ولخص باولو كويلو كل شيء بشكل جميل عندما قال: "عندما تقول "نعم" للآخرين، عليك أن تتأكد من أنك لا تقول "لا" لنفسك". على الرغم من أنك تعمل بجد، إلا أنك لا تحظى بالتقدير، وتضع عمل الآخرين على عاتقك كما تضع أعمالك على عاتقك، ولا يمكنك أن تقول لا حتى لو كنت لا ترغب في ذلك، حتى لا تسيء إلى الآخرين، أشياء لا تسير بالطريقة التي تريدها على الرغم من أنك تريد أن يكون كل شيء مثاليًا، فلا أحد يلاحظك بينما تقوم بالكثير من التضحيات وتريد الحصول على موافقة من مكان العمل وأن يتم ملاحظتك، أليس كذلك؟
إن قول كلمة لا أمر صعب جدًا بالنسبة للعديد من الأشخاص. يضطر بعض الأشخاص إلى قول نعم للعديد من المواقف خلال اليوم عندما يرغبون في قول لا، إما لأنهم يعتقدون أنه سيتم إساءة فهمهم أو بسبب الخوف من الخسارة أو التعرض للرفض أو الانتقاد أو الاستهجان. عندما يحدث هذا الموقف في العمل، تصبح الأمور أكثر صعوبة قليلاً، وفي بعض الأحيان تصبح غير قابلة للانفصال. أماكن العمل هي الأماكن التي يمكن للأشخاص فيها تحسين أنفسهم والحصول على الرضا المالي. إن عدم قدرتك على قول لا لزملائك أو رئيسك أو الأشخاص الذين يعملون تحت إمرتك يسبب العديد من المشاكل. السبب الرئيسي لذلك هو عدم وجود حدود. وهو عدم قدرة الفرد على وضع حدود واضحة وتحمل مسؤوليات الآخرين رغم عدم وجود التزامات عليه.
إن قول "نعم" للجميع يمكن أن يكون مؤشراً على انخفاض الثقة بالنفس وبنية الشخصية الاعتمادية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاضطرار إلى قول نعم للأشياء التي لا تريدها يجعلك أكثر توتراً وتعباً، ويمكن أن يسبب أيضاً زيادة في مستوى التوتر وزيادة عبء العمل لأنهم يقومون بعمل إضافي على الرغم من أنه ليس من مسؤوليتهم. الأشخاص الذين يقولون "نعم" على الرغم من أنهم لا يريدون ذلك، قد يشعرون أحيانًا بالغضب من الطرف الآخر، لكن لا ينبغي أن ننسى أن العاطفة الكامنة وراء الغضب هي في الواقع الغضب تجاه الذات. بالإضافة إلى ذلك، قد تزيد أعراض التوتر والقلق والاكتئاب لدى الأشخاص الذين يضطرون دائمًا إلى قول "نعم".
ما هي طرق قول "لا" في العمل؟
أولاً، يجب أن تكون حدودك واضحة مع زملائك.
لا تتحمل مسؤوليات الآخرين. على افتراض أن لديك قدرًا معينًا من الوقت للعمل، هل تريد التركيز على عملك الخاص أم على عمل الآخرين حتى لا تسيء إليهم؟ هل تريد الانفصال؟
تذكر أنه مثلما أن قول نعم هو خيار، فإن قول لا هو أيضًا خيار.
لا تتردد في قول لا للمهام التي ليست من مسؤوليتك. لا ينبغي أن ننسى أنه عندما تقوم بعمل الآخرين، فإنك لا تساعدهم فحسب، بل تمنع الشخص الآخر أيضًا من تحمل مسؤولياته الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، أثناء استكمالك لنواقص الطرف الآخر، قد تعطل عملك الخاص أو تتسبب في قضاء ساعات طويلة.
والأهم من ذلك أنك تحتاج إلى تحديد حدودك الخاصة. عليك أن تعرف مقدار العمل الذي ستفعله، وفي أي وقت ومتى، وأن تنظم حدودك الخاصة.
تذكر أنه لا يمكنك تغيير الطرف الآخر، لديك فقط القدرة على التغيير داخل نفسك. لذلك ركز على تغييرك بدلاً من انتظار الطرف الآخر ليفهمك أو يلاحظك أو يتغير.
لا تخف من التعرض للنقد. عندما تقول لا، ركز على المشاعر التي مررت بها في جدال أو انتقاد، ربما مررت بهذا الحدث مرة أخرى في مكان مختلف. لا تتجنب مواجهة مشاعرك.
ذكّر نفسك بما ستتخلى عنه في كل مرة تقول فيها نعم دون قصد.
إن قول لا لا يحدد قيمة أنت ولا الطرف الآخر، بل هو يظهر فقط أنك لا تريد القيام بهذا الحدث. عندما ترفض الوظيفة المطلوبة، تذكر وذكر نفسك أنك ترفض تلك الوظيفة، وليس الشخص. إذا كنت تواجه صعوبة في قول لا ولا تستطيع الخروج من الموقف، فسيكون من المفيد الحصول على دعم متخصص للأسباب الأساسية وحل مشكلتك.
قراءة: 0