاذها كل يوم دون تعب في موضوع معين. الأهداف الكبيرة والأحلام الكبيرة يمكن أن تسبب أيضًا خيبة الأمل وتجعلك تشعر دائمًا بالفشل أو عدم الكفاءة.
"أتمنى أن يجلب لك العام الجديد الصحة والسعادة والسلام والحب..." ليلة رأس السنة نسمع مثل هذا الكلام كثيرا. هذه العبارة، التي تُقال في الواقع بنوايا حسنة، تشبه ضرب أمنا على الطاولة بقولها "البراز على الطاولة" عندما ضربنا أقدامنا على الطاولة عندما كنا صغارًا. لا يوجد شيء يمكن أن يفعله الجدول أو الوقت. إن عواطفك وأفكارك وسلوكياتك هي التي ستجعل العام الجديد مختلفاً عن العام السابق...
إن تجاوز الماضي قد يجعلك ترتكب نفس الأخطاء مرة أخرى . ضع في حقيبتك الدروس التي تعلمتها من الأحداث التي مررت بها، وأهدافك القصيرة والطويلة المدى، والأشخاص الذين كانوا جيدين بالنسبة لك، واللحظات التي لا تريد أن تنساها، والأنشطة التي تستمتع بممارستها، وشخصيتك الإيجابية أو غير الإيجابية عواطفك، وأفكارك ذات المعنى أو التي لا معنى لها، وسلوكياتك الهادفة أو التي لا هدف لها؛ كن على طبيعتك كهدية العام الجديد.
قراءة: 0